أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1416
التاريخ: 16-12-2015
1059
التاريخ: 14-12-2015
1038
التاريخ: 14-12-2015
1201
|
قال تعالى : {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد : 15] .
أنّ مشروبات الجنّة على أنواع وأقسام مختلفة، فمنها يجري في الأنهار (أنهار من لبن وعسل وماء وخمر)، ومنها : مختومة، ومنها ينبع من عيون من سماء الجنّة أو طبقاتها العليا، ومن الواضح أنّ أشرف شراب أهل الجنّة هو الشراب الذي يسمى «تسنيم» وهو خاص بالمقربين.
وورد في تفسير علي بن إبراهيم : «إنّ أشرف شراب أهل الجنّة يأتيهم من أعالي تسنيم وهي عين يشرب بها المقربون، والمقربون آل محمد صلى الله عليه و آله، والمقربون يشربون من تسنيم بحتاً صرفاً وسائر المؤمنين ممزوجاً!» «1».
ويأتي (الشراب الطهور) في الدرجة الثانية، ولقد أشارت إليه سورة الإنسان، الآية 21، بقرينة، أنّه الشراب الوحيد في القرآن الكريم الذي يكون ساقيه هو اللَّه تعالى.
ومن المعلوم أنّ جميع هذه الأوصاف التي نسمعها ونقرأُها ماهي إلّا صورة غير واضحة تتجسم في أذهاننا عن ذلك العالم الكبير، وإلّا فلا يمكن توصيف هذه النعم وهذا الشراب الطهور من قبل سجناء عالم المادة : {فَلا تَعْلَمُ نَفسٌ مَّا اخفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ اعيُنٍ}(السجدّة/ 17).
والطريف أنّ القرآن الكريم عبر بتعابير مختلفة لرفع أي ابهام في مجال الاختلاف الواضح بين الأشربة الدنيوية المكدرة بأنواع الكدورات، والشراب الطهور في الجنّة قال تعالى : {بَيضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} (الصافات/ 46).
لا كمثل شراب الدنيا المر الطعم غير المستساغ الشرب حتى أنّ شاربيه يتجرعونه في بادئ الأمر بكراهة، أمّا شراب الجنّة فهو شراب لذيذ منعش تعقبه نشوة معنوية وروحية غير قابلة للوصف.
ثم يضيف تعالى بقوله : {لَافِيهَا غَولٌ وَلَا هُم عَنهَا يُنزَفُونَ} (الصافات/ 47).
إنّ شراب الدنيا يفسد العقل ويسكر الأبدان بحيث يصبح الجسم من الضعف والوهن فلا يقدر على الحركة وحفظ التوازن.. أمّا أشربة الجنّة فتعمل على تأجيج شعلة العقل والذكاء، وتشد من جاذبية العشق، وتهّي الجسم والروح للتمتع باللذات المعنوية والمادية بشكل أفضل «2».
وقال تعالى في مكان آخر بعد الإشارة إلى بعض من أشربة الجنّة : {لَّا يُصَدَّعُونَ عَنهَا وَلَا يُنزِفُونَ} «3» (الواقعة/ 19).
«يُصَدَّعون» : من مادة (صداع) على وزن (رُباع) وهو الصداع المعروف (أي لا يأخذهم من شربها صداع)، وأصله (صَدْع).
فعندما يتعرض الإنسان إلى صداع شديد فكأنّ رأسه يريد أن يتصدع من شدّة الألم، فتستعمل هذه الكلمة للتعبير عن آلام الرأس الشديدة.
الخلاصة : أنّ خمر الدنيا رديء الطعم.. كريه الرائحة.. يجلب الصداع ويسبّب فقدان الوعي وضعف العقل.. ويسبب الكثير من الأمراض الجسمية والروحية، وقد يعقبه حالة التهوع..
والتقي والآلام المعوية، في حين أنّ خمر الآخرة شراب لذيذ منعش يزيد العقل ويعمل على تربية الجسم والروح وله نشوة روحية ومعنوية غير قابلة للوصف.
_______________________
(1). تفسير علي بن إبراهيم، ج 2، ص 412.
(2). «غَوْل» على وزن «قَوْل» في الأصل بمعنى غالَ : أهلكه وأخذه من حيث لا يدري، وتطلق هذه الكلمة على الفساد الخفي الذي ينفذ في الشيء.
(3). «ينزفون» من مادة «نَزْف» على وزن «حَذْف» بمعنى ذهاب الشي بصورة تدريجية ومنه نزف الدم.. وهذا ما يفعله الشراب الدنيوي في وجود الإنسان، إذ يحطمه تدريجياً.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|