المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



المعاد من معان القيامة في القران الكريم  
  
1077   12:56 صباحاً   التاريخ: 15-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج5, ص28-30.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / المعاد /

قال تعالى : {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف : 29]

عبّرت مجموعة ‏ من الآيات عن يوم القيامة ب «العود» ورجوع البشر، والمراد هنا هو العود إلى‏ الحياة مرّة اخرى‏، كما جاء في الآية  [السابقة].

وسنرى‏- بإذن اللَّه- من خلال البحث عن أدلة المعاد أنّ هذه الجملة أقصر وبنفس الوقت أوضح دليل على‏ إمكان المعاد، إذ تجعل امكان الخلق ابتداءً دليلًا على‏ إمكان الخلق مرّة أُخرى‏.

ومن الملفت للنظر أنّ التعبير ب «العود» جاء على‏ لسان المشركين وجاحدي المعاد أيضاً :

{فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَّرةٍ} (الاسراء/ 51).

والتعبير ب «المعاد» اخِذَ من هنا أيضاً، بالطبع أنّ هذا التعبير دليل واضح على‏ مسألة المعاد الجسماني، وذلك لأنّ الروح لا معاد لها، بل إنّها تحافظ على‏ بقائها حتى‏ ما بعد الموت، والذي يعاد في يوم القيامة هي الحياة الجسمانية للجسم، حيث تحل الروح بالجسم ثانية.

والنقطة المهمّة التي تجب الإشارة إليها هي أنّ التشبيه هنا طبقاً للتفسير الوارد في آية بحثنا هذه هو تشبيه لأصل العود إلى‏ الحياة (أتى‏ بهذا التفسير المرحوم الطبرسي في أول كلامه عن هذه الآية، وورد هذا التفسير في روح البيان أيضاً).

ولكن عدداً من المفسرين من بينهم الفخر الرازي في «التفسير الكبير» والعلّامة الطباطبائي في «الميزان» وصاحب المنار في تفسيره وآخرون قالوا : إنّ التشبيه هنا بالنحو التالي، وهو أنّ اللَّه خلق الناس في البداية على‏ فريقين : فريق مؤمن وفريق كافر (انتخب فريق طريق الهداية تحت ظل هداية الأنبياء، وانتخب الآخر طريق الضلالة تحت تأثير وساوس الشيطان) وفي يوم القيامة أيضاً يحشرهُم على‏ شكل فريقين : فريق مؤمن سعيد وفريق كافر شقي مستشهدين بالآية التالية : {فَرِيقاً هَدَى‏ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}(الاعراف/ 30).

والأعجب من ذلك هو أنّ الفخر الرازي جعل هذه الآية دليلًا على‏ الجبر في السعادة والشقاء الذاتيين!

بينما لو دقّقنا النظر في آيات القرآن الأخرى‏ المشابهة لهذه الآية لوجدنا أنّ التشبيه إنّما هو في مسألة الهداية بعد الموت لا في الهداية والضلالة الحاصلين في الدنيا، جاء في قوله تعالى‏ : {اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِليهِ تُرْجَعُونَ} (الروم/ 11).

وفي الآية (27) من نفس السورة قال تعالى‏ : {وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}. (الروم/ 27)

وهناك آيات اخرى‏ أيضاً تُعطي نفس هذا المعنى‏ (سورة يونس/ 4، النمل/ 64، العنكبوت/ 19).

ومن الممكن أن يقال هنا أن تفسير الآية بمسألة السعادة والشقاء هو الوارد في التفسير المنقول عن علي بن إبراهيم عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام حيث قال : «خَلَقَهُمْ حِينَ خَلَقَهُمْ مؤمناً وكافراً وسعيداً وشقياً وكذلك يعودون يومَ القيامة مُهتدياً وضالًا ...» «1».

ولكن لا شك في كون هذا الحديث من المتشابه، وراوية «أبو الجارود» وهو «زياد بن المنذر» وهو مذموم بشدّة في كتب الرجال حتى‏ أنّ البعض اطلقوا عليه اسم «سَرْحُوب» وهو أحد أسماء الشيطان وفي بعض الروايات عُدَّ كذاباً وكافراً، وينسبون إليه تأسيس الفرقة «الجارودية» المنحرفة وهي (فرقة من الزيدية).

وعلى‏ هذا فالتفسير الأول هو الصحيح.

________________________

(1) تفسير القمي، ج 1، ص 226؛ وتفسير نور الثقلين، ج 2، ص 18.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .