أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-05-2015
2541
التاريخ: 1-2-2016
6679
التاريخ: 21-10-2014
2746
التاريخ: 22-11-2021
2218
|
مقا- نصر : أصل صحيح يدلّ على إتيان خير وإيتائه . ونصر اللّه المسلمين : آتاهم الظفر على عدوّهم . وانتصر : انتقم ، وهو منه. وأمّا الإتيان فالعرب تقول : نصرت بلد كذا ، إذا أتيته. ولذلك يسمّى المطر نصرا ، ونصرت الأرض فهي منصورة . والنصر : العطاء.
مصبا- نصرته على عدوّه ، ونصرته منه نصرا : أعنته وقوّيته ، والفاعل ناصر ونصير ، وجمعه أنصار. والنصرة بالضمّ اسم منه. وتناصر القوم : نصر بعضهم بعضا ، وانتصرت من زيد : انتقمت منه ، واستنصرته : طلبت نصرته. ورجل نصرانيّ وامرأة نصرانيّة ، وربّما قيل : نصران ونصرانة ، ويقال هو نسبة الى قرية اسمها نصرة ، ولهذا قيل في الواحد نصرىّ على القياس ، والنصارى جمعه ، ثمّ اطلق النصرانيّ على كلّ من تعبّد بهذا الدين.
الاشتقاق 110- منصور من النصر ، والنصر ضدّ الخذل. والنصر أيضا : السيب والعطاء.
أسا- نصره اللّه على عدوّه ومن عدوّه نصرا ونصرة. ومن المجاز : أرض منصورة : مغيثة ، ونصر اللّه الأرض ، سمّى المطر نصرا كما سمّى فتحا. ومدّت الوادي النواصر : المسايل الّتي تأتى بالماء من بعيد ، الواحد ناصر. ووقف سائل على قوم فقال : انصروني نصركم اللّه ، يريد أعطوني أعطاكم اللّه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إعانة في قبال مخالف ، كما أنّ الإعانة تقوية شيء في نفسه ومن دون نظر الى غيره.
وأمّا مفاهيم الإمطار والإعطاء والإتيان والانتقام والتقوية : إذا لوحظ فيها القيدان المذكوران : فتكون من مصاديق الأصل ، وإلّا فهي من التجوّز ، بمناسبة مطلق الإعانة بوجه.
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران : 123]. {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} [التوبة : 25]. {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران : 160]. {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة : 250]. {حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء : 68] يراد الاعانة في قبال المخالف ، حقّا أو باطلا.
ثمّ إنّ النصرة إذا استعمل بحرف على : فيدلّ على الاستيلاء والغلبة ، كما في : {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 250] *
وإذا استعمل بحرف من : فيدلّ على الجانب والجهة ، كما في : {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } [الأنبياء : 77].
أي ونصرناه في هذه الجهة ومن هذه الحيثيّة.
{مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ } [هود : 30] *.
وإذا استعمل مطلقا وبدون قيد : يدلّ على مطلق النصرة ، كما في :
{وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} [الأنفال : 74]. {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد : 7]. {وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا } [الفتح : 3] والمراد من نصر اللّه (إن تنصروا) هو النصر في إجراء برنامجه ودينه والاتباع عن رسوله وعن أحكامه والعمل بما أخروا به وإشاعة الشعائر.
ولا يخفى أنّ النصر للّه تعالى : ليس من جهة احتياج من اللّه تعالى الى الناس ، وإنّما هو مثل سائر العبادات ، ويرجع أثره اليه واليهم ، فانّ نتيجته النصر من اللّه وتثبيت الأقدام. وهذا معنى عرفي متداول في المكالمات ، يقول الكفّار :
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [الأنبياء : 68] ثمّ إنّ حقيقة النصر كسائر الأفعال إنّما يتحقّق في الخارج تحت أمره تعالى وبإرادته وتقديره وبالوسائط المخلوقة منه ، فانّه المبدأ لكلّ فعل ، واليه المرجع في كلّ أمر ، وهو القائم على كلّ نفس. قال تعالى : {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران: 126] وهذا المعنى يتجلّى في الخارج في العالم ما وراء المادّة ، فانّه مالك يوم الدين ، وكلّ في ذلك اليوم تحت حكومته ومالكيّته التامّة- قال تعالى :
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح : 25]. { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة : 107] وأمّا الانتصار : فهو افتعال ويدلّ على اختيار النصر وإرادته ، كما في :
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} [القمر : 10]. {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد : 4]. {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن : 35] ففي الآية الاولى- يدعو نوح ويسأل من اللّه تعالى اختيار النصر وإرادته في حقّه. والتعبير بصيغة الافتعال : فانّ النظر الى تغيير برنامج المعاملة من اختيار عدم النصر الى ارادته واختياره في حقّه. وهذا المعنى مقدّم على نفس عمل النصر.
وفي الآية الثانية : استعمل الفعل بحرف من ويدلّ على الجهة والمنشأ ، ويراد اختيار النصر وإرادته من اللّه تعالى في جهة المخالفين ، أي اختيار أن ينصر المؤمنين في رابطة المخالفين ومن جهتهم. وليس المعنى أن ينتقم منهم ، فانّ المادّة ليست بمعنى الانتقام. نعم إنّ الانتقام في هذا المورد من لوازم المعنى.
وفي الآية الثالثة : يراد إنّهما من شدّة إحاطة العذاب فلا يسبق ذهنهما اختيار أن ينصر كلّ واحد من الانس والجنّ صاحبه ، ولا يوجد بينهما هذا الفكر والارادة. وأمّا نفس عمل النصر : فبطريق أولى ، ولا يستطيع أحد أن ينصر أحدا.
{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ } [الطارق : 9، 10]. {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} [الذاريات : 43 - 45] أي لم يستطيعوا أن يختاروا النصر ويريدوا نصرا فيما بينهم.
وأمّا النصارى : ففي اللسان- نصر : ونصرى ونصرى وناصرة ونصوريّة :
قرية بالشام ، والنصارى : منسوبون اليها. وأمّا سيبويه فقال : ذهب الخليل الى أنّه جمع نصرىّ ونصران كما قالوا ندمان وندامى ، والأنثى نصرانة ، ولكن لم يستعمل نصران إلّا بياء النسبة لأنّهم قالوا رجل نصرانيّ ، وامرأة نصرانيّة. ويجوز أن يكون واحد النصارى نصريّا ، مثل مهرىّ ومهارى.
معجم البلدان- ناصرة : قرية بينها وبين طبريّة ثلاثة عشر ميلا ، فيها مولد المسيح عليه السّلام. ومنها اشتقّ اسم النصارى ، وكان أهلها عيّروا مريم.
وأهل بيت المقدّس يزعمون أنّ المسيح إنّما ولد في بيت لحم ، وانّما انتقلت به امّه الى هذه القرية.
المنجد في الأدب - الناصرة : مدينة في فلسطين (الجليل) ، (10000) سكّانها ، فيها قضى المسيح حياته ، فدعى ناصريّا ، وتباعه من بعده نصارى.
إنجيل متّى 2/ 1- ولمّا ولد يسوع في بيت لحم اليهوديّة في أيّام هيرودس الملك ... 13- وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الربّ قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبىّ وامّه واهرب الى مصر وكن هناك حتّى أقول لك ... 19- فلمّا مات هيرودس إذا ملاك الربّ قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا قم وخذ الصبىّ وامّه واذهب الى أرض إسرائيل ... 23- وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتمّ ما قيل بالأنبياء إنّه سيدعى ناصريّا.
أقول : هذا أقدم سند تاريخي يقرب من زمان المسيح ، فتكون كلمة النصارى جمعا من الناصريّ أو النصرىّ أو النصرانيّ.
والكلمة كانت مستعملة في السريانيّة بصيغة (نسرايا ، نسرات) كما في- فرهنگ تطبيقي ، فالاحتمالات الاخر ضعيفة جدّا.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} [البقرة : 113]. {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة : 18]. {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ } [التوبة : 30] تدلّ الآيات على تعصّب شديد فيهم ، بحيث يظنّون أنّهم أحبّاؤه وأبناؤه ، وأنّ المسيح عليه السّلام ابن اللّه.
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|