أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2106
التاريخ: 9-04-2015
5205
التاريخ: 25-12-2015
2641
التاريخ: 21-06-2015
2932
|
هو عبد اللّه بن سلم السهميّ أحد بني هذيل، كان من أنصار بني مروان.
جاء عبد اللّه بن سلم إلى عبد اللّه بن الزبير، سنة 65 ه(684 م) ، يطلب منه عطاءه، فردّه عبد اللّه بن الزبير ردّا قبيحا و قال له: عليك ببني أمية فخذ عطاءك منهم. فتكلّم عبد اللّه بن سلم عند ابن الزبير بكلام فيه مدح لبني أمية و تعريض بابن الزبير. فغضب ابن الزبير و حبس عبد اللّه بن سلم في سجن عارم. و لكنّ قوما من بني هذيل و جماعة من قريش شفعوا يعبد اللّه بن سلم إلى عبد اللّه بن الزبير فأطلق ابن الزبير سراحه بعد نحو عام من حبسه:
و كان عبد الملك بن مروان قد جاء إلى الخلافة في 27 رمضان من سنة 65 ه، فلمّا حجّ استقدم عبد اللّه بن سلم و ذكر له أنه لم ينس مودّته و نصرته لبني مروان ثم أعطاه مالا و لقّبه أبا صخر. و لقد خفي اسم عبد اللّه ابن سلم السهمي في تاريخ الأدب و عاش لقبه: أبو صخر الهذليّ.
و انقطع أبو صخر الهذلي إلى ابي خالد عبد العزيز بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد (1) يمدحه، كما كان يمدح عبد الملك بن مروان و أخاه عبد العزيز.
أبو صخر الهذليّ عبد اللّه بن سلم شاعر اسلامي من شعراء الدولة الاموية، كان شاعرا غزلا رقيقا فصيح الألفاظ سهل التراكيب واضح المعاني يظهر على شعره أثر الاسلام و القرآن. و مع أن معظم شعره في الغزل و النسيب، الاّ أنّ له مديحا و رثاء جيدا و فخرا و هجاء، و الحكمة ظاهرة في شعره. و كان مقتدرا في الكلام المنثور أيضا.
المختار من آثاره:
-قال أبو صخر الهذليّ في الغزل من قصيدة طويلة (الأمالي 1:148- 150 غ 21:97-98، كتاب الزهرة 277) :
إذا قلت: هذا حين أسلو، يهيجني... نسيم الصبا من حيث يطّلع الفجر (2)
و انّي لتعروني لذكراك فترة... كما انتفض العصفور بلّله القطر (3)
هجرتك حتّى قيل: لا يعرف الهوى... و زرتك حتى قيل: ليس له صبر
صدقت، أنا الصّبّ المصاب الذي به... تباريح حبّ خامر القلب أو سحر (4)
أما و الذي أبكى و أضحك و الذي... أمات و أحيا و الذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى... أليفين منها لا يروعهما النّفر (5)
فيا هجر ليلى، قد بلغت بي المدى... و زدت على ما لم يكن بلغ الهجر
و يا حبّها، زدني جوى كلّ ليلة... و يا سلوة الأيّام، موعدك الحشر (6)
عجبت لسعي الدهر بيني و بينها... فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدهر (7)
و انّي لآتيها، و في النفس هجرها... بتاتا لأخرى الدهر ما وضح الفجر (8)
فما هو إلاّ أن آراها فجاءة... فأبهت لا عرف لديّ و لا نكر (9)
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها... و ينبت في أطرافها الورق الخضر
- كان لأبي صخر الهذلي ولد اسمه داود لم يكن له غيره فمات فحزن عليه حزنا شديدا و قال يرثيه:
لقد هاجني طيف لداود بعد ما... دنت-فاستقلّت-تاليات الكواكب (10)
و ما في ذهول اليأس عن غير سلوة... رواح من السّقم الذي هو غالبي (11)
و عندك، لو يحيا صداك فنلتقي، شفاء لمن غادرت يوم التناضب (12)
فهل لك طبّ نافعي من علاقة تهيّمني بين الحشا و الترائب (13)
و لو لا يقيني انما الموت عزمة من اللّه حتّى يبعثوا للمحاسب (14)
لقلت له، فيما ألمّ برمسه: هل انت غدا غاد معي فمصاحبي (15)
سألت مليكي، إذ بلاني بفقده، وفاة بأيدي الروم بين المقانب (16)
ثنوني، و قد قدّمت ثأري، بطعنة تجيش بموّار من الموت ناعب (17)
و قد خفت أن ألقى المنايا و إنّني ... لتابع من وافى حمام الجوالب(18)
و لمّا أطاعن في العدوّ تنفّلا... إلى اللّه أبغي فضله و أضارب (19)
- قال أبو صخر الهذلي يردّ على عبد اللّه بن الزبير (راجع مطلع الترجمة (ص 445) :
. . . . إذن أجدهم (20) سباطا أكفّهم، سمحة أنفسهم، بذلاء لأموالهم، وهّابين لمجتديهم (21) كريمة أعراقهم، شريفة أصولهم، زاكية فروعهم، قريبا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم نسبهم و سببهم (22). ليسوا إذا نسبوا بأوساط و لا وشائظ و لا أتباع، و لا هم في قريش كفقعة القاع (23). لهم السّؤدد في الجاهلية و الملك في الاسلام، لا كمن لا يعدّ في عيرها و لا نفيرها و لا حكم آباؤه في نقيرها و لا قطميرها: ليس من أحلافها المطيّبين (24) و لا من ساداتها المطعمين، و لا من جودائها الوهّابين، و لا من هاشمها المنتخبين، و لا من عبد شمسها المسوّدين. و كيف نقاتل الرءوس بالأذناب؟ و أين النّصل من الجفن و السنان من الزّجّ و الذّنابى (25) من القدامى؟ و كيف يفضّل الشحيح على الجواد و السوقة على الملك و الجائع بخلا على المنفق فضلا؟
__________________
1) أسيد:؟
2) ...حان الوقت أن أسلو (أنسى حبها) . يهيجني (يثيرني، يجدد حبي) . . . من حيث يطلع الفجر: منذ مطلع الفجر (كل يوم صباحا) .
3) تعروني: تصيبني. القطر: المطر (راجح ص 438) .
4) تباريح: توهج (تجدد مع ازدياد) . خامر: داخل و اختلط.
5) النفر: التنفير، الطرد (ألف كل واحد منهما الآخر حتى نسيا كل ما خولهما، فإذا مر بهما أحد أو وقع بقربهما حادث فانهما لا يشعران به) .
6) الجوى: شدة الوجد (التعلق و التأثر اللذان يثيرهما اشتياق أحد إلى آخر) . موعدك الحشر (يوم القيامة) : لا ينتهي أبدا (لا أسلو حبيبتي و لن أنسى ذكرها) .
7) أنا أستغرب كيف أن الدهر كان يسعى بيننا دائبا حتى أحب كل واحد منا الآخر، فلما انقضى (انصرم، زال) ما بيننا (؟) سكن (هدأ) الدهر: كف عن السعي للجمع بيننا. -اللفظ و المعنى الملموح جميلان، و لكن المقصود بالشطر الثاني غامض. (لعل المقصود: ان الدهر قرب بعضنا من بعض ثم تركنا من غير أن يجمع بيننا فأدخل على نفوسنا هذا الشقاء) .
8) وضح الفجر: طلع الفجر (كل يوم) . -كل يوم أزورها و أنا أقول في نفسي: هذه آخر مرة سأزورها فيها.
9) فجاءة: فجأة، بغتة، على غير موعد أو انتظار. بهت (بالبناء للمجهول) : حار، دهش، بطل تفكيره و عمله. لا عرف لدي و لا نكر: لا أجزم بما أمامي (لا أدري أي أفضل: أ أعرف فضل حبي لها علي أو أنكر شقائي بهذا الحب) .
10) هاجني: أثارني، أحزنني. الطيف: ما يراه النائم في خياله. دنت: قربت (من مغيبها) فاستقلت (ثم رحلت: غابت) تاليات الكواكب: آخر الكواكب التي تبقى في السماء في الليل (عند انتهاء الليل) .
11) الرواح: الرجوع في المساء إلى المبيت. رواح (خلاص، نجاة) من السقم: الضعف (من الحب) . غالبي: مستول علي، يتملكني. -إذا كان اليأس من لقاء داود عظيما تاما يحمل على الذهول (تشتت الفكر) ثم أنا لا أستطيع أن أسلو (أن أتعزى، أنسى المصيبة) ، فلا خلاص لي من هذا الحزن الذي يسقمني و يشقيني.
12) لا يشفيني مما أنا به إلا أنت إذا عدت إلى الحياة و التقينا. لمن غادرت (لي) يوم التناضب: يوم مت أنت. نضب (بفتح النون و فتح الضاد) فلان: مات (القاموس 1:133) .
13) -أ عندك طب: علاج، دواء، وسيلة (غير أن تعود إلى الحياة) يشفي من هذه العلاقة (الحب و الحزن الملازمين للقلب) التي تهيمني: تدخل علي الوسواس و الجنون. بين الحشا (الامعاء) و الترائب (أعلى الصدر) : في القلب.
14-15) لو لا اعتقادي بأن الموت عزمة (حق، أمر واجب، سبيل ضروري لا بد منه) حتى يبعث الناس يوم القيامة للحساب، لقلت، في كل مرة أمر بقبرك: أ أبعث أنا أيضا معك و نلتقي (أي: لكنت أنكر الحشر) .
16) مليكي: ربي. وفاة بأيدي الروم: موتا في الجهاد في بلاد الروم. المقانب جمع مقنب (بكسر الميم و فتح النون) : مخلب الاسد؛ و جمع مقناب و مقنب أيضا: جماعة من الخيل.
17) ثنوني بطعنة: طووا جسمي (قتلوني) بطعنة (من رمح) واسعة؛ يثور منها دمي (يحرج متدفقا) فأموت موتا ناعبا (سريعا) . و قد قدمت ثأري: بعد أن أكون قد ثأرت منهم (قتلت عددا كبيرا منهم) .
18) غير أنني أخاف ألا تتحقق أمنيتي هذه فأموت. -و كل انسان سيتبع بالموت من تقدمه. -. . . حمام الجوالب: . . . .
19) التنفل: التطوع، التبرع بالعمل. الطعن يكون بالرمح. و الضرب يكون بالسيف.
20) «أجد» منصوب بالناصب «اذن» . أجدهم: أجد بني أمية.
21) سبط (بفتح السين و سكون الباء، أو بفتح السين و الباء: طويل) : سخي، كريم. المجتدى: طالب العطاء.
22) الاعراق و الأصول: الاسلاف. الفروع: الأقارب من الأخوة و الأولاد. السبب: الصلة و القرابة.
23) أوساط الناس: من هم دون الخاصة و فوق العامة. الوشائظ جمع وشيظة (بالظاء المعجمة) : الحشو، الملحقين بالقبيلة. الفقع: الكمأة (نبات فطر يتولد في قلب الأرض في البادية و يكون عادة في الأرض المطمئنة المنخفضة) . كفقعة القاع (كناية عن الذلة و القلة) .
24) السؤدد: المجد. النفير: القوم النافرون إلى الحرب. العير: الذين يسوقون القوافل. لا في العير و لا في النفير: لا قيمة له (لا يصلح أن يكون محاربا و لا أن يكون تاجرا) . النقير: النقرة في رأس النواة. القطمير: غشاء رقيق ضئيل في شق نواة التمر أو هو الغشاء الذي حول تلك النواة. لم يحكم في نقيرها و لا قطميرها: لا يؤتمن رأيه و حكمه حتى في هذين الشيئين اللذين لا قيمة لهما. حلف المطيبين: حلف كان في الجاهلية اجتمع لتسوية النزاع بين عبد شمس و أخيه هاشم ابني عبد مناف. النصل: حديد السيف. الجفن: غمد السيف و قرابه. السنان: النصل، السلاح الذي يكون في أعلى الرمح. الزج: حديدة توضع في أسفل الرمح.
25)الذنابى: الذنب. القدامي: ريشات كبار في الجناح يطير بها الطائر. الجامع: الذي يجمع (يدخر) المال.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|