يجوز الدفن ليلا‌ ، وهو قول عامة أهل العلم ، لأن ابن مسعود روى أن النبي صلى الله عليه وآله في غزاة تبوك ـ وهو في قبر ذي النجادين ـ قال لأبي بكر ، وعمر : ( أدنيا مني أخاكما حتى أسنده في لحده ) ثم قال لما فرغ من دفنه وقام على قبره مستقبل القبلة : ( اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه ) (1) وكان ذلك ليلا ، ودفن  علي عليه السلام ، وفاطمة عليها السلام ، وأبو بكر وعثمان ، وعائشة ليلا (2) ، ولأنه أحد الزمانين فجاز الدفن فيه كالنهار.

وقال الحسن البصري : إنه مكروه ـ وهو رواية عن أحمد (3) ـ لأن النبي صلى الله عليه وآله زجر أن يقبر الرجل بالليل إلى أن يضطر إنسان إلى ذلك (4) ، وهو يعطي المرجوحية ، لأن النهار أسهل على مشيعي الجنازة ، وأكثر للمصلين ، وأمكن لاتباع السنة في دفنه والحادة.

__________________

(1) أسد الغابة 3 : 123 ، مجمع الزوائد 3 : 43 نقلا عن الطبراني في الأوسط ، المغني 2 : 417 نقلا عن الخلال في جامعه.

(2) صحيح البخاري 2 : 113 ، مصنف ابن أبي شيبة 3 : 346.

(3) المغني 2 : 417 ، المجموع 5 : 302.

(4) سنن ابن ماجة 1 : 487 ـ 1521 ، سنن البيهقي 4 : 32 ، مستدرك الحاكم 1 : 369.