أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-15
882
التاريخ: 15-12-2015
1021
التاريخ: 23-11-2014
2432
التاريخ: 6-4-2016
1785
|
قال تعالى : {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف : 29]
عبّرت مجموعة من الآيات عن يوم القيامة ب «العود» ورجوع البشر، والمراد هنا هو العود إلى الحياة مرّة اخرى، كما جاء في الآية [السابقة].
وسنرى- بإذن اللَّه- من خلال البحث عن أدلة المعاد أنّ هذه الجملة أقصر وبنفس الوقت أوضح دليل على إمكان المعاد، إذ تجعل امكان الخلق ابتداءً دليلًا على إمكان الخلق مرّة أُخرى.
ومن الملفت للنظر أنّ التعبير ب «العود» جاء على لسان المشركين وجاحدي المعاد أيضاً :
{فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَّرةٍ} (الاسراء/ 51).
والتعبير ب «المعاد» اخِذَ من هنا أيضاً، بالطبع أنّ هذا التعبير دليل واضح على مسألة المعاد الجسماني، وذلك لأنّ الروح لا معاد لها، بل إنّها تحافظ على بقائها حتى ما بعد الموت، والذي يعاد في يوم القيامة هي الحياة الجسمانية للجسم، حيث تحل الروح بالجسم ثانية.
والنقطة المهمّة التي تجب الإشارة إليها هي أنّ التشبيه هنا طبقاً للتفسير الوارد في آية بحثنا هذه هو تشبيه لأصل العود إلى الحياة (أتى بهذا التفسير المرحوم الطبرسي في أول كلامه عن هذه الآية، وورد هذا التفسير في روح البيان أيضاً).
ولكن عدداً من المفسرين من بينهم الفخر الرازي في «التفسير الكبير» والعلّامة الطباطبائي في «الميزان» وصاحب المنار في تفسيره وآخرون قالوا : إنّ التشبيه هنا بالنحو التالي، وهو أنّ اللَّه خلق الناس في البداية على فريقين : فريق مؤمن وفريق كافر (انتخب فريق طريق الهداية تحت ظل هداية الأنبياء، وانتخب الآخر طريق الضلالة تحت تأثير وساوس الشيطان) وفي يوم القيامة أيضاً يحشرهُم على شكل فريقين : فريق مؤمن سعيد وفريق كافر شقي مستشهدين بالآية التالية : {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}(الاعراف/ 30).
والأعجب من ذلك هو أنّ الفخر الرازي جعل هذه الآية دليلًا على الجبر في السعادة والشقاء الذاتيين!
بينما لو دقّقنا النظر في آيات القرآن الأخرى المشابهة لهذه الآية لوجدنا أنّ التشبيه إنّما هو في مسألة الهداية بعد الموت لا في الهداية والضلالة الحاصلين في الدنيا، جاء في قوله تعالى : {اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِليهِ تُرْجَعُونَ} (الروم/ 11).
وفي الآية (27) من نفس السورة قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}. (الروم/ 27)
وهناك آيات اخرى أيضاً تُعطي نفس هذا المعنى (سورة يونس/ 4، النمل/ 64، العنكبوت/ 19).
ومن الممكن أن يقال هنا أن تفسير الآية بمسألة السعادة والشقاء هو الوارد في التفسير المنقول عن علي بن إبراهيم عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام حيث قال : «خَلَقَهُمْ حِينَ خَلَقَهُمْ مؤمناً وكافراً وسعيداً وشقياً وكذلك يعودون يومَ القيامة مُهتدياً وضالًا ...» «1».
ولكن لا شك في كون هذا الحديث من المتشابه، وراوية «أبو الجارود» وهو «زياد بن المنذر» وهو مذموم بشدّة في كتب الرجال حتى أنّ البعض اطلقوا عليه اسم «سَرْحُوب» وهو أحد أسماء الشيطان وفي بعض الروايات عُدَّ كذاباً وكافراً، وينسبون إليه تأسيس الفرقة «الجارودية» المنحرفة وهي (فرقة من الزيدية).
وعلى هذا فالتفسير الأول هو الصحيح.
________________________
(1) تفسير القمي، ج 1، ص 226؛ وتفسير نور الثقلين، ج 2، ص 18.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|