أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2022
1849
التاريخ: 20-10-2014
3433
التاريخ: 3-1-2016
21497
التاريخ: 12-4-2022
1979
|
مقا- كره : أصل صحيح واحد يدلّ على خلاف الرضا والمحبّة. يقال كرهت الشيء أكرهه كرها. والكره الاسم. ويقال : بل الكره : المشقّة ، والكره : أن تكلّف الشيء فتعمله كارها ، ويقال من الكره الكراهية والكراهيّة. والكريهة : الشدّة في الحرب ، ويقولون : إنّ الكره : الجمل الشديد الرأس.
مصبا- كره الأمر والمنظر كراهة ، فهو كريه ، مثل قبح قباحة ، فهو قبيح ، وزنا ومعنى. وكرهته أكرهه من باب تعب كرها بضم الكاف وفتحها : ضدّ أحببته ، فهو مكروه. والكره بالفتح : المشقّة ، وبالضّمّ : القهر. وقيل بالفتح : الإكراه ، وبالضمّ : المشقّة. وأكرهته على الأمر إكراها : حملته عليه قهرا ، يقال فعلته كرها أي إكراها ، وعليه قوله تعالى- {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [التوبة : 53] *- فقابل بين الضدّين.
صحا- كرهت الشيء ، فهو شيء كريه ومكروه. وذو الكريهة : السيف الماضي في الضريبة. وأقامني فلان على كره : إذا أكرهك عليه. وكرّهت اليه الشيء تكريها : نقيض حبّيته اليه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الإرادة ، والإرادة هو طلب مع الاختيار والانتخاب ، وقلنا في الرود : إنّ الكراهة إنّما تتحصّل في أثر الحدود والقيود ، وكلّما قلّ الحدّ قلّ وضعف الكراهة ، وقوى الإرادة والاختيار ، الى أن ينتهى الى إرادة مطلق ليس فيه كراهة وجبر وقهر وقيد.
والمحدوديّة الموجبة لتحقّق الكراهة ، إن كانت بحدود عارضة خارجيّة : يكون الشخص مكرها بصيغة المفعول. وإن كانت في وجوده وبأمور طبيعيّة عامّة : فهو كاره.
والكراهة امر نسبىّ له مراتب ، وبمقدار الاختيار وسعة الإرادة يتعلّق التكليف ، وهذا معنى قوله تعالى :
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286] وهذا حقيقة - لا جبر ولا تفويض بل الأمر بين الأمرين.
ومن المحدوديّة ما تتحصل بالاعتقاد : كما في :
{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33] أو من جهة الصفات النفسانيّة : كما في :
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 14] أو في الأعمال : كما في : {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33] أو بلحاظ الحدود الطبيعيّة : كما في :
{فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت : 11] يراد الكراهة باقتضاء ما لهم من الخصوصيّات الطبيعيّة.
فالمحدوديّة والتقيّد بأيّ سبب يكون وفي أي جهة يوجد ، في تكوين أو تشريع ، في مادّىّ أو معنويّ ، في جهة داخليّة أو خارجيّة : يوجب التضيّق والمحدوديّة في دائرة العمل ، وهذا هو معنى تحقّق الكراهة وسلب الاختيار بهذه النسبة.
وتحقّق هذه الكراهة والمحدودية في العبد : ينتج أمورا :
1- إنّ العبد بمقتضى هذه المحدوديّة الذاتيّة والعارضة : يكون نظره وفكره وتشخيصه وتدبيره محدودا ، ولا يستطيع أن يعرف الأمور إلّا بمقدار سعة وجوده ونفوذ علمه ودائرة إمكاناته.
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [البقرة : 216]. {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء : 19]
2- إنّ اللّه تعالى ينفذ حكمه التامّ ، ويحكم بمقتضى علمه المحيط ، ويدبّر ويقدّر على ما هو الحقّ القاطع ، ولا يمنع عن إجراء حكمه أيّ مانع وأيّ كراهة وخلاف وجهل وكفر.
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } [الأنفال : 8]. {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف : 8]. {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33].
3- للعبد أن يرضى بما يحكم ويقدّر ربّه ، ولا يتوجّه الى كراهة في نفسه ، فانّ اللّه تعالى هو المحيط العالم بعواقب الأمور ، ولا يحكم إلّا بمقتضى علمه بالصلاح والخير ، ولا يريد إلّا عدلا وحقّا.
هذا مع أنّ كراهته وخلافه لا أثر له في قبال حكم اللّه القاطع وتدبيره اللازم.
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا } [الرعد : 15] مضافا الى أنّ كراهة العبد وخلافه وعدم وفاقه قضاءه وتقديره : يوجب سخط اللّه وسلب رحمته وفضله.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد : 9]. {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد : 28].
4- وللعبيد أن يتوجّهوا بدقيق النظر إذا كرهوا أمرا ، الى منشأ هذه الكراهة من محدوديّة مخصوصة توجبها ، هل هو الجهل ، أو ما يقتضيه جريان الأمور المادّية الطبيعيّة ، أو بسبب أعمالهم وذنوبهم وسيّئات أخلاقهم وانحراف أفكارهم وعقائدهم المظلمة ، أو بغيرها من الأمور الّتى توجب محدوديّة عليهم ، حتّى ترفع الكراهة برفع منشأها.
وأمّا مفاهيم- المشقّة ، الشديد ، القباحة ، خلاف الرضا والمحبّة : فهي من آثار الأصل ، فانّ من لا يريد ولا يختار شيئا : فهو لا يحبّه قهرا ولا يرضى به ، وهذا الشيء عنده غير مرضىّ وفي قبوله شدّة ومشقّة وتحمّل. فالأصل هو نفى الطلب والاختيار لشيء.
مضافا الى أنّ مفهوم القباحة وخلاف الرضا والمحبّة لا يلائم في بعض الموارد : كما في :
{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا } [الأحقاف : 15]. {اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد : 28] فانّ الامّ لا تبغض الحمل والوضع ، وكذلك إنّهم لا يبغضون رضوان اللّه تعالى ، بل المراد عدم الطلب والاختيار.
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|