المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إبن نُباتة السعدي  
  
4501   09:29 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص57-59
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 4313
التاريخ: 13-08-2015 2634
التاريخ: 13-08-2015 4425
التاريخ: 27-1-2016 2792

هو أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة السعديّ، كان مولده في بغداد، سنة 327 ه‍ (939 م) . قال ابن خلّكان (1:528) عن ابن نباتة إنّه «طاف البلاد و مدح الملوك و الوزراء و الرؤساء، و له في سيف الدولة بن حمدان غرر القصائد و نخب المدائح» ؛ و لكنّه لم يشهد من حكم سيف الدولة نفسه سنين كثيرة: لمّا ضعف البلاط الحمدانيّ بعد سيف الدولة غادره ابن نباتة الى المشرق فوصل الى الريّ و مدح فيها ابن العميد المشهور فمطله ابن العميد. ثم إن ابن نباتة عتب على ابن العميد و لم يفده ذلك العتاب شيئا (وفيات الأعيان 2:464-466) .

و توفّي ابن نباتة السّعديّ في بغداد في 3 شوّال 405(1/3/1015 م) .

ابن نباتة السعديّ ناثر صاحب رسائل و مقامات و شاعر مكثر؛ و معظم شعره جيّد يجمع حسن السبك إلى جودة المعنى مع السلاسة و الرقّة. و له أبيات سائرة منها:

و من لم يمت بالسيف مات بغيره... تنوّعت الأسباب و الموت واحد

و ابن نباتة السّعديّ مصنّف له كتاب المفاوضة.

مختارات من شعره:

- قال ابن نباتة السعديّ في الدنيا و لذّاتها:

و دار يغرّ بها أهلها... غرور المحبّ بطيف الحلم

تأمّلها يقظة من كرى... و لذّتها راحة من ألم

عناء الحياة و روح الوفاة...  تقارب وجدانها و العدم

- و قال في دلالة المظاهر على الحقائق:

و هل ينفع الفتيان حسن وجوههم... إذا كانت الأعراض غير حسان

فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى... فما كلّ مصقول الحديد يمان

- و قال ينسب بسعدى و يذكر نواحي الشام ثم يعطف على وصف الخمر:

أشتاق غوطة داريّا، و يعجبني... على افتقاري أن تغنى مغانيها

لهفي على شربة من ماء جوسية... و نظرة يدرك الجولان رائيها (1)

و نفحة من صبا لبنان خالصة... تميت غلّة نفس أو تداويها

يا دهر، لاغفلات العيش عائدة... و لا الشباب الذي أبليته فيها

عسى السيوف تقاضي ما مطلت بها... فقد رضيت بما تقضي قواضيها

إن كنت تمنع سعدى من مطالبها... فلست تمنع سعدى من تمنّيها

للّه نغمة أوتار و مسمعة... باتت تدلّ على شوقي أغانيها

و قهوة كشعاع الشمس طالعة... أفنيت بالمزج فيها ريق ساقيها

لو كنت أخضع في الدنيا لنائبة... خضعت من هجرها أو من تجنّيها

تستعذب الدمع عيني في محبّتها... كأنّ ما تمتريه العين من فيها (2)

___________________

1) داريا: بلدة ذات أعناب و فاكهة جنوب دمشق. المغاني: الاماكن المسكونة. جوسية: قرية من قرى حمص. الجولان (بفتح الجيم) : منطقة في حوران.

2) امترى الماء: استحله، استخرجه. من فيها: من فمها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.