أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
3162
التاريخ: 6-03-2015
3329
التاريخ: 15-11-2014
4313
التاريخ: 6-03-2015
3158
|
حياة المؤلف : هو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بابن عربي ـ بدون أداة التعريف ـ فرقاً بينه وبين القاضي أبي بكر ابن العربي صاحب كتاب (أحكام القرآن ) ، وهذا الفرق من اصطلاح المشارقة ، أما اهل المغرب ، فيأتون باللام في كلا الموردين (1) (2).
ولد في مدينة مُرسية في جنوب شرقي الأندلس ـ اسبانيا ـ تاريخ 17 رمضان المبارك سنة 560 هجرية / 28 يوليو 1165 ، في بيت ثروة وحسب وزهد وتقوى ، وكان له خالان سلكا طريق التبتل والزهد ، أحدهما لزم خدمة أحد الأولياء ، والآخر كان يقضي الليل في الذكر والتسبيح ، ولعل الارتباط بهما في الصغر أثر في معنوية ابن عربي .
تنتمي أسرة ابن عربي الى واحدة من اقدم القبائل العربية التي وفدت الى اسبانيا , وهي قبيلة طيء ، التي منها (حاتم الطائي) أشهر كرماء العرب ، وكان أسلافه ضمن من وفدوا من عرب (اليمن) الى اسبانيا في وقت مبكر . وبعد أن سقطت مرسية في يد (الموحدين) ، رحلت الأسرة الى إشبيلية سنة 1172م ، وقد بلغ محمد الثامنة من عمره .
وتزوج ابن عربي بامرأة صالحة ، وفي هذه الفترة توفي أبوه ، فمكث بعد أبيه في إشبيلية حتى صار ذا نفس مطمئنة ، فرأى أن السير على فطرته وتكونه بالهجرة الى بلاد الشرق أولى ، وبينما كان يجيل هذه الفكرة ، رأى في حالة اليقظة أنه أمام العرش الإلهي المحمول على أعمدة من لهب متفجر ، ورأى طائراً جميلاً بديع الصنع يحلق حول العرش ، ويصدر إليه الأمر بأن يرتحل الى الشرق ، وينبئه بأنه سيكون هو مرشده السماوي ، وبأن رفيقاً من البشر يدعى فلاناً ينتظره في مدينة فاس ، وأن هذا الأخير قد امر ايضا بهذه الرحلة الى الشرق ، ولكنه يجب ألا يرتحل قبل أن يجيء إليه رفيق من الأندلس ، فيفعل ما أمر به ويرتحل بصحبة هذا الرفيق .
وفيما بين سنتي 597هـ - 620هـ / 1200 – 1223م بدأ رحلاته الطويلة الى بلاد الشرق ، فاتجه الى مكة ، فاستقبله شيخ إيراني ممتاز ، وتزوج ابنه ذلك الشيخ ، في هذه البيئة الطاهرة وهو في مكة المكرمة ، وفي سنة 1204م ، ثم ذهب الى الموصل والتقى علي بن عبد الله بن جامع الذي قيل حقه : إنه ليس الخرقة عن الخضر مباشرة ، وفي سنة 1206م ذهب الى القاهرة ، وفي هذا الزمان ظهر ذلك المرشد السماوي وأمره بإظهار شيء من كتابه في مذهبه ، ولكن الفقهاء هددوه ، ففر الى مكة المكرمة سنة 1207م ، وبقي هناك ثلاثة أعوام ، ويعيش بين أصدقائه القدماء الأوفياء ، ثم ترك مكة بعد هذه المدة قاصداً الى قونية من تركيا ، والتقى أميرها السلجوقي ، وتزوج بوالده صدر الدين القونوي ، وهو أحد تلاميذه المفضلين ، بغداد ، يتصل بالصوفي المعروف شهاب الدين عمر السهروردي .
وفي سنة 1214م يعود الى مكة ليجد أن عدداً من فقهائها جعلوا يشوهون سمعته ، ويرمونه بأن قصائده التي نشرها في ديوانه الرمزي منذ ثلاثة عشر عاماً كانت تصور غرامه المادي الواقعي بالفتاة (نظام) ، ولكنه قاوم مقاومة شديدة ، ورد هذه التهمة وزيفها للجميع . وبعد ذلك يرتحل الى حلب ويعيش هناك مكرماً ، وأخيراً يختار دمشق في سنة 1223م ويسكنها الى آخر عمره ، حيث كان أميرها أحد تلاميذه المؤمنين بعلمه ونقائه ، وينصرف للتأليف حتى يتوفى بها في 28 من ربيع الثاني سنة 638 الموافق 16 نوفمبر من سنة 1240م (3).
بعض أساتذته : قال الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني في كتابه (جامع كرامات الأولياء ) ضمن ترجمته للشيخ ابن عربي : وقد اطلعت له على إجازة ، أجاز بها الملك المظفر ابن الملك العادل الأيوبي ، ذكر فيها كثيراً من مشايخه ومؤلفاته ، ولتمام الفائدة أذكرها هنا بحروفها ، فأقول : قال رضي الله عنه : بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين : اقول وأنا محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي الحاتمي ، وهذا لفظي : استخرت الله تعالى ، وأجزت السلطان الملك المظفر بهاء الدين غازي ، ابن الملك العادل المرحوم إن شاء الله تعالى أبي بكر بن أيوب وأولاده ، ولمن أدرك حياتي الرواية عني في جميع ما رويته عن أشياخي ، من قراءة وسماع ومناولة وكتاب وإجازة ، وجميع ما ألفته وصنفته من ضروب العلم ، وما لنا من نثر ونظم على الشرط المعتبر بين أهل هذا الشأن ، وتلفظت بالإجازة عند تعبيري هذا الخط ، وذلك في غرة محرم سنة 632 بمحروسة دمشق ، وكان قد سألني في استدعائه أن أذكر من أسماء شيوخي ما تيسر لي ذكره منهم ، وبعض مسموعاتي ، وما تيسر من اسماء مصنفاتي ، فأحبت استدعاءه نفعه الله تعالى بالعلم ، وجعلنا وإياه من أهله ، إنه ولي كريم .
فمن شيوخنا : أبو بكر بن خلف اللخمي قرأت عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع ، بكتاب الكافي لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني في مذاهب القراء السبعة المشهورين ، حدثني عن ابن المؤلف . ومن شيوخنا في القراءة : ابو الحسن شريح بن محمد بن محمد بن شريح الرعيني ، عن أبيه المؤلف . ومن شيوخنا في القرآن أيضاً : أبو القاسم عبد الرحمان بن غالب الشراط ، من اهل قرطبة ، قرأت عليه أيضا القرآن الكريم بالكتاب المذكور ، وحدثني ايضا عن ابن المؤلف أبي الحسن شريح عن ابيه المؤلف محمد بن شريح المقري (4).
مؤلفاته : جاء في الإجازة المذكورة في الفصل السابق ايضا ان ابن عربي يقول : وها أنا أذكر من تآليفي ما تيسر ؛ فإنها كثيرة ، وأصغرها جرماً كراسة واحدة ، وأكبرها ما يزيد على مائة مجلداً وما بينهما . فمن ذلك كتاب المصباح في الجمع بين الصحاح في الحديث ، اختصار مسلم ، اختصار البخاري ، اختصار الترمذي ، اختصار المحلى ، الاحتفال فيما كان عليه رسول الله من سني الأحوال .
وأما الحقائق في طريق الله تعالى ، التي هي نتائج الأعمال ، فمن ذلك هو السابع : كتاب من تصانيفنا (الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل ) أفرغ في أربعة وستين مجلداً ، الى قوله تعالى في سورة الكهف : {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } [الكهف: 70]
ابن عربي ونظرة الآخرين له : يعد ابن عربي من كبار العلماء ، صار معركة للآراء بين النفي والإثبات : فهناك من يكفره من دون قيد ، وهناك من يوصله الى مصاف الانبياء ، وهناك من يؤيده من دون إفراط ، أي : لا يكفره ولا يكبره ، بل سلك طريقاً وسطاً ، فقبل منه ما رآه صحيحاً ، وأنكر عليه ما فهمه سقيماً ، كما نجد طائفة متحيرة في أمره ، وفي ما يلي نذكر كلمات بعضهم :
أ ـ المنكرون عليه : من المنكرين عليه : رضي الدين بن الخياط ، الذي كتب عن عقيدة ابن عربي ، ورماه بالكفر ، والحافظ الذهبي ، وابن تيمية – عدو الصوفية على الإطلاق – ولقد بلغ من عداوة بعض الناس لابن عربي أنهم حاولوا اغتياله بمصر (5).
يقول الأستاذ معرفة : قد أتى المؤلف بالتفسير الرمزي الإشاري على طريقة الصوفية العرفانية ، وغالبه يقوم على اساس وحدة الوجود ، ذلك المذهب الذي كان له أثره السيء في تفسير كلام الله (6).
ب ـ المؤيدون له : هناك من أهل السنة والشيعة مؤيدون لابن عربي ، فمن المؤيدين له : قاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروز آبادي صاحب القاموس ، وقد كتب كتاباً يدافع فيه عنه ، رداً على رضي الدين بن الخياط ، الذي كتب عن عقيدة ابن عربي ورماه بالكفر ، وكمال الدين الزملكاني ، من أكابر مشايخ الشام ، والشيخ صلاح الدين الصفدي ، والحافظ السيوطي ، الذي ألف في الدفاع عنه كتاباً أسماه : (تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي) ، وسراج الدين البلقيني ، وتقي الدين بن السبكي وغيرهم (7).
ومن كبار الشيعة الإمامية ، نجد صدر المتألهين يكبره ويثني عليه ، وقلما يعظم صدر المتألهين ، او يثني على أحد كتعظيمه وثنائه على ابن عربي ، يقول : إنه قدوة المكاشفين (8)، ويقول في وصفه : عندنا من أهل المكاشفة (9).
ويعتقد صدر المتألهين أن ابن عربي كان على مذهب الإمامية ، ففي شرح الأصول من الكافي ، يقول بعد نقل كلمات ابن عربي في الإمام المنتظر : واعلم أن أكثر م ذكره فيما نقلناه من عبارته أولا موجود في كتب الحديث بعضها على طريقة أصحابنا ، وبعضها على غير طريقهم ، ونظروا ايها الإخوان الى ما في طي كلامه من المعاني الدالة على كيفية مذهبه كقوله : إن لله خليفة ، وقوله : أسعد الناس به أهل الكوفة ، وقوله : أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ، وقوله : إنه على ضلالة ... (10).
وممن يؤيد ابن عربي : الإمام الخميني ، فإنه في جميع كتبه العرفانية يمدح ابن عربي ، وينقد منكريه الجاهلين بالطريقة العرفانية ، فمثلاً في تفسير سورة الحمد يمدح تفسير ابن عربي بأنه كشف ناحية من النواحي العرفانية من القرآن (11).
وفي كتاب الطلب والإرادة ، ينقل كلاماً عنه في الفتوحات ، وهو : ظهر العالم بسم الله الرحمن الرحيم ، كما أنه يقول ايضا : وعلى طريقة الشيخ محيي الدين العربي فالأمر في رحيميته في الدارين واضح ، فإن أرحم الراحمين يشفع عند المنتقم ، وتصير الدولة دولته والمنتقم تحت سلطنته وحكمه (12).
ج – المتحيرون فيه : هناك بعض من العلماء متحيرون في ابن عربي ، وليس لهم رأي قاطع في إنكاره ولا في قبوله ، نجدهم يقبلونه أحياناً ، ينكرونه أحياناً اخرى ، لا يئنون عليه مطلقاً ، ولا يذمونه ذماً دائماً .
يقول الذهبي : إني لم أسلك مسلك القوم ، ولم أذق ذوقهم ، ولم أعرف اصطلاحاتهم التي يصطلحون عليها ، ولعلي إذا سلكت هذا الطريق وانكشف لي من أستار الغيب ما أنكشف لهم ، أو على الأقل فهمت لغة القوم ووقعت على مصطلحاتهم ، لعلي إذا حصل لي شيء من هذا تبدل رأيي وتغير حكمي ، فسلمت لهم كل ما يقولون (13).
سبب تحوله الروحي : إن المدارس المعروفة في البلدان الإسلامية ، التي تحمل مسؤولية تعليم الدين لطلابها ، لا تربي عادة من يكون صوفياً او عارفاً ، فإذا ظهر من هذه المدارس من يميل على العلوم الباطنية ، فلابد لذلك من سبب او اسباب خاصة .
ولذلك مما قيل : إنه مرض في شبابه مرضاً شديداً ، وفي أثناء الحمى رأى في المنام انه محوط بعدد ضخم من قوى الشر مسلحين يريدون الفتك به ، وبغتة رأى شخصاً جميلاً قوياً مشرق الوجه ، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر ، ولم يبق منها أي اثر ، فيسأله محيي الدين : من أنت ؟ فقال له : انا سورة يس ، وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالساً الى وسادته ، يتلو عند رأسه سورة يس ، ثم لم يلبث أن برئ من مرضه ، وألفي في روعه أنه معد للحياة الروحية ، وآمن بوجوب سيره فيها الى نهايتها (14).
2- زوجته التقية ، قيل : إن ابن عربي تزوج بفتاة تعتبر مثالاً في الكمال الروحي وحسن الخلق ، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية ، بل كانت أحد دوافعه الى الإمعان فيها ، كما أثرت في حياته الروحية زوجته الإيرانية ، فإنه حينما دخل مكة المكرمة ، استقبله شيخ إيراني وقور جليل ، عريق المحتد ، ممتاز في العقل والعلم والخلق والصلاح ، وفي هذه الأسرة التقية يلتقي تدعى (نظاماً) ، وهي ابنة ذلك الشيخ ، وقد جبتها السماء بنصيب موفور من المحاسن الجسمية والميزات الروحانية الفائقة ، فاتخذ منها محيي الدين رمزاً ظاهرياً للحكمة الخالدة ، وأنشأ في تصويره هذه الرموز قصائد سجلها في ديوان ألفه في ذلك الحين ، وفي هذه البيئة النقية المختارة له من قبل ، سطعت مواهبه العقلية والروحية ، وتركزت حياته الصوفية ، وجعلت تصعد في معارج القدس شيئاً فشيئاً ، حتى بلغت شأواً عظيماً (15).
3- تردده على بعض المدارس ، كما جاء في ترجمته : أنه كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس ، التي تعلم سراً مذهب الأمبيذوقلية المحدثة ، المفعمة بالرموز والتأويلات الموروثة عن الفيثاغورية والأورفيوسية والفطرية الهندية ، وكانت هذه المدرسة هي الوحيدة التي تدرس تلاميذها المبادئ الخفية والتعاليم الرمزية منذ عهد ابن مسرة المتوفى بقرطبة في سنة 139هـ ، والذي لم يعرف المستشرقون مؤلفاته إلا عن طريق محيي الدين (16).
4- التقاؤه بالخضر ، اختلف ابن عربي مع استاذه (أبو العباس العريني) في مسألة ما ، وفي الطريق حينما كان عائداً الى بيته ، إلتقى به شخص غريب لا يعرفه ، ونصحه ألا يخالف شيخه ، فعاد ابن عربي لبيت شيخه ليعتذر له ، وكانت المفاجأة أن الشخص الذي قابله ونصحه كان (الخضر) (17) ، فهذه القصة وأمثالها قد أثرت في روحه اللطيف ، لكي يميل الى الأسرار الإلهية ، ويترك الظواهر الدنيوية لأهلها .
5- خاله وأحد أعمامه ، يقول ابن عربي : كان خالنا أبو مسلم الحولاني رحمه الله من أكابرهم ، كان يقوم الليل ، فإذا أدركه العياء ضرب رجليه بقضبان كانت عنده ، ويقول لرجليه : أنتما أحق بالضرب من دابتي (18).
ثم يذكر أحد أعمامه ، فيقول : كان لي عم أخو والدي شقيقه ، اسمه عبد الله بن محمد بن عربي ، كان له مقام شم الأنفاس الرحمانية حساً ومعنى ، شاهدت ذلك منه قبل رجوعي لهذا الطريق في زمان جاهليتي (19).
6- ولاؤه الخاص لأهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، كل العرفاء وجميع الصوفية لهم سلسلة من المشايخ ينسب سلسلتهم الى علي بن أبي طالب عليه السلام ، غاية الأمر بعضهم يظهرون هذه النسبة ، وقليل منهم يخفونها ، وابن عربي ، يعتقد لأهل بيت الرسول ، خصوصاً لعلي بن أبي طالب عليه السلام مقاماً عظيماً لا يراه لأحد من الصحابة ، بل لا يرى شخصاً يقترب من دائرة مقامه .
ومما يدل على هذه العناية الخاصة ،عباراته التالية :
1- يقول ابن عربي عند المتكلم على إثبات التفسير الإشاري : أين عالم الرسوم من قول علي بن ابي طالب عليه السلام حين أخبر عن نفسه أنه لو تكلم في الفاتحة من القرآن ، يحمل منها سبعين وقراً ؟ هل هذه إلا من الفهم الذي أعطاه الله من القرآن ؟ (20).
2- في مقدمة تفسيره ، يقول : وقد نقل عن الإمام المحق السابق جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : لقد تجلى الله لعباده في كلامه ، ولكن لا تبصرون ، وروي عنه عليه السلام أنه خر مغشيا عليه وهو في الصلاة ، فسئل عن ذلك ، فقال ، ما زلت أردد الآية ، حتى سمعتها من المتكلم بها (21).
تفسير ابن عربي : لا يوجد اختلاف في وجود تفسير له ، فإن له في الأقل تفسيرين ، أولهما : كتاب الجمع والتفصيل في معرفة التنزيل ، والثاني : إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن ، يذكر الأول في الفتوحات المكية ، الجزء الأول ص 59 ، عند الكلام عن حروف المعجم ، في أوائل سور القرآن : ذكرناه في كتاب الجمع والتفصيل في معرفة معاني التنزيل (22).
ويقول في ص 63 : وقد أشبعنا القول في هذا الفصل عندما تكلمنا على قوله تعالى : {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} [طه: 12] في كتاب الجمع والتفصيل (23).
ويقول في الجزء الثالث من الفتوحات المكية ص 64 عن علم الإصرار وبم يتعلق : وقد بيناه في كتاب (إيجاز البيان ) في الترجمة عن القرآن في قوله تعالى في آل عمران : { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا } [آل عمران: 135] (24).
وكذلك يشير الى الأول في الجزء الرابع من الفتوحات ص194 حيث يقول : إعلم أن كل ذكر ينتج خلاف المفهوم الأول منه ، فإنه يدل على ما ينتجه على حال الذكر ، كما شرطناه في التفسير الكبير لنا (25).
ويقول في الجزء الأول من الفتوحات ص 86 ، عندما يتكلم عن الذات والحدث والرابطة : وقد اتسع القول في هذه الأنواع في تفسير القرآن لنا (26).
ويمكن أن يكون تعبير (التفسير) ، أو (التفسير الكبير) إشارة الى التفسير المذكور باسم (الجمع والتفصيل في معرفة معاني التنزيل ) ، أو إشارة الى (إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن ) ، كما يمكن أن يشير الى وجود تفسير أو تفسيرين آخرين له (27).
وأما التفسير المعروف بـ ( تفسير ابن عربي ) ، في مجلدين ، فمختلف فيه ، فبعض انكروا نسبته إليه ونسبوه الى عبد الرزاق الكاشاني ، وبعضهم يعدونه من تأليفاته .
وحجة من ينكره أمران :
الأول : الفرق بين تفسير إيجاز البيان والتفسير المعروف بـ ( تفسير ابن عربي ) من ناحية الأسلوب وكيفية المعاني والإشارات ، فإنه قيل : (تفسير ابن عربي ) ينحو الى الفكر والاتجاه الباطني الذي يرمي القارئ في متاهات الحيرة ، فلا يعرف الخروج منها .
والآخر : ما جاء في تفسير سورة القصص في (تفسير ابن عربي ) ، عند الآية رقم 32 {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} [القصص: 32] قوله : وقد سمعت شيخنا المولى نور الدين عبد الصمد في شهود الوحدة ومقام الفناء عن أبيه ، أنه كان بعض الفقراء في خدمة الشيخ الكبير شهاب الدين السهروردي .
ونور الدين هذا هو نور الدين عبد الصمد بن علي النطنزي الإصفهاني المتوفى في أواخر القرن السابع ، وكان شيخاً لعبد الرزاق الكاشاني المتوفى سنة (730هـ ) وغير معقول أن يكون نور الدين هذا شيخاً لابن عربي المتوفى سنة (638هـ) (28).
ولكن يمكن الإجابة عن الحجتين : أما الأولى فإن الأسلوب الظاهري وكيفية إلقاء الكلمات ، يمكن أن يتغير ولو كان المؤلف واحداً ، فكم له من نظير ، وأما ما ذكروه من أن التفسير المسمى بتفسير ابن عربي ، يميل الى الباطنية الذين يخالفون الظواهر ، ويعتبرون البواطن فقط ، فيمكن الإجابة عنه بأمور ثلاثة :
1- في مقدمة هذا التفسير يؤكد ابن عربي على حجية الظواهر وأنها الأصل .
2- ما يوجد في التفسير ، لا يدل على ترك الظواهر ، بل أكثرها ما يوجد في هذا التفسير لا يشبه تفاسير الباطنية .
3- لو وجد بعض الآيات مفسرة على سبيل تفاسير الباطنية ، فهذا لا يعني : أنها ليست من ابن عربي ، فله نظير نجده في الفتوحات المكية ، خصوصاً عند تفسير الآية 6و7 من البقرة في الفتوحات (29).
منهجه : نذكر هنا مسائل تفسيرية من الكلمات المنسوبة الى ابن عربي ؛ لكي نعرف منهجه في التفسير كما هي عادتنا في توضيح المناهج :
1- قبول التفسير للظاهر والتأويل للباطن
يقول البطون ، وأنوار شوارق المطلعات ، دون ما يتعلق بالظواهر والحدود ، فإنه قد عين لها حد محدود ، وقيل : من فسر برأيه فقد كفر (30). فمن هذه العبارة نعرف أن ابن عربي يعترف بالظاهر ، ولكن هدفه هو بيان أسرار البطون .
2- كل من فهم من الآية شيئاً ، فهو مقصود الآية له
يقول ابن عربي : إعلم أن الآية المتلفظ بها من كلام الله بأي وجه كان ، من قرآن أو كتاب منزل أو صحيفة أو خبر إلهي ، فهي آية على تحتمله تلك اللفظة من جميع الوجوه ، أي : علامة مقصودة لمن أنزلها بتلك اللفظة الحاوية في ذلك اللسان على تلك الوجوه ؛ منزلها عالم بتلك الوجوه كلها ، وعالم بأن عباده متفاوتون في النظر فيها ، وأنه ما كلفهم في خطابه سوى ما فهموا عنه فيه ، فكل من فهم من الآية وجهاً ، فذلك الوجه هو مقصود بهذه الآية في حق هذا الواجد له ، وليس يوجد هذا في غير كلام الله ، وإن احتمله اللفظ من الوجوه ، ولهذا كان كل مفسر فسر القرآن ولم يخرج عما يحتمله اللفظ ، فهو مفسر (31).
ليس معنى هذا الكلام هو إضافية المعرفية ، وعدم وجود حقائق ثابتة أبدية ، فإن هذا شيء ، وما ذكره ابن عربي شيء آخر ، فإن ابن عربي يقول : إن ما يفهمه المفسرون مطابق لما أراده الله من الآيات ؛ لأن الله اختار كلمات وجملاً ذات معانٍ كثيرة في الإنسان بما له مراتب في الكلمات ، يجب ان يعرف في كل مرتبة ، معرفة خاصة تليق به ، كما سوف نذكر كلاماً منه في الرقم الآتي .
3- زيادات ذوقية غير مرتبطة بظهور الآيات
كثيراً ما نجد توضيحات وزيادات كثيرة ذوقية في تفسير ابن العربي ، لا تتعلق بظهور الآيات ، ولا يمكن إخراجها من الألفاظ الموجودة ضمن الآيات القرآنية ، ولا يذكر ابن العربي كيف استفاد هذه المعاني من تلك العبائر الأجنبية عنها :
أ ـ ذيل الآية : {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ...} [البقرة: 49] يقول : وتأويله : وإذ نجيناكم من آل فرعون النفس الأمارة المحجوبة بأنانيتها المستعلية على ملك الوجود ، ومصر مدينة البدن التي استعبدت هي وقواها ، التي هي الوهم والخيال والمتخيلة والغضب والشهوة ، والقوى الروحانية التي هي أبناء صفوة الله يعقوب الروح ، والقوى الطبيعة البدنية من الحواس الظاهرة والقوى النباتية (32).
ب ـ ذيل الآية : { والتين والزيتون } يقول : والتين ، أي : المعاني الكلية المنتزعة عن الجزئيات التي هي مدركات القلب ، شبهها بالتين ؛ لكونها غير مادية معقولة صرفة ، مطابقة لجزئيات مقوية للنفس ، لذيذة كالتين الذي لا نوى له ، بل هو لب كله ، مشتمل على حبات كالجزئيات التي هي في ضمن الكليات ، مسمن للبدن ، فيه غذائية وتفكه " والزيتون " أي : المعاني الجزئية التي هي مدركات النفس ، شبهها بالزيتون ؛ لكونها مادية ، معدة للنفس لإدراك الكليات كالزيتون ، الذي له نوى وهو دابغ لآلات الغذاء مثله (33).
4- ليس للتأويل حد
يقول محيي الدين ابن عربي : وأما التأويل ، فلا يبقى ولا يذر ، فإنه يختلف بحسب أحوال المستمع وأوقاته ، في مراتب سلوكه وتفاوت درجاته ، وكلما ترقى عن مقامه ، انفتح له باب فهم جديد ، واطلع به على لطيف معنى عتيد (34).
5- جواز التفسير الإشاري لأولياء الله فقط
يقول ابن عربي : فاغطس في بحر القرآن العزيز إن كنت واسع النفس ، وإلا فاقتصر على مطالعة كتب المفسرين لظاهره ، ولا تغطس فتهلك ، فإن بحر القرآن عميق ، ولولا الغاطس ما يقصد منه المواضع القريبة من الساحل ، ما خرج لكم أبداً ، فالأنبياء والورثة الحفظة هم الذين يقصدون هذه المواضع رحمة بالعالم ، وأما الواقفون الذين وصلوا ومسكوا ، ولم يردوا ولا انتفع بهم أحد ، ولا انتفعوا بأحد ، فقصدوا بل قصد بهم ثبج البحر ، فغطسوا الى الأبد لا يخرجون (35).
6- لا طريق لمعرفة المتشابهات إلا بإعلام الله
ابن عربي ، كيفية العارفين ، يعتقد بإمكان فهم المتشابهات ، ولكن لا يرى طريقاً لفهمها إلا بإعلام الله تعالى ، فإنه يقول : ونهاهم أن يتبعوا المتشابه بالمحكم ، أي : لا يحكموا عليه شيء ، فإن الأمر أعظم من أن تستقل العقول بإدراكه من غير إخبار إلهي (36).
7- التفسير الإشاري هو تفسير القرآن حقيقة
التأويل في رأي ابن عربي ، هو في الحقيقة تفسير للقرآن الكريم ، فإنه يقول : إنه ما خلق الله اشق ولا اشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته ، العارفين به من طريق الوهب الإلهي ، الذي منحهم اسراره في خلقه ، وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطابه ، ولما كان الأمر في الوجود الواقع على ما سبق به العلم القديم ، عدل أصحابنا الى الإشارات ، كما عدلت مريم عليه السلام من أجل أهل الإفك والإلحاد الى الإشارة ، فكلامهم رضي الله عنهم في شرح كتابه العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إشارات ، وإن كان ذلك حقيقة وتفسيراً لمعانيه النافعة (37).
8- اجتناب الإسرائيليات
تحاشى ابن العربي ذكر الإسرائيليات في تفسير ؛ لأنه يرى : ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمرنا أن لا تصدق اليهود ولا نكذبهم في حكاياتهم ، فإذاً ذكر هذه الحكايات في التفسير يعد رداً لما قاله الرسول ، قال ابن عربي : أما المفسرون الذين يأخذون حكايات اليهود في تفسير القرآن ، فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن لا نصدق أهل الكتاب ولا نكذبهم ، فمن فسر القرآن برواية اليهود ، فقد رد أمر رسول الله ، ومن رد أمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقد رد أمر الله ، فإنه أمر أن نطيع الرسول ، وأن نأخذ ما اتانا به ، وأن ننتهي عما نهانا عنه ؛ إذ لا يوصلنا الى اخبار الأنبياء الإسرائيليين إلا نبي فنصدقه ، أو أهل كتاب ، فنقف عند أخبارهم (38).
مصادره في التفسير : عند تتبع تفسيره المنسوب إليه نجده يفسر القرآن بمصادر متنوعة ، منها :
1- ظواهر القرآن
مع أن ابن عربي لا يقصد التفسير الظاهري في كتابه ، إلا أننا في بعض من الموارد نجده يفسر القرآن تفسيراً ظاهرياً ، وهذا النوع من التفسير يوجد بكثرة في تفسير (رحمة من الرحمان في تفسير وإشارات القرآن) ، ونجده أحياناً في تفسير مشهور بـ (تفسير ابن عربي ) ؛ ففي الأخير ، ذيل الآية الثامنة من البقرة ، يقول :
فخداعهم لله وللمؤمنين : إظهار الإيمان والمحبة ، واستبطان الكفر والعداوة ، وخداع الله والمؤمنين إياهم : مسالمتهم وأجراء أحكام الإسلام عليهم بحقن الدماء وحصن الأموال وغير ذلك ، وادخار العذاب الأليم والمآل والوخيم وسوء المغبة لهم ، وخزيهم في الدنيا ؛ لافتضاحهم بإخباره تعالى ، وبالوحي عن حالتهم ، لكن الفرق بين الخداعين : أن خداعهم لا ينجح إلا في أنفسهم بإهلاكها ، وتحسيرها ، وإيراثها الوبال والنكال ، بازدياد الظلمة والكفر والنفاق ، واجتماع أسباب الهلكة ، والعبد الشقاء عليها (39). فهذا التفسير لا يتجاوز ما يظهر من ظاهر الآية .
2- تفسير القرآن بالقرآن
يستفيد ابن عربي من القرآن لتفسير الآيات على طبق مذهبه العرفاني كثيراً .
فتراه في ذيل الآية : { فلا يكن في صدرك حرج منه } : أي : ضيق من حلمه ، فلا يسعه لعظمته ، فيتلاشى بالفناء في الوحدة والاستغراق في عين الجمع والذهول عن التفصيل ؛ إذ كان عليه السلام في مقام الفناء محجوباً بالحق عن الخلق ، كلما رد عليه الوجود ، وحجب عنه الشهود الذاتي ، وظهر عليه بالتفصيل ، ضاق عنه وعاؤه وارتكب عليه وزر وثقل ، ولهذا خوطب بقوله تعالى : {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [الشرح: 1، 2] بالوجود الموهوب الحقاني ، والاستقامة في البقاء بعد الفناء بالتمكين ؛ ليسع صدرك الجمع والتفصيل والحق والخلق ، فلم يبق عليك وزر في عين الجمع ، ولا حجاب بأحدهما عن الآخر (40).
3- الروايات
الروايات المنقولة عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعلى أمير المؤمنين عليه السلام لها موقع مهم في تفسير ابن عربي ، فعلى سبيل المثال : بعد الآية : {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42] يقول : أي : أنسى شيطان الوهم يوسف القلب ذكر الله تعالى بالفناء فيه ، لوجود البقية وطلبه مقام الروح ، وإلا ذهل عن ذكر نفسه ووجوده ، وللاحتجاب بهذا المقام وهذه البقية ، لبث في السجن بضع سنين ، وإليه أشار النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله : " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : أذكرني عند ربك ، لما بقي في السجن بضع سنين " (41).
وكذلك بعد الآية : {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف : 47] يقول : أي : لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : " أعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى " .
وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : " اللهم ثبت قلبي على دينك " . فقيل له : أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال صلى الله عليه واله وسلم : " أو ما يؤمنني ، إن مثل القلب كمثل ريشة في فلاة ، تقبلها الرياح كيف شاءت " (42).
4- كلمات العرفاء
النقل عن العرفاء معروف بينهم ، ولعل هذه الطريقة نشأت عن إرادة التلاميذ لأساتذتهم وشيوخهم .ففي ذيل الآية : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] ، يقول ابن عربي : أي : علمه ؛ إذ الكرسي مكان العلم الذي هو القلب ، كما قال أبو يزيد البسطامي : لو وقع العالم وما فيه ، ألف ألف مرة ، في زاوية من زوايا قلب العارف ، ما أحس به ؛ لغاية سعته . ولهذا قال الحسن : كرسيه : عرشه ، مأخوذ من قوله عليه السلام : " قلب المؤمن من عرش الله " (43).
5- تفسير القرآن على أساس القواعد العرفانية
تفسير ابن عربي مملوء بتفسير القرآن على حسب القواعد العرفانية الصوفية ، فمن تلك القواعد : قاعدة وحدة الوجود المعروفة بين أصحاب الشهود ، وإن فسرتها كل طائفة تفسيراً خاصاً يختلف عن تفسير الأخرى .
ولكن على كل حال ، قاعدة وحدة الوجود تؤثر تأثيراً مهماً في تعابير ابن عربي وكتبه ، خصوصاً في الفتوحات والفصوص وتفسيره المعروف بتفسير ابن عربي فإنه في ذيل الآية : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } [البقرة : 163] يقول : ومعبودكم الذي خصصتموه بالعبادة أيها الموحدون معبود واحد بالذات ، واحد مطلق ، لا شيء في الوجود غيره ، ولا موجود سواه فيعبد ، فكيف يمكنكم الشرك به وغيره العدم البحث ، فلا شرك إلا الجهل به (44).
6- المشاهدات العرفانية
يذكر ابن عربي في مقدمة تفسيره : ان التفسير نتيجة لسوانح ربانية خطرت على قلبه ، ومع هذا – قد نجده عند تفسير بعض الآيات – يستفيد من الكشف الخاص ، ويذكر ذلك الكشف الخاص الذي حصل له من طريق مشاهدة عرفانية .
ففي ذيل الآية : {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [النبأ : 7] يقول : صليت مع شيخي أبي جعفر العريبي ، في دار وليي وصفيي أبي عبد الله محمد الخياط المعروف بالعصاد وأخيه أبي العباس أحمد الحريري ، فقرأ الإمام : { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } فلما وصل الى قوله : { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } غبث عن قراء الإمام ، ما سمعت شيئاً ، ورأيت شيخنا أبا جعفر وهو يقول : المهاد العالم ، والأوتاد المؤمنون ، والمهاد المؤمنون ، والأوتاد العارفون ، والمهاد العارفون ن والأوتاد النبيون ، والمهاد النبيون ، والأوتاد المرسلون ، وذكر من الحقائق ما شاء الله ان يذكر ، فرددت الي والإمام يقرأ {وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ} [النبأ : 38 ، 39] ، فلما فرغنا من الصلاة سألته ، فوجدته قد خطر له في تلك الآية ما شهدته (45). فهو يفسر المهاد والأوتاد بعدة مصاديق مترتبة ؛ لأجل ذلك الكشف الحاصل له حين الصلاة .
_______________________
1- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 569 .
2- ذكر ابن العربي ليس من الأخطاء الشائعة ؛ فإنه عبر عن لقبه في إجازته باللام ، فالأصح أن يفرق بينه وبين القاضي أبي بكر أبن العربي بزيادة كلمة الحاتمي أو الصوفي على أسمه ...
3- تفسير ابن عربي 1 : 3-7 ، المقدمة ، طبقات المفسرين ، للداودي 2 : 204 ، رقم 541.
4- راجع : تفسير ابن عربي 1 : 8 ، المقدمة ، نقلاً عن جامع كرامات الأولياء 1 : 163.
5- التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 408.
6- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 574.
7- التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 408.
8- تفسير القرآن الكريم 1 : 71 ، المقدمة .
9- المصدر السابق 3 : 49 .
10- تفسير القرآن الكريم ، 1 : 79 نقلاً عن شرح الاصول من الكافي ، الحديث الحادي والعشرون من كتاب العقل والجهل : 111.
11- تفسير سورة الحمد ، للإمام الخميني : 94 .
12- المصدر السابق : 14 .
13- التفسير والمفسرون 2 : 374.
14- تفسير ابن عربي 1 : 4 ، المقدمة ، نقلاً عن الفتوحات 4 : 252.
15- المصدر السابق : 4 و6.
16- المصدر نفسه : 4 .
17- هكذا تلكم ابن عربي ، للدكتور نصر حامد أبو زيد : 38.
18- تفسير ابن عربي 1 : 9 ، طبعة ناصر خسرو ، نقلاً عن الفتوحات المكية : 23.
19- المصدر نقلا عن الفتوحات 1 : 240.
20- معجم تفاسير القرآن الكريم 1 : 264 ، جمع العلماء نشر ايسيكو .
21- تفسير ابن عربي 1 : 6.
22- الفتوحات المكية 1 : 59 ، تحت عنوان : ذكر بعض مراتب الحروف .
23- المصدر السابق : 63 .
24- المصدر نفسه 3 : 64 .
25- المصدر نفسه 4 : 194 .
26- المصدر نفسه 1 : 86.
27- راجع : رحمة من الرحمان في تفسير وإشارات القرآن ، لابن عربي 1 : 3-4.
28- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 574 ، وتفسير ابن عربي 2 : 228 ، والتفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 438.
29- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 583 – 586.
30- تفسير ابن عربي 1 : 6.
31- رحمة من الرحمان في تفسير واشارات القرآن 1 : 11و12.
32- تفسير ابن عربي 1 : 32 ، ذيل الآية 49 من سورة البقرة .
33- تفسير ابن عربي 2 : 443 ، ذيل الآية من سورة التين .
34- المصدر السابق 1 : 6 .
35- رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن 1 : 16.
36- رحمة من الرحمن 1 : 412 ، ذيل الآية 7 من سورة آل عمران .
37- المصدر السابق : 15 .
38- رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن 1 : 13 .
39- تفسير ابن عربي 1 : 16 .
40- تفسير ابن عربي 1 : 227 ، ذيل الآية 2 من سورة الاعراف .
41- المصدر السابق 1 : 323 ، ذيل الآية من سورة يوسف .
42- تفسير ابن عربي 1 : 259 ، ذيل الآية 47 من سورة الأعراف .
43- المصدر السابق : 83 ، ذيل الآية 255 من سورة البقرة .
44- تفسير ابن عربي 1 : 63 ، ذيل الآية 163 من سورة البقرة .
45- رحمة من الرحمن 4 : 439 ، ذيل الآية 7 من سورة عم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|