أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-04
302
التاريخ: 10-12-2015
12214
التاريخ: 10-12-2015
15096
التاريخ: 10-12-2015
16150
|
مقا- عذب : أصل صحيح لكنّ كلماته لا تكاد تنقاس ولا يمكن جمعها الى شيء واحد. فمن الباب عذب الماء يعذب عذوبة ، فهو عذب : طيّب. وأعذب القوم إذا عذب ماؤهم. واستعذبوا إذا استقوا وشربوا عذبا. وباب آخر لا يشبه الذي قبله ، يقال عذب الحمار يعذب عذبا وعذوبا ، فهو عاذب وعذوب : لا يأكل من شدّة العطش. ويقال أعذب عن الشيء إذا لها عنه وتركه. ويقال للفرس وغيره عذوب إذا بات لا يأكل شيئا ولا يشرب. لأنّه ممتنع من ذلك. وباب آخر لا يشبه الذي قبله :
العذوب الذي ليس بينه وبين السماء ستر ، وكذلك العازب. وحكى الخليل : عذّبته تعذيبا أي فطمته ، وهذا من باب الامتناع من المأكل والمشرب. وباب آخر لا يشبه الذي قبله : العذاب ، يقال : عذّب تعذيبا ، وناس يقولو ن أصل العذاب : الضرب ، ثمّ استعير ذلك في كلّ شدّة. وباب آخر- يقال لطرف السوط عذبة.
مصبا- عذب الماء عذوبة : ساغ مشربه ، فهو عذب. واستعذبته رأيته عذبا ، وجمعه عذاب. وعذّبته تعذيبا : عاقبته ، والاسم العذاب. وأصله في كلام العرب : الضرب ، ثمّ استعمل في كلّ عقوبة مؤلمة ، واستعير للأمور الشاقّة ، فقيل السفر قطعة من العذاب. وعذبة اللسان : طرفه ، والجمع عذبات. ويقال لا يكون النطق الّا بعذبة اللسان. وعذبة الشجر : غصنها.
مفر- عذب : ماء عذب : طيّب بارد ، وأعذب القوم : صار لهم ماء عذب ، والعذاب : هو الايجاع الشديد. وقد عذّبه تعذيبا أكثر حبسه في العذاب. واختلف في أصله : فقال بعضهم : هو من قولهم عذب الرجل إذا ترك المأكل والنوم ، فهو عاذب وعذوب ، فالتعذيب في الأصل هو حمل الإنسان أن يعذب أي يجوع ويسهر. وقيل أصله من العذب ، فعذّبته أي أزلت عذب حياته ، على بناء مرّضته. وقيل هو من قولهم ماء عذب إذا كان فيه قذى وكدر ، فيكون عذّبته كقولك كدّرت عيشه. وعذبة السوط واللسان والشجر : أطرافها.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يلائم الطبع ويقتضيه الحال. كما في الماء العذب. ومن الباب العذاب ، والألف يدلّ على الامتداد ، ويستعمل في المكروه والعقوبة الّتي يقتضيها حال الرجل وتلائم حالتها الباطنيّة الكدرة.
وأمّا السريرة النورانيّة المؤمنة : فلا تجزى الّا بما هو أحسن من حالتها ، ولا تثاب الّا بأفضل ممّا تستحقّها ، فضلا من ربّ رحيم كريم.
{لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 38].
{ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [فاطر: 30].
وهذا أو ل عقوبة وابتلاء للكافرين حيث إنّهم حرموا من فضل ربّهم ، ثمّ عوقبوا بما تقتضيه سريرتهم الخبيثة الظالمة ويذكر مادّة العذاب في القرآن الكريم في مورد العقوبة ، قريبا من 370 موضعا ، اشارة الى عدل ولطف من الربّ الكريم ، فانّه لا يجزى المسيئين الّا بمقدار استحقاقهم ، ولا يعاقبهم الّا بما تقتضيه سريرتهم.
فيظهر لطف التعبير بالكلمة في مقام مجازات المسيئين : فانّ اللّه تعالى لا يجازيهم بعقوبة شديدة مغايرة عنهم وعن سيّئاتهم ، بل بما يرتبط بأعمالهم وتقتضيه حالاتهم وسريرتهم ، فكأنّهم يطلبونه بلسان حالهم.
وبمناسبة مفهو م العذب : تستعمل في الطيب والمساغ والبرد.
وبمناسبة مفهو م العذاب : تستعمل في الايجاع والشدّة والضرب والعقاب والحبس ونظائرها.
وأمّا قولهم عذب أي لم يأكل من شدّة العطش : يراد أنّ هذه حالة تلائم طبعها وتقتضيها جريان عطشها المكنون فيه. وأثرها الامتناع من الأكل. ويقرب منه الترك والكفّ والانتهاء. فيلاحظ في كلّ منها التطابق بين الحالة والطبيعة الفعليّة ، لا مطلق هذه المفاهيم وتلاحظ هذه الحيثيّة في مفهو م الطرف من كلّ شيء فيه حدّة بحسب اقتضاء طبعه. وفقدان الستر : رجوع الى الحالة الطبيعيّة.
فالعذاب في نفسه ليس فيه دلالة على حدّة وشدّة ، بل هو على اقتضاء الطبيعة وبما يلائمها ويوافقها ، وعلى هذا يتّصف بصفات- الأليم ، العظيم ، الأكبر ، المهين ، الشديد ، المقيم ، الحريق ، السيّئ ، وغيرها ممّا يقتضيه الحال والمقام- عذاب أليم ، عذاب مقيم.
ومع هذا : فإجراء العذاب أيضا بيده تعالى :
{ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 129].
{ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } [العنكبوت: 21].
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ } [الأحزاب: 24].
{ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156].
فالعذاب بمقتضى طبيعة المسيء وعلى ما يلائمها ، كما أنّ الرحمة بمقتضى صفاته الذاتيّة عزّ وجلّ.
فظهر أنّ العذاب هو ما يوجد أثرا للعمل وعلى اقتضائه ، فما دام الإنسان حيّا :
يتمكّن من دفع العذاب عن نفسه ، بصلاح العمل وحسن النيّة ومراقبة النفس والتقوى ، وإذا مات انقضى الأجل :
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99].
{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 58].
______________________
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|