أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
1233
التاريخ: 25-09-2014
990
التاريخ: 25-09-2014
1211
التاريخ: 8-12-2015
1296
|
لا بد للشفاعة من أطراف ثلاثة : مشفوع لديه ، ومشفوع له ، وشفيع هو واسطة بين الاثنين يتوسل لدى الأول أن يعين الثاني ، سواء أأذن المشفوع لديه بالشفاعة ، أو لم يأذن بها . . هذا في الشفاعة لدى المخلوق ، أما الشفاعة لدى الخالق تعالى فان معناها العفو والغفران للمذنب ، ولن تكون الشفاعة عند اللَّه إلا بإذن من اللَّه .
وقال صاحب مجمع البيان : « الشفاعة عندنا مختصة بدفع الضار ، وإسقاط العقاب عن مذنبي المؤمنين » .
وأنكر المعتزلة والخوارج شفاعة محمد ( صلى الله عليه واله ) في أهل الكبائر من أمته بهذا المعنى الذي نقلناه عن صاحب مجمع البيان . . وأثبتها الإمامية والأشاعرة .
والعقل لا يحكم بالشفاعة من حيث الوقوع ، لا سلبا ، ولا إيجابا ، أما من حيث الإمكان فان العقل لا يرى أي محذور من وجود الشفاعة ، وعليه يتوقف وقوعها وثبوتها على صحة النقل عن اللَّه ورسوله ، فمن ثبت لديه هذا النقل وجب عليه أن يؤمن بالشفاعة ، وإلا فهو معذور . . وبهذا يتبين معنا ان الشفاعة ليست أصلا من أصول الدين ، وان من أنكرها مؤمنا باللَّه ورسوله واليوم الآخر فهو مسلم بلا ريب .
وإذا رجعنا إلى الآيات القرآنية وجدنا ان منها ما ينفي الشفاعة بوجه عام ، كقوله تعالى : في الآية 254 من سورة البقرة : {أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 254]. . والنكرة في سياق النفي تفيد العموم ، ومنها ما أثبتت الشفاعة بشرط ، كقوله تعالى : {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26].
وإذا عطفنا هذه الآية على الآية السابقة ، وجمعناهما في كلام واحد تكون النتيجة هكذا : ان اللَّه يقبل الشفاعة من الشفيع بعد أن يأذن هو بها . . وليس من الضروري أن يصدر إذنا خاصا من اللَّه إلى نبيه باسم كل واحد واحد لمن يرتضي الشفاعة له ، بل يكفي ان يعلم النبي بأن الشفاعة تحل ولا تحرم إذا لم يكن المشفوع له من أهل الإلحاد والكفر باللَّه ، ولا من مثيري الحروب وسفاكي الدماء ، ولا من مضطهدي العباد السالبين الناهبين للأقوات والمقدرات ، وانما هو - أي المشفوع له - فرد من الأكثرية الغالبة الذين يرتكبون الذنوب العادية المتفشية . . وبكلمة ان المراد بإذن اللَّه بالشفاعة أن يوحي إلى نبيه باني قد أبحت لك أن تشفع لمن شئت من أفراد أمتك الذين اقترفوا نوعا خاصا من الذنوب . .
وعندها يكون أمر هؤلاء بيد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله ) . . وهذا أقل ما يمنحه اللَّه لمحمد ( صلى الله عليه واله ) غدا . . وهو بدوره يشفع لمن هو أهل للشفاعة ، فقد ثبت انه قال :
« ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » .
ونحن على يقين من ثبوت الشفاعة في الإسلام من حيث هي ، ولكنا نجهل التفاصيل ولا نقطع فيها برأي ، وفي الوقت نفسه نؤمن ايمانا جازما بأن أفضل شفيع للإنسان هو عمله ، وان أنجح ما يستشفع به المذنبون هو التوبة . . ان اللَّه سبحانه لا يعطي حجرا لمن استجار مخلصا برحمته ، ولاذ منكسرا بجوده وكرمه .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|