المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النسخ في الآية (284) من سورة البقرة  
  
3951   04:43 مساءاً   التاريخ: 4-1-2016
المؤلف : السيد مير محمدي زرندي
الكتاب أو المصدر : بحوث في تاريخ القرآن
الجزء والصفحة : ص 216-218 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /

قوله تعالى {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة : 284].

قال في الإتقان : إنها منسوخة بقوله بعده {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286].

وقال العتائقي : فشق نزولها { إن تبدوا... الآية } عليهم ، ثم نسخ ذلك بقوله :  { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ، والمنسوخ قوله : { أو تخفوه }.

ولكن لم يعد تفسير النعماني هذه الآية من المنسوخات فيما نقله عن علي ،  وكذلك فإن الإمام الخوئي لم يتعرض لها ، وكأنه لا يراها من الآيات المنسوخة.

وقال في مناهل العرفان : والذي يظهر لنا أن الآية الثانية مخصصة للأولى ،  وليست ناسخة ، فكان مضمونها : أن الله تعالى كلف عباده بما يستطيعون مما أبدوا في أنفسهم أو أخفوا ، لا تزال هذه الإفادة باقية ، وهذا لا يعارض الآية الثانية ،  حتى يكون ثمة نسخ.

وفي مجمع البيان للطبرسي قال : قال قوم : إن هذه الآية منسوخة بقوله : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ورووا في ذلك خبرا ضعيفا ، وهذا لا يصح ، لأن تكليف ما ليس في الوسع غير جائز ، فكيف ينسخ ؟ وإنما المراد بالآية ما يتناوله الأمر والنهي من الاعتقادات والإرادات. وغير ذلك مما هو مستور عنا - إلى أن قال : - فعلى هذا يجوز أن تكون الآية الثانية مبينة للأولى ، وإزالة توهم من صرف ذلك إلى غير وجهه ، وظن أن ما يخطر بالبال أن تتحدث به النفس مما لا يتعلق بالتكليف فإن الله يؤاخذ به ، والأمر بخلاف ذلك.

ولكن الظاهر لنا من الآية الشريفة هو أن معناها : أن ما في أنفسنا من السوء سواء ابدي أو أخفي مما يحاسب الله به فله تعالى أن يغفر لمن يشاء فضلا ويعذب من يشاء عدلا.

ويؤيد هذا المعنى ما ورد في الأخبار الكثيرة من المؤاخذة على النية ،  وهي كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال :

١ - ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله (1).

والحديث دال على أن الكافر يؤخذ بنيته أشد مما يؤخذ بعمله.

٢ - ما رواه أيضا عن أبي هاشم قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا... الخ (2).

ورواه مثله البرقي في المحاسن والصدوق في العلل.

وفي قبال هذه الأخبار أخبار دالة على العفو عن النية مطلقا أو عن النية إذا كانت من المؤمن فقط ، فمن ذلك :

١ - ما رواه الحر العاملي عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) قال : إن الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته : أن من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، ومن هم بحسنة وعملها كتبت له عشرا ، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه ، ومن هم بها وعملها كتبت عليه سيئة (3).

٢ - ما رواه أيضا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن المؤمن ليهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة ، وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات ، وإن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه (4).

فالأخبار متعارضة كما ترى ، فلابد من الجمع بينها ، وقد تعرض علماء الأصول في مبحث التجري إلى طرق الجمع بينها ، فراجع.

ولكن لا تفوتنا هنا الإشارة إلى شئ وهو : أن المرتكز في أذهان المسلمين جميعا - حتى صغارهم ونسائهم - هو أن النية لا يؤاخذ أحد بها ، وهو يؤيد القول بالعفو.

وتكون النتيجة بعد كل ذلك هي : أنه ليس المراد من قوله " أو تخفوه " ما يعرض للأنفس من الخواطر القهرية الخارجة عن الاختيار والوسع ، حتى ينسخ بقوله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286] بل المراد منه هي النية التي هي مقدورة واختيارية ، وهي معفو عنها من المؤمن.

______________

(1) الكافي : ج ٢ ص ٨٤ باب النية ح ٢ و ٥.

(2) الكافي : ج ٢ ص ٨٤ باب النية ح ٢ و ٥.

(3) وسائل الشيعة : ج ١ ص ٣٦ ب ٦ من أبواب مقدمات العبادات ح ٦ و ٧.

(4) وسائل الشيعة : ج ١ ص ٣٦ ب ٦ من أبواب مقدمات العبادات ح ٦ و ٧.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .