المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Introduction to mRNA Stability and Localization
18-5-2021
ثمرة الإيمان
26-09-2014
تصرفات صاحب حق الخيار بالمعقود عليه في الفقه الاسلامي
15-3-2017
معنى اللعان في القرآن الكريم
2023-05-20
دعاء الطريق الصحيح لتربية الأطفال
5-6-2017
structure preservation
2023-11-22


استحباب الإكثار من الأولاد  
  
1767   01:26 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص26-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/12/2022 1291
التاريخ: 24-7-2021 2439
التاريخ: 17-4-2022 1654
التاريخ: 24-8-2021 2767

لم يتوقف الأمر عند حدود مجرد طلب الولد , بل تعداه الى السعي للإكثار منهم من دون خوف من قلة الرزق أو خوف الجوع , وفي هذه الأيام التي تتغلغل فيها المفاهيم الغربية الى مجتمعاتنا وتدعونا الى التقليل من الإنجاب نجد للأسف أن لهذه الدعوات صدى عند الكثير من المثقفين , بل والمتدينين أيضا , والأخطر أننا نجد تنظيرا عند بعض العلماء لموضوع التقليل من الأولاد تحت حجة تنظيم الأسرة وما شابه من مفاهيم طارئة علينا ضاربين عرض الحائط الكم الهائل من الروايات التي تدعوا الى الإكثار من الأولاد , وهذا بشكل واضح مخالفة لنصوص صريحة عن نبينا (صلى الله عليه واله) وأئمتنا (عليهم السلام) .

وقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) انه قال:(قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أكثروا الولد أكاثر بكم الامم غدا)(1) .

فكلام الرسول (صلى الله عليه واله) ترغيب واضح لنا لأن نسعى للإكثار من الولد كي يباهي بنا الأمم يوم القيامة .

وأما الحجة من البعض في تنفيذهم لهذا الموضوع وقبولهم به هو أن موضوع تنظيم الأسرة له بعد اقتصادي , وعدد قليل من الأولاد لا يوقع العائلة بخطر الفقر في حين أن عائلة كبيرة العدد ستقع في محذور الفقر لا محالة , وهذا الكلام مردود من الناحية الشرعية وقد ورد في ذلك روايات متعددة منها ما رواه بكر بن صالح عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال كتبت الى أبي الحسن(عليه السلام):(إني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذلك وقالت : إنه يشتد على تربيتهم لقلة الشيء فما ترى ؟ فكتب (عليه السلام) إلي اطلب فإن الله عز وجل يرزقهم)(2) .

بل إننا نستطيع من خلال الآيات الكريمة فهم أن الرزق من الله عز وجل , وهو يتكفل بأن يؤمنه لنا اذا ما رزقنا بأولاد أكثر , وما نص عليه القرآن الكريم من النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر لأن الله عز وجل متكفل برزقنا مع أولادنا خير دليل على ذلك فقد قال الله عز وجل :{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[الأنعام: 151] . أبعد وعد الله يأتي من يقول : انتبهوا وتصرفوا بعقلانية وقللوا من الأولاد كي لا يضيق عليكم الرزق ولا تعيشوا الفقر وتعانوا مع أولادكم وتلجئونهم الى التسول , أو على الأقل عدم التعلم الى المستوى الذي تطمح إليه في حين أن ولدا واحدا يمكن لك أن تعلمه أفل تعليم في أفضل مدارس وجامعات وتعيش أنت وأمه وهو في مستوى اجتماعي لائق .

إنني أعتقد أن الذي يفعل ذلك هو قليل الإيمان بوعد الله عز وجل ويسيء الظن ولا يثق بوعده بأنه سيؤمن له رزقه . وهذا مشابه لما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في من ترك التزويج مخافة الفقر مع وعد الله سبحانه وتعالى بالرزق لمن يتزوج فقد قال(عليه السلام) : (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عز وجل , إن الله عز وجل يقول : {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }[النور: 32](3) .

___________

1ـ وسائل الشيعة الجزء 15 الصفح 96 .

2ـ الكافي الجزء 6 ص3 .

3- من لا يحضره الفقيه الجزء3 الصفحة385.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.