المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



معنى كلمة بين‌  
  
9043   02:43 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : الشيخ حسن المصطفوي
الكتاب أو المصدر : التحقيق في كلمات القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 395- 399.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-7-2022 1435
التاريخ: 17-12-2015 8141
التاريخ: 3-1-2016 4650
التاريخ: 20-10-2014 2703

صحا- البين : الفراق ، بان يبين بينا وبينونة ، والبين : الوصل ، وهو من الأضداد. والبون : الفصل والمزيّة- بانه يبونه ويبينه ، وبينهما بون بعيد وبين بعيد ، والواو أفصح. والبيان : الفصاحة واللسن ، وفلان أبين من فلان : أفصح منه وأوضح كلاما ، والبيان : ما تبيّن به الشي‌ء من الدلالة وغيرها ، وبان الشي‌ء بيانا : اتّضح ، فهو بيّن ، والجمع أبيناء. وأبان الشي‌ء فهو مبين وأبنته أنا أي أوضحته ، واستبان الشي‌ء : ظهر ، واستبنته أنا : عرّفته. وتبيّن الشي‌ء وتبيّنته.

يتعدّى هذه الثلاثة ولا يتعدّى. والتبيان مصدر وهو شاذّ ، ولم يجئ بالكسر إلّا حرفان وهما التبيان والتلقاء ، والباقي على تفعال.

مقا- بين : أصل واحد ، وهو بعد الشي‌ء وانكشافه. فالبين الفراق ، بان يبين بينا. والبيون : البئر البعيدة القعر. والبين قطعة من الأرض قدر مدّ البصر. وبان الشي‌ء وأبان : اتّضح وانكشف.

مصبا- بان الأمر يبين فهو بين ، وجاء بائن على الأصل. وأبانَ إبانة وبيّن وتبيّن واستبان ، كلّها بمعنى الوضوح والانكشاف ، والاسم البيان ، وجميعها يستعمل لازما ومتعدّيا إلّا الثلاثي ، وبان الشي‌ء : انفصل فهو بائن. وتباينوا تباينا :

إذا كانوا جميعا فافترقوا.

والتحقيق

أنّ المعنى الحقيقي فيها هو الانكشاف والوضوح بعد الإبهام والإجمال ، بواسطة التفريق والفصل. يقال : استخرجته فتبيّن ، وفرّقت الأجزاء فبانت وانكشفت ، وبيّنت ذلك الموضوع بعد ما كان مبهما. ففيه جهتان : التفريق ، والانكشاف.

فليس معناها البعد المطلق ولا الظهور المطلق ، بل بالقيد المذكور.

وأمّا معنى الوصل : ففي مورد يتوقّف التبيّن على الفصل ثمّ الوصل ، كما في البيان بمعنى الفصاحة ، فلا بدّ فيه من استخراج كلمات ثم وصلها ونظمها بالنسق البديع.

وأمّا قولهم يتعدّى ولا يتعدّى : فانّ الانكشاف والظهور له حيثيّتان كالنور ، فانّه ظاهر في نفسه ومظهر لغيره ، فمن حيث ظهوره في نفسه فهو لازم ، ومن حيث مظهريّته لغيره وكشفه عنه فهو متعدّ ، فكلّ باعتبار.

{وْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [الكهف : 15].

أي ظاهر منكشف مستخرج قاهر.

{آيَةٍ بَيِّنَةٍ...} [البقرة : 211] ، {بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ...} [الأنعام : 157] ، {مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [الأنفال : 42].

أي آية منكشفة ومستخرجة من بين امور اخرى متداولة معمولة جارية.

{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ...} [البقرة : 99] ، {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [الأعراف : 101] *.

أي امور منكشفة واضحة مستخرجة.

{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 138] ... ، {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } [الرحمن : 4]... ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 19].

الانكشاف والوضوح والفصل عمّا أبهم وخفى أو أضمر.

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل : 89].

التبيان مصدر يدلّ على المبالغة والشدّة ، أي فيه كمال انكشاف عن المجهولات.

ثمّ إنّ الإبانة والتبيين هو الكشف متعدّيا إلّا أنّ النظر في الأوّل الى نسبة الفعل الى الفاعل وفي الثاني الى نسبته الى المفعول به- كما هو مقتضى هيئتهما.

{ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف : 52].

أي لا يقدر أن يوضح مراده ويكشف عمّا في ضميره.

{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ...} [البقرة : 168] ، {إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ } [القصص : 15].

أي مضافا الى عداوته وإضلاله : إنّه يظهر ويوضح عداوته وإضلاله ويعلن بها. وكذلك قوله تعالى : {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ...} [آل عمران : 164] ، {نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ...} [المائدة : 15] ، {إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ...} [المائدة : 110] ، {عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ...} [المائدة : 92] ، {نَذِيرٌ مُبِينٌ...} [الأعراف : 184] ، {ثُعْبَانٌ مُبِينٌ...} [الأعراف : 107] ، و{سُلْطَانٌ مُبِينٌ...} [الصافات : 156]  ، {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ...} [التكوير : 23] ، و{إِثْمًا مُبِينًا...} [النساء : 50] ، {فَتْحاً مُبِيناً}.

فالتعبير بهذه الكلمة دون كلمة بيّن : للإشارة الى شدّة البيان والمبالغة في الانكشاف ، بحيث إنّها كالنور ظاهرة ومنكشفة في نفسها ومظهرة لأنفسها ولغيرها.

فلا وجه في تفسير هذه الكلمة بالبيّن اللازم- كما في التفاسير وغيرها.

{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة : 160].

وكشفوا طريق سعادتهم.

{يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا هِيَ}  ، {نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} [المائدة : 75] ، {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 187] ، { يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ} [البقرة : 230] ، {يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً}.

أي الكشف والتفصيل والتوضيح.

والتبيّن التفعّل وهو لمطاوعة التفعيل ، يقال علمته فتعلّم وبيّنته فتبيّن.

{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6].

{ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء : 94].

كونوا على حال الانكشاف وتكون الوقائع والأمور منكشفة عندكم.

فلا وجه في تفسير هذه الكلمة بالتبيين متعدّيا ، مع أنّ التبيّن لازما أبلغ ، فإنّ التبيّن نتيجة التبيين ومحصوله ، والمبالغة فيه أشدّ.

وهذا التعبير كما في : {بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى... } ، {حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ...} [البقرة : 187] ، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...} [فصلت : 53] ، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} [التوبة : 43].

إشارة إلى لزوم ظهور هذه الأمور وانكشافها ، بمعنى حصول اليقين بها.

وأمّا الاستبانة : فهو استفعال ، وهذه الصيغة لطلب أصل الفعل ، يقال‌ خرج زيد واستخرجته. والطلب إمّا إرادي- استخرجت الوتد. وقد يكون الطلب من النفس- استكبر. أو بالطبع- استحجر الطين.

{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام : 55].

الطلب هنا طبيعي ، أي نفصّل الآيات ونوضح الدلائل ونبيّن الحقائق الى أن يكون سبيل الضلال منحطّا مبهما ، حتّى يطلب الانكشاف والهداية بالطبع.

وهذا غاية الضلال والانحراف والاعوجاج في الطريق.

وأمّا البين : فقلنا إنّ هذه المادّة تدلّ على الانكشاف بواسطة الفرق والفصل. فالبين مصدر يدلّ على الانفصال والبعد ثمّ الانكشاف والوضوح ، ثمّ جعل اسما يدلّ على ما تحصّل من الانفصال ، من البعد المتحقّق للشيء.

ولمّا كان البعد للشيء غير محدود وأمرا مبهما ، ومن شأن هذه المادّة أن تدلّ على الانكشاف ورفع الإبهام : فيذكر منسوبا الى شيئين فيدلّ على البعد الواقع بينهما ، فيفهم منه مفهوم التوسّط.

{لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهٰا...} ، { عوان بَيْنَ ذٰلِكَ...} ، { بَيْنَ السماء والْأَرْضِ...} ، { أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ...} ، {بَيْنَ قُلُوبِهِمْ...} ، {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ...} [الزخرف : 38] ، {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ...} [النساء : 141] ، { سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وبَيْنَكُمْ ...} ، { شقاق بَيْنِهِمٰا...} ، { يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ }.

وفي كليا- بين : كلمة تنصيف وتشريك ، حقّها أن تضاف الى أكثر من واحد ، وإذا أضيف الى الواحد وجب أن يعطف عليه بالواو ، لأن الواو للجمع ، تقول المال بين زيد وعمرو ، وبين عمرو قبيح ، وأمّا بيني وبينك : فبين فيه مضاف الى مضمر مجرور ، وذلك لا يعطف عليه إلّا بإعادة الجارّ وقد جاء التكرير مع المظهر. وإذا أضيف الى الزمان كان ظرف زمان- بين الظهر وبين العصر ، وإذا أضيف الى المكان كان ظرف مكان- بين الدار.

وفي مفر- بين : موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما ، قال تعالى : { وجَعَلْنٰا بَيْنَهُمٰا زَرْعاً } ، يقال بان كذا أي انفصل وظهر ما كان مستترا منه ، ولما اعتبر فيه معنى‌ الانفصال والظهور : استعمل في كلّ واحد منفردا.

____________________
‏‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- كليّا = كليّات أبي البقاء الكفوي ، طبع إيران ، 1286 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع - ١٣٣٤ ‏هـ .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .