أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2015
4533
التاريخ: 26-7-2022
1669
التاريخ: 25-09-2014
5248
التاريخ: 25-09-2014
12932
|
قال تعالى : {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [يونس : 31]
تتحدّث هذه الاية عن تدبير الأمر بدلًا من استخدام كلمة (الربّ) وهو مفهوم شبيه بالربوبية ، وليس عينه تماماً ، فتخاطب النبي صلى الله عليه و آله: {قُلْ مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالْأَرضِ}.
مَن الذي سخّر لكم نور الشمس الضروري لوجودكم والأمطار التي تنزل من السماء لتهب الحياة في كلّ مكان والهواء الذي تتنفسونه فيمنحكم طراوة ولطافة؟
وهكذا النباتات التي تنبت في الأرض ، وتوفّر المواد الغذائية والفواكه اللذيذة والمعادن الثمينة التي تستخرجونها من باطن الأرض ، من الذي أعطاها لكم؟ هل هذه الأرزاق من الأصنام؟!
ثمّ تذكر الآية جسم الإنسان وتشير إلى مجموعتين من أهمّ أعضائه بعنوان الطريق الأصلي في ارتباط الإنسان مع العالم الخارجي والمبدأ الأساس للعلوم والأفكار حيث تقول : {أَمَّن يَملِكُ السَّمعَ والابصَارَ} ، ثمّ تتناول أهمّ ظاهرة في عالم الخلقة وهي قضيّة الحياة والموت وتقول: {وَمَن يُخرِجُ الحَىَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِ} ، فهل هذا من فعل الأصنام أيضاً؟!
والآية في آخرها بعد ذكر المسائل المهمّة الثلاث (الأرزاق السماوية والأرضية ، السمع والبصر ، الحياة والموت) تذكر القضيّة بصورة كليّة وجامعة وتقول : {ومَنْ يُدَبِّرُ الْامرَ}.
ومن المسلّم به أنّهم لو راجعوا عقولهم وضمائرهم لم يكن لهم جواب إلّاأنْ يقولوا اللَّه:
{فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}.
ثمّ تقول الآية خذ من هذا الجواب مستمسكاً وقل: {أَفَلَا تَتَّقُونَ}.
إنّ جميع الأرزاق المعنوية والماديّة للإنسان وتدبير العالم كلّه قد اجتمعت في الحقيقة في هذه الآية ، فإنّ الأرزاق الماديّة إمّا تكون من السماء أو من الأرض ، والأرزاق المعنوية عادةً تكون عن طريق البصر والسمع اللذين ينقلان العلوم الحسّية والعقلية والنقلية إلى الإنسان ، وتدبير العالم يشمل هذه كلّها وغيرها ، فمن يستطيع أن يدّعي أنّ العباد الضعفاء أو الموجودات الحقيرة كالأصنام هي الخالقة لهذه الأرزاق والمدبّرة لهذه الامور؟ إنَّ توحيد الربوبية ليس قضيّة معقّدة حتّى بالنسبة لعبّاد الأصنام فيما لو فكّروا قليلًا.
والتعبير ب (يملك السمع والأبصار) يمكن أن يكون إشارة إلى خلقها أو حفظ نظامها وتدبيرها أو هذه الامور كلّها.
من مجموع الآيات المذكورة والآيات المشابهة لها في القرآن الكريم وهي كثيرة وواسعة نحصل على هذه الحقيقة ، وهي أنّ القرآن الكريم يعرّف اللَّه القادر المتعال بأنّه هو المالك والمربّي والمدير والمدبّر لعالم الوجود كلّه وكلّ شيء ، وكلّ موجود في السماء والأرض والعرش والكرسي والبشر في الزمان الحاضر والماضي ، ونقول بصراحة لا ربّ لعالم الوجود غيره.
___________________________
(1) «اللَّه» منصوب لأنّه بدل من «أحسن الخالقين» في الآية السابقة وقال بعض إنّه عطف بيان.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|