أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2409
التاريخ: 21-06-2015
3305
التاريخ: 22-06-2015
2182
التاريخ: 19-06-2015
1925
|
ولد أبو العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان المعروف بالمعرّيّ في معرّة النعمان سنة 363(973 م) . و لما بلغ الثالثة من عمره أصيب بالجدري ففقد بصره. و نشأ المعري في بيت علم و وجاهة فدرس علوم اللغة و الأدب و الفقه على نفر من اهله.
بدأ المعريّ حياته الأدبية شاعرا متكسبا على غرار المتنبي، ثم سافر في سنة 399 ه (1009 م) الى بغداد، و كان قد توفّي والده، فلم يلق هنالك نجاحا فعاد إلى المعرة غاضبا ناقما. و قبل أن يصل إلى المعرة توفّيت والدته فزاد ذلك في سوء حاله و في نقمته، فاعتزل في بيته منقطعا إلى الازدياد من العلم و الى إلقاء العلم على الذين يقصدونه لذلك. و عاش المعريّ بقية حياته زاهدا في الدنيا «نباتيا» لا يأكل اللحم و لا المآكل المنتوجة من الحيوان كالسمن و اللبن و البيض و العسل، و لا يلبس من الثياب إلاّ الخشن و لا يخرج من بيته حتى مات (449 ه 1057 م) .
المعريّ أديب نابغ واسع الاطلاع و المعرفة محيط بعلم اللغة و تاريخ الفكر و أحوال الاجتماع إحاطة تعيا أحيانا على المبصرين، ثم هو يجيد التهكّم و يحسن النقد. و هو من الحكماء المعدودين.
و قد خلّف لنا المعريّ أربعة كتب قيمة: سقط الزند (1) و هو ديوان شعر في المدائح و المراثي و ما يتصل بها من الفنون الوجدانية و الوصفية؛ ثم ضوء السقط (2) و هو شرح لسقط الزند صنعه المعريّ بنفسه؛ ثم رسالة الغفران؛ و للمعرّي ديوانه العظيم «لزوم ما لا يلزم» . كتب المعريّ «رسالة الغفران» جوابا على رسالة وردته من صديق له، هو أبو الحسن علي بن منصور المعروف بابن القارح (3).
كتب أبو العلاء هذه الرسالة على لسان ابن القارح ليبيّن للناس سعة عفو اللّه، و ليدلّهم على أن كثيرين من أهل الإسلام و الجاهلية-ممن يظنّ نفر من الفقهاء و من المتعنّتين أنهم من أصحاب النار-يمكن أن يكونوا من أهل الجنة، أو أن يكونوا قد نالوا النجاة من النار بإيمان باللّه أو بعمل صالح أو بنيّة طيبة، بقطع النظر عما اشتهروا به في حياتهم أو عما رماهم به الناس من الكفر و الزندقة. و في أثناء «القصّة» ينتقد المعريّ عددا من آراء العلماء و الأدباء و الفقهاء في الشعر و الأدب و في الأخبار الدينية. و هو يفعل ذلك بتهكّم مرّ و بشيء من المرح و الدعابة.
أما ديوان المعرّيّ لزوم ما لا يلزم أو اللزوميّات فهو مجموع مقطّعات من الشعر تقصر حتّى تكون بيتين اثنين أو تطول حتّى تبلغ ستّة و تسعين بيتا. و قد اتّخذ هذا الديوان اسمه من التزام حرفي رويّ في القافية: على الشاعر أن يلتزم في قوافي كلّ قصيدة حرف رويّ واحدا مثل الباء في قصيدة مهيار الديلمي التي يقول فيها:
قد قبست المجد من خير أبو... وقبست الدين من خير نبي
و ضممت الفخر من أطرافه... سؤدد الفرس و دين العرب
غير أن المعرّي التزم في قوافي القصائد في هذا الديوان أكثر من حرف رويّ واحد، فقد التزم مثلا اللام و السين في المقطوعة التالية:
أهوى الحياة، و حسبي من مصائبها... أني أعيش بتمويه و تدليس
نطالب الدهر بالأحرار، و هو لنا...ما بين عذرين: إفلاس و تفليس
فاكتم حديثك لا يشعر به أحد... من رهط جبريل أو من رهط إبليس
و أغراض اللزوميّات كلّها في الحكمة و في النقد الاجتماعي، و في استعراض آراء رجال الفلسفة و الدين و استعراض أحوال العلماء و الحكّام و تبيان ما فيها من تضارب و جهل و بعد عمّا يقتضيه العقل و الخير. غير أن نفرا من المتأدّبين زعموا أن في لزوميات المعرّيّ تناقضا في الرأي، و لكنّهم واهمون. ان ما يبدو لهؤلاء تناقضا إنّما يعود الى أمرين: إلى أنّ المعرّي يستعرض آراء رجال الفكر و الدين و السياسة ليبيّن ما فيها من تضارب؛ فهذا القسم من التناقض ليس من المعرّي، بل من الذين استعرض المعرّي آراءهم. ثم هنالك الآراء المختلفة التي هي للمعرّي على الحصر؛ انّ هذه الآراء قد اختلفت في أثناء تطوّر الجانب الفكري عند المعرّي، فقد كان المعري يعتقد أشياء ثم بدّل رأيه في هذه الاشياء (4).
و كتب المعرّي مملوءة بالآراء المختلفة في ثقافة عصره. انه ينظر الى الدين على أنه إيمان و شريعة. أما الإيمان فهو واحد لجميع الناس و لكن لا يعرفه الا المفكّرون؛ و قليل ما هم. و أما الشرائع فهي مختلفات و هي التي خلقت النزاع بين البشر. ان المعري وطيد الإيمان باللّه الواحد الخالق القادر، و قلّ ما آمن بشيء بعد ذلك. و هو متشائم في رأيه الاجتماعي يرى أن الطبيعة البشرية فاسدة في أصلها. غير أنه يؤمن بالقيمة الذاتية للأخلاق و بما يمكن أن تفعله الاخلاق من الإصلاح (و هذا مخالف لرأيه في الطبيعة البشرية و في فساد المجتمع) . انه يرى أن الإنسان يجب أن يفعل الخير لأنه خير من غير أن ينتظر مكافأة عليه، و مع ذلك فإن عمل الخير لا يضيع عند اللّه و عند الناس أيضا.
و المعرّي من أتباع المذهب الشاميّ يكثر من تصريف أوجه البلاغة في شعره و نثره. إنّه حسن التشابيه و الاستعارات برغم عماه الذي أصابه في الثالثة من عمره؛ إنّه يصف البرق في الليل فيقول:
إذا ما هاج أحمر مستطيلا... حسبت الليل زنجيّا جريحا
ثم هو كثير التكلّف للصناعة اللفظية في شعره و نثره، إلاّ أنه مجيد فيها محسن كقوله مثلا (في اللزوميّات) : ياقوت ما أنت ياقوت و لا ذهب؛ أ يا ديك عدّت من أياديك صيحة. . . . و لزوم ما لا يلزم وجه من أوجه ذلك التكلّف.
مختارات من آثاره:
- قال أبو العلاء المعرّي يفتخر بنفسه:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل... عفاف و إقدام و حزم و نائل (5)
أ عندي، و قد مارست كل خفيّة... يصدّق واش أو يخيّب سائل
تعدّ ذنوبي عند قوم كثيرة... و لا ذنب لي الا العلا و الفواضل (6)
و قد سار ذكري في البلاد، فمن لهم... بإخفاء شمس ضوءها متكامل
و إني و إن كنت الأخير زمانه... لآت بما لم تستطعه الأوائل
و لمّا رأيت الجهل في الناس فاشيا... تجاهلت حتّى ظنّ أنّي جاهل
فوا عجبا كم يدّعي الفضل ناقص... و وا أسفا كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائيّ بالبخل مادر... و عيّر قسّا بالفهاهة باقل (7)
و قال السهى للشمس أنت خفيّة... و قال الدجى يا صبح لونك حائل
فيا موت، زر؛ إن الحياة ذميمة... و يا نفس، جدّي؛ إنّ دهرك هازل (8)
- و قال في الإيثار المطلق:
و لو أني حبيت الخلد فردا... لما أحببت بالخلد انفرادا
فلا هطلت عليّ و لا بأرضي... سحائب ليس تنتظم البلادا
و لكنّ الشباب إذا تولّى... فجهل أن تروم له ارتدادا
- و قال يرثي فقيها حنفيّا:
غير مجد، في ملّتي و اعتقادي... نوح باك و لا ترنّم شادي (9)
و شبيه صوت النعيّ إذا قيس... بصوت البشير في كل ناد (10)
صاح، هذي قبورنا تملأ الرحب... فأين القبور من عهد عاد (11)
خفّف الوطء، ما أظنّ أديم الـ...ـأرض إلاّ من هذه الأجساد (12)
سر إن اسطعت في الهواء رويدا... لا اختيالا على رفات العباد (13)
ربّ لحدٍ قد صار لحدا مرارا... ضاحك من تزاحم الأضداد (14)
و دفين على بقايا دفين... في طويل الأزمان و الآباد
تعب كلّها الحياة، فما أعـ...ـجب إلاّ من راغب في ازدياد
إنّ حزنا في ساعة الموت أضعا... ف سرور في ساعة الميلاد
ضجعة الموت رقدة يستريح الجسـ... ـم فيها، و العيش مثل السهاد
قصد الدهر من أبي حمزة الأوّ... اب مولى حجى وخدن اقتصاد (15)
و فقيها أفكاره شدن للنـ...ـعمان ما لم يشده شعر زياد (16)
فالعراقيّ بعده للحجازيـْ...ـي قليل الخلاف سهل القياد (17)
أنفق العمر ناسكا يطلب العلـ...ـم بكشف عن أصله و انتقاد
ذا بنان لا تلمس الذهب الأحـ...ـمر زهدا في العسجد المستفاد (18)
ودّعا، أيّها الحفيّان، ذاك الشخـ...ـص؛ إنّ الوداع أيسر زاد (19)
و اغسلاه بالدمع إن كان طهرا... و ادفناه بين الحشا و الفؤاد
و احبواه الأكفان من ورق المصـ...ـحف كبرا عن أنفس الأبراد (20)
و اتلوا النعش بالقراءة و التسـ...ـبيح لا بالنحيب و التعداد (21)
طالما أخرج الحزين جوى الحز... ن إلى غير لائق بالسداد (22)
قد أقرّ الطبيب عنك بعجز... و تقضّى تردّد العوّاد (23)
و انتهى اليأس منك، و استشعر الوجـ...ـد بأن لا معاد حتى المعاد (24)
هجد الساهرون حولك للتمـ...ـريض؛ ويح لأعين الهجّاد (25)
كلّ بيت للهدم ما تبتني الور... قاء و السيّد الرفيع العماد (26)
بان أمر الإله، و اختلف النا... س؛ فداع إلى ضلال و هاد
و الذي حارت البريّة فيه... حيوان مستحدث من جماد
و اللبيب اللبيب من ليس يغترْ...رُ بكون مصيره للفساد
- من اللزوميّات:
قالوا: فلان جيّد لصديقه... لا يكذبوا؛ ما في البريّة جيّد
فأميرهم نال الإمارة بالخنا... و تقيّهم بصلاته متصيّد
كن من تشاء: مهجّنا أو خالصا... فإذا رزقت غنى فأنت السيّد
- أولو الفضل في أوطانهم غرباء... تشذّ و تنأى عنهم القرباء
فما سبأوا الراح الكميت للذّة... و لا كان منهم للخراد سباء (27)
و حسب الفتي من ذلّة العيش أنه... يروح بأدنى القوت و هو حباء (28)
إذا ما خبت نار الشبيبة ساءني... و لو نصّ لي بين النجوم خباء
و ما بعد مرّ الخمس عشرة من صبا... و لا بعد مرّ الأربعين صباء (29)
تواصل حبل النسل ما بين آدم... و بيني، و لم يوصل بلامي باء (30)
تثاءب عمرو إذ تثاءب خالد... بعدوى، فما أعدتني الثؤباء (31)
و زهّدني في الخلق معرفتي بهم... و علمي بأنّ العالمين هباء
على الولد يجني والد، و لو انّهم... ولاة على أمصارهم خطباء
و زادك بعدا من بنيك و زادهم... عليك حقودا أنهم نجباء
- من رسالة الغفران: لغة آدم و قوله الشعر:
(بعد أن يطوف ابن القارح في النار يسأل نفرا من الشعراء عن أقوال لهم اختلف الرواة فيها يملّ منهم فيعود الى الجنة) .
فإذا رأى قلّة الفوائد لديهم تركهم في الشقاء السرمد (32) و عمد لمحلّه في الجنان، فيلقى آدم عليه السلام في الطريق فيقول: يا أبانا-صلّى اللّه عليك- قد روي لنا عنك شعر منه قولك:
نحن بنو الأرض و سكّانها... منها خلقنا و إليها نعود
و السعد لا يبقى لأصحابه... و النحس تمحوه ليالي السعود
فيقول (آدم) : إن هذا القول حقّ، و ما نطقه إلاّ بعض الحكماء. و لكنّي لم أسمع به حتى الساعة.
فيقول (ابن القارح) -وفّر اللّه قسمه من الثواب-: فلعلّك، يا أبانا، قلته ثم أنسيته، فقد علمت أنّ النسيان متسرّع اليك. و حسبك شهيدا على ذلك الآية المتلوّة في فرقان محمد صلّى اللّه عليه: «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ، وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً» . و قد زعم بعض العلماء أنك إنما سمّيت إنسانا لنسيانك، و احتجّ على ذلك بقولهم في التصغير: أنيسان، و في الجمع: أناسيّ. و قد روي أنّ الإنسان من النسيان عن ابن عبّاس. و قال الطائيّ (33):
لا تنسيّن تلك العهود، فإنما... سمّيت إنسانا لأنك ناس
و قرأ بعضهم: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ اَلنّاسُ» (34)، بكسر السين، يريد: الناسي، فحذف الياء كما حذفت في قوله :«سَواءً اَلْعاكِفُ فِيهِ وَ اَلْبادِ» (35). فأما البصريون فيعتقدون أن الإنسان من الأنس، و أنّ قولهم في التصغير «أنيسان» شاذّة، و قولهم في الجمع: «أناسيّ» أصله «أناسين» ، فأبدلت الياء من النون. و القول الأول أحسن.
فيقول آدم-صلّى اللّه عليه-: أبيتم إلاّ عقوقا و أذيّة. إنما كنت أتكلّم بالعربية و أنا في الجنة، فلمّا هبطت إلى الأرض نقل لساني الى السريانية، فلم أنطق بغيرها إلى أن هلكت. فلما ردّني اللّه-سبحانه و تعالى-الى الجنة عادت إليّ العربية. فأيّ حين نظمت هذا الشعر: في العاجلة أم الآجلة؟ (36) و الذي قال ذلك يجب أن يكون قاله و هو في الدار الماكرة (37)، أ لا ترى قوله «منها خلقنا و إليها نعود» ؟ فكيف أقول هذا المقال و لساني سريانيّ؟ و أما الجنة قبل أن أخرج منها فلم أكن أدري بالموت فيها، و أنه مما حكم على العباد و صيّر كأطواق حمام (38)، و ما رعي لأحد من ذمام. و أما بعد رجوعي اليها فلا معنى لقولي: «و إليها نعود» ، لأنه كذب لا محالة. و نحن معاشر أهل الجنة خالدون مخلّدون (39). فيقول (ابن القارح) -قضي له بالسعد المؤرّب (40)-: إنّ بعض أهل السير يزعم أن هذا الشعر وجده يعرب في متقدّم الصحف السريانية فنقله إلى لسانه. و هذا لا يمتنع أن يكون.
فيقول آدم-صلّى اللّه عليه-: أعزز عليّ بكم معشر أبينيّ (41). إنكم في الضلال متهوّكون (42)! آليت (43) ما نطقت هذا النظيم، و لا نطق في عصري. و إنما نطقة بعض الفارغين (44). فلا حول و لا قوّة إلاّ باللّه. كذبتم على خالقكم و ربكم، ثم على آدم أبيكم، ثم على حوّاء أمّكم؛ و كذب بعضكم على بعض، و مآلكم في ذلك إلى الأرض.
-من رسالة الغفران: ابن الروميّ:
و أما ابن الرومي فهو أحد من يقال (فيه) : إن أدبه كان أكثر من عقله، و كان يتعاطى علم الفلسفة. و استعار من أبي بكر بن السرّاج كتابا فتقاضاه به أبو بكر، فقال: لو كان المشتري حدّثا لكان عجولا!
و البغداديون يدّعون أنه متشيّع، و يستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية (45). و ما أراه إلاّ على مذهب غيره من الشعراء(46) .
و كان ابن الرومي معروفا بالتطيّر.
____________________
1) الزند قطعة من الفولاذ تقدح بها النار من الصوان، و الشرر المنتوج بينهما يسمى السقط.
2) النور الذي يحدث من الشرر المنتوج من قدح الزند على الصوانة.
3) كان ابن القارح الحلبي (351-423 ه) من أئمة اللغة و النحو و الادب شاعرا. و كان يتحامل على نفر من الأدباء و يرى أنهم ببعض ما فعلوا-من إهمال بعض فروض الدين أو بشرب الخمر أو قول الغزل-أو ببعض ما قالوا، صائرون الى جهنم (راجع معجم الادباء 15:83-88؛ بروكلمان، الملحق 1:484) .
4) التناقض أن يعتقد الانسان رأيين مختلفين في وقت واحد، أو أن يعتقد أمرا ثم يتركه ثم يعود اليه. و المعري لم يفعل شيئا من ذلك (راجع «حكيم المعرة» للمؤلف، الطبعة الثانية، بيروت 1367 ه-1948 م، ص 51؛ راجع أيضا «في حكيم المعرة» محاولة ترتيب اللزوميات ترتيبا تاريخيا،43-51) .
5) النائل: العطاء.
6) الفواضل جمع فاضلة: الدرجة الرفيعة في الفضل.
7) مادر رجل لئيم سقى ابلا له من حوض ماء، فبقي شيء من الماء في الحوض فسلح (تغوط) فيه لئلا ينتفع به غيره. الطائي: حاتم الطائي المشهور بالكرم. قس: قس بن ساعدة الايادي الخطيب الفصيح المفوه. باقل. رجل يضرب به المثل في العي (بكسر العين: العجز عن الابانة باللسان) . اشترى باقل ظبيا بأحد عشر درهما و حمله فرآه رجل و سأله عن ثمن الظبي فنشر باقل أصابع كفيه و مد لسانه (اشارة الى ثمنه) فهرب منه الظبي. الفهاهة: العي.
8) السهى: نجم بعيد لا يكاد يرى. حائل: متغير، مائل الى الغبرة.
9) مجد: نافع، مفيد. ملتي: شريعتي، ديني (عادتي) . ناح الرجل: بكى و استبكى غيره. الترنم: تحسين الصوت (في الغناء) . شاد (الشادي) : مغن (المغني) .
10) النعي: الذي يحمل النعي (بفتح النون و سكون العين: خبر الموت) . البشير: الذي يحمل الخبر السار. النادي: مكان اجتماع الناس.
11) صاح-صاحب (بكسر الباء-يا صاحب، يا صاحبي) ثم رخمت (حذفت الباء منها) . الرحب جمع رحبة (بفتح الحاء أو بسكونها) : المكان الواسع. من عهد عاد (من عهد بني عاد: منذ زمن قديم جدا) .
12) أديم الارض: جلدها، ظاهرها (التراب الذي عليها) . من هذه الأجساد: من أجساد الذين ماتوا منا فانحلت أجسامهم فأصبحت فتاتا يشبه التراب.
13) اختيالا، زهوا و تكبرا. الرفات: الحطام بضم الحاء: ما اندق و تكسر من بقايا الاشياء.
14) قد صار لحدا (قبرا) مرارا: دفن فيه أشخاص كثيرون. ضاحك يجوز فيها الرفع (خبر) ، و الجر (نعت لحد-تابعة للفظه، لأن «لحد» مجرورة برب لفظا مرفوعة محلا على أنها مبتدأ) . و الجر أفضل. و يجوز النصب (حال) . تزاحم الأضداد: دفن أشخاص مختلفي الأعمار و الأحوال و الأقدار في قبر واحد.
15) أبو حمزة: الفقيه الحنفي الذي يرثيه المعري. الأواب: الراجع الى اللّه (المستغفر من كل ذنب) . مولى (سيد) حجى (عقل) : يسلك بحسب ما يقضي العقل. خدن (صاحب، صديق) اقتصاد (اعتدال) : غير متطرف في شيء.
16) شدن (بنين) للنعمان (لابي حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي) . ما لم يشده شعر زياد (النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر) -إن أبا حمزة نفع (شهر، نشر، خدم) الدين بتقواه أكثر مما خدم النابغة الذبياني بشعره النعمان بن المنذر (المقابلة صناعة لفظية فقط في الربط بين أبي حنيفة النعمان و بين النعمان بن المنذر) .
17) العراقي: أبو حنيفة صاحب المذهب الحنفي القائم على القياس العقلي و استقراء أحوال المجتمع. الحجازي: مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي القائم على التقيد بما جاء في السنة (بما روي من أعمال رسول اللّه و أعمال الصحابة) .
18) البنان: رءوس الاصابع (الاصابع، اليد) . . العسجد: الذهب. -ان زهده في معدن (بكسر الدال) الذهب (في المال) تحمله على ألا يمس بيده الذهب (مح البيضة) الاحمر لشبهه بمعدن الذهب.
19) الحفي: المكرم المبالغ في الإكرام. الوداع و التوديع: أن تحضر بدء الانسان بالسفر و تتمنى له حسن الحال في المكان الذي سيذهب اليه. الزاد: المؤونة التي تعطى للمسافر (من طعام و مال، الخ) . أيسر: أخف، أقل.
20) احبواه: اعطياه، اجعلا له. المصحف: الكتاب الذي دونت فيه نسخة من القرآن الكريم. كبرا: رفعة، تنزيها له. أنفس: أثمن، أحسن. الابراد جمع برد (بضم الباء) : الثوب من الحرير (إن الاكفان المصنوعة من النسيج الحرير لا تفي بقدر أبي حمزة الفقيه) .
21) و اتلوا نعشه: اتبعا (اتبعوا) نعشه، سيروا وراء نعشه. . . بقراءة القرآن و بالتسبيح (ذكر اللّه) لا بالنحيب (رفع الصوت بالبكاء) و التعداد (للصفات الحميدة التي كانت له في الحياة) .
22) جوى الحزن (فاعل «أخرج») : شدة الحزن. السداد: الصواب.
23) . . . . بعجز عن شفائك؛ و بطلت زيارة العواد (العائد الذي يزور المريض) ، لأنك مت.
24) انتهى اليأس منك: في مرض موتك كان الناس يائسين من شفائك و ارتداد الموت عنك، و كان ذلك اليأس يعذبهم. أما الآن فقد هدأوا و اطمأنوا أن لا معاد (لقيا و اجتماع) الى المعاد (يوم القيامة) .
25) هجد: نام. الساهرون حولك للتمريض: الطبيب و الممرضون ناموا في الوقت الذي كان يجب أن يكونوا فيه ساهرين للعناية بك، لأنهم لا يشعرون نحوك بما نشعر به نحن الذين نعرف فضلك و حسن صحبتك.
26) الورقاء: الحمامة.
27) سبأ الراح: اشترى الخمر. الخراد جمع خريدة: المرأة الجميلة. السباء: الأسر في الحروب للاستحلال.
28) يروح بأدنى القوت: يكفيه مقدار قليل جدا من القوت حتى يعيش. و هو حباء: و مع ذلك فهذا القدر القليل ممتنع عليه (راجع القاموس 4:315، السطر 4) .
29) بعد الخمس عشرة لا يبقى الانسان شابا، و بعد الاربعين لا يجوز له العشق.
30) لم يوجد منذ آدم الى يومي هذا انسان ذو «لب» (عقل) .
31) الناس يقلد بعضهم بعضا في الزواج (كما ينتقل التثاؤب بالعدوى) ، أما أنا فلم تنتقل الي تلك العدوى (لم أتزوج) .
32) الدائم.
33) أبو تمام.
34) سورة البقرة (2:199) . -الخطاب في هذه الآية الكريمة موجه الى قريش و كنانة، و كانت هاتان القبيلتان تذهبان مذهب الحمية و تعدان نفسهما فوق سائر العرب، فكان القرشيون و الكنانيون لا يشاركون الناس في المصير الى سهل عرفات، بل يبقون في مزدلفة. فقال لهم اللّه «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ اَلنّاسُ» (بضم السين) .
35) سورة الحج (22:25) . -المعنى: أن البيت الحرام (في مكة) مكان أمن و سلام لجميع الناس: للعاكف (الساكن المستقر) في مكة، و للباد: البادي، الساكن في البادية (الذي يأتي احيانا لزيارة البيت الحرام) .
36 و 37) العاجلة و الماكرة: الدنيا. الآجلة: الآخرة.
38) طوق الحمامة: ريش ملون حول عنق الحمامة يشبه العقد للمرأة. صير كأطواق حمام: لازما، لا يتبدل و لا يتغير (كتب الموت على جميع الناس) .
39) مخلد: لا يشيب.
40) المؤرب: الموثق، المحكم، الثابت.
41) تصغير أبناء.
42) متهوكون: حائرون، مضطربون.
43) أقسمت.
44) الفارغ: الذي له وقت فراغ كبير، الذي لا عمل له.
45) أمامك، فانظر أي نهجيك تنهج؛ طريقان شتى: مستقيم أعوج. و ابن الرومي يأسى في هذه القصيدة لمصائب آل البيت و يعرض ببني العباس.
46) رسالة الغفران 468-469. هنالك نفر من الشعراء ليسوا من الشيعة و لكنهم كانوا يبدون عاطفة شيعية من هؤلاء ديك الجن الحمصي و ابو تمام و ابن الرومي ثم شوقي في العصر الحاضر، و غيرهم.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|