أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
948
التاريخ: 17-12-2015
914
التاريخ: 17-12-2015
874
التاريخ: 17-12-2015
1322
|
التعبيران المذكوران أعلاه يذكّران بجانب آخر من أبعاد ذلك اليوم العظيم (يوم القيامة )ويتركان أثراً اخلاقياً كبيراً لدى الإنسان، ويشتملان على مناجاة تستهوي القلب والروح.
في التعبير الأول يصف ذلك اليوم ب {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. (المؤمن/ 51)
و «أشهاد» : جمع «شاهد» أو «شهيد» (مثل «أصحاب» التي هي جمع «صاحب»، و «اشراف» جمع «شريف») والأشهاد هنا هم شهود يوم القيامة، ويرى بعض المفسرين أنّ المراد من الأشهاد هم فقط الملائكة الذين يراقبون الأعمال، ويرى البعض الآخر أنّ المراد بهم الأنبياء عليهم السلام والمؤمنون جميعاً.
ويرى آخرون أنّ المراد منهم جميع ما ذكر بالإضافة إلى الجوارح التي تشهد على أعمال الإنسان أيضاً، ولكن نظراً لوجود التعبير «يقوم» فإنّ هذا التفسير يبدو بعيد الاحتمال.
والتعبير ب «قيام» في مواردٍ كهذه هو بيان للوضع الخاص المتعارف عليه في المحاكم وهو قيام الشهود عند الادلاء بشهادتهم؛ وذلك تأكيداً لجدّهم وحزمهم في أداء الشهادة واحتراماً لرسمية ووضع المحكمة.
على أيّة حال فهو يومٌ لا يكفي فيه شاهد واحد فحسب بل يشهد فيه شهود كثيرون في تلك المحكمة العظمى، شهادة تكون مصدر عز وفخر للمؤمنين وتأتي بالخزي والذلة للمجرمين، شهادة تحيط بكل شيء ولا يخفى على شهودها شيء، شهادة لا يسع المجرمون انكارها أبداً وتكون مدعومة بالقرائن الكثيرة حتى لا يبقى أمامهم طريق إلّا التسليم والاذعان.
ومن هنا ينبغي الامعان في المعاني التي يحملها هذا الوصف عن القيامة وإلى مدى ما بلغت من التأثير والجذابية.
وفي الآية الثانية عبّر عن ذلك اليوم ب {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ والْمَلَائِكَةُ صَفاً}. (النبأ/ 38)
بما أنّ «الصف» له معنىً مصدري ويستعمل في الجمع والمفرد على السواء، فقد رأى جمع من المفسرين احتمال أن يكون المراد من الصف هو بيان صفوف مختلف الملائكة، أو المراد منه صفّان على الأقل يستقر الروح في الصف الأول وفي الصف الثاني بقية الملائكة.
وفي الجواب عن ما هو المراد من «الروح» هنا؟ اختلفوا على أقوال عدّة بلغت الثمانية أقوال أو أكثر، ومن بين هذه التفاسير المشهورة :
1- الروح هو أحد ملائكة اللَّه المقربين، وهو أفضل من جميع الملائكة حتى جبرائيل عليه السلام، وهو الذي كان يرافق الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام.
2- المراد به هو جبرائيل الأمين حامل وحي اللَّه.
3- المراد به هو أرواح الموتى، ولكن قبل إلحاقها بالأبدان.
4- المراد به هو مخلوق عظيم لا من صنف البشر ولا من صنف الملائكة.
5- المراد به هو القرآن المجيد، ومعنى قيامه هو ظهور آثاره في مشهد المحشر.
وقد استُدل على كلٍ من هذه التفاسير المذكورة ببعض آيات القرآن.
مع أنّ للروح معانٍ مختلفة في مختلف آيات القرآن، وأكثر هذه التفاسير قرباً للصحة كما يبدو هو التفسير الأول، وقد ورد هذا التفسير صريحاً في بعض روايات المعصومين عليهم السلام.
فعن علي بن إبراهيم باسناده عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «هو ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل» «1».
وروي عن ابن عباس أيضاً بأنّه قال : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : «الروح جند من جنود اللَّه ليسوا بملائكة لهم رؤوس وأيد وأرجل، ثم قرأ : {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً} قال : هؤلاء جند وهؤلاء جند» «2».
_________________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 427.
(2) تفسير القرطبي، ج 10، ص 6777.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|