يجب الغسل على من غسل ميتا‌ عند أكثر علمائنا (1) ـ وهو القول القديم للشافعي ، وهو منقول عن علي عليه السلام ، وأبي هريرة (2) ـ لأن  النبي صلى الله عليه وآله قال : ( من غسل ميتا فليغتسل ، ومن مسه فليتوضأ ) (3).

ولما مات أبو طالب ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بغسله ، فلما غسله ، ودفنه رجع إلى  النبي صلى الله عليه وآله وأخبره فقال : ( اذهب واغتسل ) (4).

ومن طريق الخاصة قول  الصادق عليه السلام : « من غسل ميتا فليغتسل » (5).

وحكي عن أبي حنيفة ، والمزني : أنه ليس بمشروع (6). وقال السيد المرتضى (7) وابن عمر ، وابن عباس ، وعائشة ، والفقهاء : مالك ، وأصحاب الرأي ، وأحمد ، وإسحاق ، والشافعي في القول الثاني : إنه مستحب للأصل (8). والاحتياط يعارضه.

__________________

(1) منهم : المفيد في المقنعة : 6 ، والصدوق في الفقيه 1 : 87 ، والشيخ الطوسي في النهاية : 35 ، والمبسوط 1 : 179 ، وابن إدريس في السرائر : 32 ، والمحقق في المعتبر : 96.

(2) المجموع 5 : 185 ـ 186.

(3) سنن أبي داود 3 : 201 ـ 3161 ، سنن ابن ماجة 1 : 470 ـ 1463 ، سنن البيهقي 1 : 300 ـ 304.

(4) سنن البيهقي 1 : 305.

(5) الكافي 3 : 160 ـ 1 ، التهذيب 1 : 108 ـ 283 ، الاستبصار 1 : 99 ـ 321.

(6) المجموع 5 : 185.

(7) حكاه عنه المحقق في المعتبر : 96.

(8) المجموع 5 : 185 و 186 و 2 : 203 ، بلغة السالك 1 : 195 ، المغني 1 : 243 ، الشرح الكبير 1 : 243 ، البحر الرائق 1 : 66.