أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2016
7299
التاريخ: 3-06-2015
2974
التاريخ: 10-12-2015
10830
التاريخ: 9-12-2015
8204
|
مصبا- لجّ في الأمر لحجا من باب تعب ولجاجا ولجاجة ، فهو لجوج ، ولجوجة مبالغة : إذا لازم الشيء وواظبه ، ومن باب ضرب لغة ، والتجّت الأصوات : اختلطت ، والفاعل ملتج ، ولجة الماء : معظمه. وتلجلج في صدره : تردّد.
مقا- لجّ : أصل صحيح يدلّ على تردّد الشيء بعضه على بعض ، وترديد الشيء ، ومن ذلك اللجاج ، يقال لجّ يلجّ ، وقد لججت على فعلت لججا ولجاجا. ومن الباب لجّ البحر وهو قاموسه ، وكذلك لجّته ، لأنّه يتردّ بعضه على بعض ، يقال التجّ البحر التجاجا. والسيف يسمّى لجّا ، وإنّما هذا على التشبيه ، كأنّه فخّم أمره فشبّه بلجّ البحر. ويقال لجلج الرجل المضغة في فيه : إذا ردّدها.
مفر- اللجاج : التمادي والعناد في تعاطى الفعل المزجور عنه ، وقد لجّ في الأمر لجاجا. ومنه لجية الصوت أي تردّده ، ولجّة البحر بالضمّ تردّد أمواجه ، ولجة الليل تردّد ظلامه ، قال في بحر لجّيّ منسوب الى لجّة البحر ، واللجلجة : التردّد في الكلام وفي ابتلاع الطعام. وقيل : الحقّ أبلج والباطل لجلج ، أي لا يستقيم في قول قائله وفي فعل فاعله بل يتردّد فيه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تكرار عمل وإدامته في مورد لا يوافق ميل من يقابله ، ويكون مخالفا لميله.
وأمّا مفاهيم العناد ، الملازمة ، المواظبة ، الاختلاط ، العظم ، التردّد : فمن لوازم الأصل ، ولا بدّ من لحاظ القيدين.
ومن مصاديقه : إدامة عمل بعد النهى عنه. وتكرير الكلام بعد انزجار المستمع. والتداوم في تموّج البحر في قبال الحاضرين. وتردّد الباطل في قبال الحقّ. وهكذا في مضغ الطعام في الفم خلافا لمن حضر عنده. واختلاف الأصوات المتنوعة متداوما في قبال السامع. وحركة السيف وتموّجه في صفوف المحاربة في قبال الأعداء. وتموّج الظلام في الليل للناظر.
فظهر أنّ اللجّة فعلة كاللقمة بمعنى ما يلجّ به ، أي ما يكون فيه تكرّر عمل ، كالتموّج في الماء وفي الظلمة للهواء ، وفي السيف.
وليس بمعنى ذي العمق أو المعظم أو غيرهما.
{وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ} [المؤمنون : 75]. {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } [الملك : 21] أي أداموا وكرّروا أعمالهم المخالفة في مراحل الطغيان والعتوّ.
فاللجاج يلازم تكرّر الخلاف والعصيان فيما يرتبط بالوظائف ، وهذه الصفة تكشف عن وجود العجب في النفس ، وفقدان معاني الاطاعة والتسليم والخضوع في قبال الحقّ.
{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً} [النمل : 44]. { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ } [النور : 40] يراد ظهور تموّج في الماء كرّة بعد كرّة ، وهذا في قبال الماء الراكد الساكن. ويدلّ على هذا المعنى في الآيتين امور :
1- أنّ اللّجة إذا كانت بمعنى العميق أو المعظم : يخالفه قوله تعالى- وكشفت عن ساقيها ، فانّ كشف الساق والتهيّؤ للورود فيها يدلّ على كونه غير عميق.
2- وقوع اللجّة في الصرح يكشف عن فقدان العمق.
3- إذا كان اللجّيّ بمعنى العميق والعظيم : فلا يزداد خصوصية في مفهوم البحر ، فانّ البحر هو الماء الكثير في أرض متّسعة.
4- إذا كان المراد عمق البحر وكثرة مائه : فلا يوجب ظلمة زائدة في موضوع البحريّة ، بخلاف الاضطراب والتموّج فيه ، ولا سيّما أنّ النظر في الظلمات الى جهة الوحشة والدهشة والشدّة ، وإذا كان البحر في نفسه متموّجا غير مطمئنّ : يزيد في الاضطراب والشدّة ، والجملة ما بعده (يغشاه موج من فوقه موج) تفسير له ، فانّ الغشي هو الاستيلاء مع الحلول ، فيكون ذلك في متن البحر ، والموج الثانوىّ من فوقه يكون في سطح الماء.
فهذه الظلمات مادّيّة محسوسة متحصّلة من الشدّة والاضطراب والدهشة الحاصلة من هذه التموّجات بعضها فوق بعض.
فأعمال الكافرين كظلمات من هذه التموّجات المحسوسة ، متحصّلة من الكدورات الباطنيّة ، ويعلوها كدورات من أعمال السوء - يغشاه موج من فوقه موج ، ومتن هذه التموّجات المنكدرة هو الأفكار والاعتقادات الفاسدة.
_____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|