أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014
5256
التاريخ: 28-5-2022
2036
التاريخ: 17-12-2015
6565
التاريخ: 24-11-2014
4904
|
قال تعالى : {الْحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} (الفاتحة/ 2).
إنَّ الآية التي نردّدها صباحاً ومساءً تقول : {الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} قد تكرّرت في سور قرآنية عديدة من قبل العباد أو من قبل اللَّه تعالى ، وتكون تارة مرتبطة بالدنيا ، واخرى بيوم القيامة «1».
هذه الآية تتضمّن في الحقيقة استدلالًا لطيفاً على أنّ اللَّه عزّ وجلّ أهل لكلّ حمدٍ وثناء ، لأنّه المربّي الحقيقي للعالمين أجمعين ، فهو الخالق وهو الرازق وهو المالك وهو المربّي وهو المدير والمدبّر وهو المرشد والمعلّم والهادي ، والملاحظ أنّ (الحمد) استعمل كجنس يشمل كلّ أنواع الثناء ، و (العالمين) كذلك ، فانّه جاء على هيئة الجمع المحلّى بالألف واللام فانّه يشمل موجودات العالم كلّها من عقلاء وغير عقلاء ماديّة وغير مادّية (واستعمالها بصورة الجمع العاقل فانّه من باب التغليب) «2».
وعليه إنّ ما يقوم به الآخرون من تعليم وتربية وإنعام في زاوية من العالم فإنّ ذلك قبس من فيضه سبحانه ، ومن كان مالكاً فإنّ ذلك شعاع من مالكيته المطلقة ، ولذا علينا قبل أن نشكر عباده ونحمدهم ونثني عليهم يجب أن نحمد اللَّه ونشكر ذاته المقدّسة.
والفخر الرازي يقدّم شرحاً إجمالياً لِنِعَم اللَّه نظراً إلى أنّ الحمد والثناء يكون إزاء النعمة ويقول: «... ثمّ أنّ أصحاب التشريح وجدوا قريباً من 5 آلاف نوع من المنافع والمصالح التي ذكرها اللَّه عزّوجلّ بحكمته في تخليق بدن الإنسان ثمّ إنّ من وقف على هذه الأصناف المذكورة في كتب التشريح عرف أنّ نسبة هذا القدر المعلوم المذكور إلى ما لم يعلم وما لم يذكر كالقطرة في البحر المحيط» ثمّ يذكر آثار الربوبية في بقيّة أنحاء العالم ، ويقول: «إنّ هذا المجموع «مجموع نعم اللَّه» مشتمل على ألف ألف مسألة أو أكثر أو أقلّ ، ثمّ إنّه تعالى نبّه على أنّ أكثرها مخلوق لمنفعة الإنسان أو كما قال تعالى :{وَسَخَّرَ لَكُم مَا فِى السَّمَاواتِ وَمَا فِى الأَرْضِ}(الجاثية/ 13) .
وحينئذ يظهر أنّ قوله جلّ جلاله «الحمد للَّه» مشتمل على ألف ألف مسألة أو أكثر أو أقلّ» «3».
المفسِّر المذكور تحدّث طبعاً في إطار العلوم السائدة في عصره ، وبملاحظة الإكتشافات الحاصلة في عصرنا في المجالات العلمية المختلفة يتّضح صغر وتفاهة هذه الأرقام والأعداد ، ففي جسم الإنسان وحده 10 ملايين مليار خليّة! كلّ خليّة منها تعدّ من خَدَمه ومشمولة بربوبية الخالق سبحانه وتستلزم الشكر والحمد ، ولو أراد الإنسان أن يعدّ هذه الخلايا ليلًا ونهاراً فضلًا عن حمدها والثناء عليها لاحتاج إلى 300 ألف سنة!
______________________________
(2) الأنعام ، 10.
(2) لهذا فانّه حينما وصف موسى عليه السلام اللَّه تعالى أمام فرعون بأنّه (ربّ العالمين) سأل فرعون: ومن ربّ العالمين؟ فأجاب موسى: ربّ السماوات والأرض وما بينهما.
(3) تفسير الكبير ، ج 1 ، ص 6.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|