أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
2070
التاريخ: 14-12-2015
1103
التاريخ: 17-12-2015
1741
التاريخ: 14-12-2015
1654
|
قال تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِديِنَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّموَاتُ وَالأَرضُ الَّا مَاشَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (هود/ 106- 107).
طرحت الآية مسألة أبدية العذاب في جهنّم لفئة من أصحاب الجحيم، ولكن بتعبير آخر يمتاز بصراحة أكثر، فتقول : {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُم فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّموَاتُ وَالأَرضُ}، وفي الختام تستثني فتقول : {الَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ انَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}.
(من البديهي أنّ السماء والأرض لن يكون لهما وجود آنذاك، وأنّ السموات والأرض اللتين تتحدث عنهما الآيات القرآنية، تقومان بعد زوال الأرض والسماء الحاليتين، وهما خالدتان إلى الأبد).
قال البعض : إنّ هذا التعبير في اللغة العربية كناية عن الأبدية، إذ يوجد في اللغة العربية الكثير من التعابير المستخدمة بمعنى الأبدية. مثل «مالاح كوكب» أو مثل ما ورد في كلامه عليه السلام حين اعترض عليه الجهلة بسبب تقسيمه بيت المال بالتساوي وكانوا يطمعون في أن يميز بين الناس في العطاء كما كان يفعل الخليفة الثالث ظناً منهم أنّ هذا الاسلوب سيُسهم في تثبيت ركائز حكمه، فقال لهم الإمام عليه السلام : «أتأمُرُنيّ أن اطلب النصر بالجور فيمن وليّت عليه، واللَّه لا أطور به ما سَمَر سمير وما أمَّ نجم في السماء» «1».
و يلاحظ في شتّى اللغات تعابير من أمثال هذه ففيها دلالة على الاستمرارية والدوام والأبدية.
ويبقى هنا سؤال واحد وهو : إن كانت الآية أعلاه تعني أبدية العقوبة فما مفهوم الاستثناء الوارد في نهايتها وهو «إلّا ما شاء ربّك»؟ فالذي يبدو من ظاهر هذا الاستثناء على أقل تقدير هو عدم أبدية العذاب لفئة معينة منهم، بل ويحتمل أيضاً شموله لهم جميعاً، وستكون النتيجة معكوسة في مثل هذه الحالة.
وقد نقل بعض المفسّرين من أمثال المفسّر الكبير المرحوم الطبرسي في مجمع البيان عشرة أوجه لهذا الاستثناء عن علماء التفسير، إلّا أننا تجنّبنا نقلها هنا لضعفها وعدم أهمّيتها (والظاهر أنّ المرحوم الطبرسي لم ينقلها لاقتناعه بها، ولكن من باب ذكر جميع الآراء) ونكتفي بذكر ما يستحق الاهتمام منها فقط وهو :
أوّلًا : إنّ الهدف من ذكر هذا الاستثناء هو تبيان حاكمية اللَّه وقدرته المطلقة ومشيئته الكاملة، فلا تظنوا أنّ هذا الخلود يتحقق بدون إرادته، وإن شاء فهو على كل شيء قدير ولكن إرادته قضت بتخليد هذه الطائفة من أهل جهنّم فيها.
ولهذا ورد نفس هذا التعبير بشأن أهل الجنّة في الآيات السابقة لها، فتقول الآية في نفس الوقت : {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (هود/ 108).
وتُظهر هذه الجملة بوضوح أنّ المقصود من الاستثناء من الأشياء ليس هو قطع العذاب أو النعمة بل لمجرّد تبيان قدرة اللَّه.
وثانياً : إنّ المقصودين بالاستثناء هم الذين لا يستحقّون الخلود في العذاب كالمؤمنين المذنبين الذين يبقون في النّار لمدّة من الزمن، فيتطهرون من ذنوبهم، ومن ثم يذهبون إلى الجنّة، وجملة «إلّا ماشاء اللَّه» هنا تختص بهذه الطائفة، أمّا الكفرة فسيبقون في العذاب (وهم كما يُقال جزء من المستثنى منه لا المستثنى).
ونفس هذا الاعتبار يُطرح أيضاً بشأن أصحاب الجنّة، فهم أيضاً خالدون فيها إلّا المؤمنين المذنبين منهم والذين كانوا سابقاً في جهنّم ثم جاؤا إلى الجنّة.
وعلى كل حال فهذا الاستثناء لا يخلق أيّة مشكلة في دلالة الآية على أبدية العذاب.
_____________________
(1). نهج البلاغة، الخطبة 126.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|