الضرب في الارض شرط في القصر، ولا يكفي قصد المسافة من دونه إجماعا، لان شرط القصر الضرب في الارض، لقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء: 101].ولان اسم السفر إنما يتحقق به لا بالقصد. ويخالف ما لو دخل إلى بعض البلاد ونوى الاقامة ففي الوقت يصير مقيما، لموافقة النية الحالة،  لأنه نوى الاقامة وهو مقيم، وهنا النية لا توافق الحالة، لان السفر هو الضرب والسير عليها وهو مقيم، فلم يكن للنية حكم.

ولا يشترط انتهاء المسافة إجماعا، لتعلق القصر بالضرب وهو يصدق في أوله.

ولا يشترط أيضا اختلاف الوقت بإجماع العلماء، إلا من مجاهد، فإنه قال: إذا خرج نهارا، فلا يقصر إلى الليل، وإن خرج ليلا، فلا يقصر إلى النهار(2).ولا وجه له، لوجود الشرط بدونه.

______________

(1) المجموع 4: 349، رحمة الامة 1: 74، المغني والشرح الكبير 2: 98، حلية العلماء 2: 195.