المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الجهاز الهضمي
21-6-2016
الجمال الظاهري المطلوب للمخطوبة
2024-02-05
سبط المارديني
26-8-2016
الدورة الزراعية للمحاصيل
2024-09-17
خروج الامام (عليه السلام)في آخر الزمان
4-08-2015
العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي - العوامل المناخية
16-7-2022


القتّال الكلابي  
  
5324   11:11 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص433-436
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو المسيّب أو أبو شليل عبادة أو عبيد (1) بن مجيب بن أبي شليل المضرحي بن عامر بن الهصّان بن كعب من بني كلاب بن عامر؛ و اسم أمّه عمزة، و قد كانت أيضا من بني كلاب بن عامر. و لقّب أبو المسيّب بالقتّال لتمرّده على السّلطان (الدولة) و لفتكه بالناس، فلقد كان لصّا فاتكا كثير الجرائم.

أحبّ القتّال ابنة عمّ له هي العالية بنت عبيد اللّه، و لكنّ أهلها زوّجوها رجلا آخر، فجعل القتّال يشبّب بها فسجن من أجل ذلك، كما دخل السجن مرارا و هرب منه مرارا لجرائم من القتل في أحاديث طوال.

و كان القتّال الكلابي فارسا شجاعا و بدويا قحّا يألف القفر. و قد بلغ أشدّه في أيام معاوية بن أبي سفيان ثم عاش إلى أيام مروان بن الحكم و أدرك جريرا و الفرزدق؛ و لعلّه توفّي سنة 70 ه‍(690 م) .

كان للقتّال ديوان شعر فيه قصائد طوال و مقطّعات، و لكن الذي وصل الينا من شعره قليل. و شعره بدوي نقيّ الالفاظ متين التراكيب واضح المعاني، و فيه تعابير قرآنية. و هو يصوّر لنا في شعره المنازعات القبليّة و أوجه الفتك و الثأر و حياة اللصوصية في الخروج على السّلطان (الدولة) . أما فنونه فوجدانية أبرزها الحماسة (2) و الغزل، و في حماسته فخر بالنفس و بالقبيلة، و في غزله نفحة هادئة أقرب إلى أن تكون عذرية. و له أيضا مديح قليل لا جودة فيه ثم قليل من الحكمة و إشارات إلى الخمر و بعض الهجاء.

المختار من شعره:

- قال القتّال الكلابي يصوّر نفسه:

إذا همّ همّا لم ير الليل غمّة... عليه، و لم تصعب عليه المراكب (3)

قرى الهمّ إذ ضاف الزّماع فأصبحت... منازله تعتسّ فيها الثعالب (4)

جليد، كريم خيمه، و طباعه... على خير ما تبنى عليه الضرائب (5)

إذا جاع لم يفرح بأكلة ساعة...و لم يبتئس من فقدها و هو ساغب (6)

يرى أن بعد العسر يسرا، و لا يرى... إذا كان يسر أنه الدهر لازب (7)

- وقال يتغزّل:

إذا هبّت الارواح كان أحبّها... إليّ التي من نحو نجد هبوبها (8)

و اني ليدعوني إلى طاعة الهوى... كواعب أتراب مراض قلوبها (9)

كأنّ الشفاه الحوّ منهنّ حمّلت... ذرى برد ينهلّ عنها غروبها (10)

بهنّ من الادواء ما أنا عارف... و ما يعرف الأدواء إلاّ طبيبها

سمعت-و أصحابي بذي النخل-نازلا... و قد يشعف النفس الشعاع حبيبها (11)

دعاء بذي البردين من أم طارق... فيا عمرو، هل تبدو لنا فتجيبها (12)

و ما روضة بالحزن قفر مجودة... يمجّ الندى ريحانها و صبيبها (13)

بأطيب بعد النوم من أم طارق ... و لا طعم عنقود عقار زبيبها (14)

- و له في الغزل و الفخر:

لعمرك، إنني كأحبّ أرضا... بها خرقاء لو كانت تزار

كأنّ لثاتها علقت عليها... فروع السدر، عاطية، نوار (15)

أنا ابن المضرحيّ أبي شليل... و هل يخفى على الناس النهار

علينا سبره، و لكل فحل... على أولاده منه نجار (16)

- و للقتّال الكلابي في الفخر بالنسب من أبيه و أمه و بالحسب (الفعل الكريم و الخلق الحميد) (17):

أنا ابن الأكرمين بني قشير... و أخوالي الكرام بنو كلاب

نعرّض للطعان، إذا التقينا... وجوها لا تعرّض للسباب (18)

_______________________

1) الكامل:3؛ الأمالي 1:6.

2) راجع له قطعة في الحماسة و الفخر (الكامل 34؛ الأمالي 2:229) : أنا ابن أسماء أعمامي لها و أبي إذا ترامى بنو الاموان بالعار. الاموان (بكسر الهمزة) جمع أمة (الجارية المملوكة) . راجع الكامل 34. و في القاموس (4:300، السطر الأخير) ان «أموان» تكون بفتح الهمزة و كسرها و ضمها.

3) هم هما: قصد أمرا، أراد أن يعمل عملا. لم ير الليل غمة: لم تستول عليه حيرة و لم يمنعه من تنفيذ قصده مانع؛ راجع معلقة طرفة: لعمرك، ما أمري علي بغمة. المراكب: الأحوال: إذا كان السبيل إلى تحقيق غاياتي صعبا فأنا لا أبالي به بل أسير فيه إلى النهاية و أنجح.

4) إذا ضافة الهم: إذا نزل به الهم (الحاجة إلى العمل الصعب) ضيفا قرى (أطعم) ذلك الهم زماعا (عزما و جلادة في العمل) . منازله تعتس (تطوف) فيها الثعالب (كناية عن شدة عزيمته، إذ العادة في الضيافة أن يكثر الكريم من ذبح الغنم و الابل فكأن شدة عزيمته كتلك الذبائح الكثيرة تدعو برائحة دمائها الوحوش) .

5) الجليد: الصبور الذي لا يظهر عليه الجزع إذا نزلت به مصيبة. الخيم: الطبيعة. الضريبة: الطبيعة التي بنى عليها الانسان في الاصل.

6) ساغب: جائع.

7) لازب: ملازم، دائم. الدهر: طول الدهر، أي دائما.

8) الأرواح: الرياح.

9) الكاعب: الفتاة إذا برز ثدياها (في أول صباها) . الاتراب: المتقاربات في السن. مراض قلوبها: قلوبهن ضعاف تميل إلى الهوى بسهولة.

10) الحو (جمع حواء) : سمراء اللون. حملت ذرى برد: عليها (يظهر خلفها) أسنان بيض كالبرد الذي يسقط من السحاب الداكن (إشارة إلى الشفاه السمراء) . ينهل: ينهمر (يسقط بكثرة و سرعة) . الغروب جمع غرب: نقط ماء تسقط من الدلو و هو ينقل من البئر إلى الحوض (يريد أن يقول ان ريقها جار، لأن الفم إذا جف كانت له رائحة كريهة) .

11) يشعف أو يشغف: يغلب، يستولي؛ يشعف النفس الشعاع (المتفرقة الهموم، الضعيفة عن مقاومة الهوى) : يغشيها أو يملأها بالحب.

12) دعاء مفعول به من الفعل «سمعت» في البيت السابق. ذو البردين: اسم مكان في نجد. أم طارق: المحبوبة. عمرو: رفيق كان معه أو تجريد من نفسه يخاطبه. هل تبدو لنا فتجيبها (!)

13) الحزن: بلاد يربوع من بني تميم، و هي أرض طيبة المرعى. قفر: لا يرد اليها الناس و لذلك يظل ماؤها صافيا و نباتها وافرا. مجودة: يسقط عليها المطر بكثرة. . الندى: نقاط الماء التي تتكون في الليل (اثر سقوط الحرارة) على أوراق النبات و غيرها. الصبيب: المطر المنهمر: يمج نداها و صبيبها ريحانا (رائحة منعشة) .

14) عقار زبيبها: إذا تقادم عنبها و جف فأصبح زبيبا يصبح مسكرا و لو لم تعصر منه خمر.

15) اللثة: اللحم الذي تكون فيه الاسنان. -كأن على فمها شيئا من أغصان السدر (أي أصبحت لثاتها سمراء، و هذا من مظاهر الجمال في البادية) ، حينما كانت نوار (الظبية، كناية عن المرأة الجميلة) تعطو (ترفع عنقها لتتناول أوراق شجر السدر لترعاها و تأكلها) .

16) السبر: المظهر و الهيئة. الفحل: الذكر، الوالد. النجار الأصل الكريم.

17) الكامل 67.

18) إذا وقعت حرب فاننا نقبل عليها بوجوهنا راضين، تلك الوجوه التي نأبى لها أن تذم أو تلام (الحرب أهون علينا من احتمال العار) ؛ ... لا نعمل في سلوكنا أعمالا تعرضنا للمسبة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.