المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



المحبة والالفة في فترة الخطوبة  
  
2434   11:14 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص63-66
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2021 1484
التاريخ: 14-1-2016 2328
التاريخ: 14-1-2016 1835
التاريخ: 14-1-2016 2143

ليلة الزفاف ليست ليلة منفصلة عن سابق الأيام , إذ إن اغلب ما يحدث فيها هو نتيجة لأشياء عديدة حدثت اثناء الخطبة او قبلها , وعلى هذه الاشياء السابقة يتوقف النجاح في هذه الليلة او الفشل , ومن العوامل المهمة في فترة الخطبة لتكون ليلة الزفاف ليلة ناجحة ان يكون الزوجان قد تعارفا لفترة كافية وانس كل منهما للآخر حتى لا تكون هذه الليلة مفاجأة لاحد منهما وان يكون الكثير من الخجل والكلفة بين اثنين من جنسين مختلفين قد زال وكلما كان هذان العاملان قد تغلب عليهما العروسان كانت ليلة هادئة وكلما توفرت بينهما المحبة والالفة كان هناك تقارب بينهما في فترة الخطبة وكان ذلك مفيدا جدا لهما في ليلة الزفاف , ولذلك يستحسن الا يحدد موعد الزفاف الا اذا احس الخطيبان ان الكثير من الكلفة بينهما قد زال وانهما يعاملان بعضهما بمحبة والفة , وفي البحث عن الزواج او الزوجة يجب ان يكون هناك توافق بين الفتى والفتاة , ويجب ان تكون شخصية الزوج هي الاقوى , فاذا كانت شخصية الزوجة طاغية او اقوى من شخصية الزوج فان ذلك بالطبع يؤثر عليه في ليلة الزفاف .. والشخصية المهزوزة في ليلة الزفاف تسبب كثيرا من المشاكل وقد تصيب صاحبها بالعنة النفسية .

كما ان الزوجة الذكية الصافية النفس العاقلة تساعد زوجها كثيرا في ليلة الزفاف .. اما بالنسبة للعائلات فلها دور كبير في الفشل والنجاح في هذه الليلة , اذ ان اتفاق العائلات والوئام بينها وكذلك نظرة كل عائلة للطرف الاخر من الزواج , وعدم اثارة اي عقبات او متاعب في فترة الخطبة ويوم الزواج فان هذه المتاعب قد تؤثر كثيرا على اعصاب الزوج وتزيدها تأثرا التي هي أصلا مشدودة في هذا اليوم , واي ضغط عليها اكثر مما هي فيه ذلك اليوم قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه .

ـ هواجس وتهيؤات :

العدوان اللدودان للعريس ليلة الزفاف هما الخوف والاجهاد ... وقد تكون البداية في فترة الخطبة , وكلما اقتربت ليلة الزفاف ازداد رعب بعض العرسان وكثرت هواجسهم واصابتهم تهيؤات غريبة بان قوتهم الجنسية غير كافية لقطف الثمرة الحلال في هذه الليلة ويتوهمون انهم كانوا اصحاء مكتملي النشاط قبل ذلك ولكنهم اخذوا يشعرون بالهبوط كلما اقترب موعد الليلة السعيدة , وبفحصهم نجدهم في غاية الصحة والنشاط , وليس بهم اي مرض عضوي , وكل ما هناك الخوف اللعين والاضطراب النفسي وبمجرد تهدئتهم واعادتهم الى ثقتهم بأنفسهم يمضون حتى الغاية بتوفيق ونجاح , وعلى فارس الاحلام العريس ان ينظر الى قطف الفاكهة الحلال على  انها عملية طبيعية فسيولوجية تتم طبيعيا وبهدوء , ولا يتصور انها مرعبة او رهيبة او انها تتطلب منه تخطي حواجز او الاتيان بما لم يأت به الاولون , وعليه ايضا الا يستمع لكلام قرنائه او نكاتهم عليه او تشفيهم منه , فكل هذه تعقيدات تضره .

والامر الثاني : هو الارهاق الجسمي والعقلي ليلة الزفاف , فاذا قضى العروسان يوما مليئا بالتعب والاجهاد والعصبية والقلق نتيجة للحركة المستمرة ومتطلبات يوم الزفاف وما قبله فيستحسن في هذه الحالة الا يحاولا ممارسة العملية في هذه الليلة بل يجب ان يخلدا الى الراحة ويؤجلا العملية الجنسية الى اليوم التالي او الذي يليه على الاكثر ... اذ ان المحاولة في تلك الليلة المجهدة غالبا ما تجلب نتيجة غير موفقة واذا فشل العريس في اول محاولة وحاول مرة اخرى بعد ذلك في نفس الليلة وهو مضطرب الاعصاب ومجهد فان الفشل سيكون حليفه بل اكثر من ذلك فانه قد يدخل في حلقة مفرغة من الفشل واضطراب الاعصاب الذي قد يؤدي الى (العنة النفسية) ومن الاصلح والمستحسن ان يحاول العريس توفير جو من الحب والشاعرية ليلة الزفاف , كان يكون هناك عشاء هادئ على ضوء خافت ومفاجأة العروس بهدية لطيفة , لان كل هذه الامور البسيطة لها تأثير السحر على العروس وتدعم ثقتها واطمئنانها الى زوجها , ومن ناحية العروس اذا عرفت وتأكدت من ان ما سمعته عن آلام تهتك غشاء البكارة ما هو الا هراء ... وان كل ما يحدث ان هو الا بضع ثوان من الالم المحتمل , لما فزعت ولخففت كثيرا من حدة مقاومتها لحظة قطف الفاكهة الحلال , و لوفرت على زوجها مأساة الفشل .

بل ان واجب العروس اذا ما لاحظت على عريسها الاضطراب والفشل في اول محاولة ان تهدئ من روعه وتعيده الى الثقة بنفسه ... وانصح العروس في هذه الحالة الا تخبر اي انسان حتى امها بما حدث لان انتشار الخبر قد يعقد الامر اكثر ويسلم العريس الى ياس قاتل .. والعروس هي الامينة على الاسرار الزوجية , وانصح العائلات اي الاهل – بعدم التدخل بين العروسين واستطلاع ما حدث ليلة الزفاف , و ليتركانهما وحدهما في تلك الليلة , ونصيحة اخرى للزوجة الصغيرة ان تجعل من امها دائما مصدر النصح والارشاد اذا لزم الامر وتتجنب نصائح قريناتها .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.