أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
11818
التاريخ: 19-11-2015
6782
التاريخ: 21-10-2014
2602
التاريخ: 1-2-2016
5301
|
مصبا- كرم الشيء كرما : نفس وعزّ ، فهو كريم ، والجمع كرام و كرماء ، والأنثى كريمة ، وجمعها كريمات وكرائم ، وكرائم الأموال نفائسها وخيارها ، وأكرمته إكراما ، واسم المفعول مكرم على الباب ، وبه سمّى الرجل. ويطلق الكرم على الصفح. وكرّمته تكريما ، الاسم التكرمة. والكرم : العنب.
مقا- كرم : أصل صحيح له بابان : أحدهما- شرف في الشيء نفسه أو شرف في خلق من الأخلاق. يقال رجل كريم وفرس كريم ونبات كريم. وأكرم الرجل : إذا أتى بأولاد كرام. واستكرم : اتّخذ علقا كريما. وكرم السحاب :
أتى بالغيث. وأرض مكرمة للنبات ، إذا كانت جيّدة النبات. والكرم في الخلق يقال هو الصفح عن ذنب المذنب. واللّٰه تعالى هو الكريم الصفوح عن ذنوب عباده المؤمنين. والأصل الآخر- الكرم ، وهي القلادة. وأمّا الكرم فالعنب أيضا ، لأنّه مجتمع الشعب منظوم الحبّ.
التهذيب 10/ 234- والكريم : اسم جامع لكلّ ما يحمد ، فاللّٰه كريم حميد الفعال. وإنّ الكرم صفة محمودة ، ومصدر يقام مقام الموصوف ، فيقال رجل كرم ، ورجلان كرم ، ورجال كرم ، وامرأة كرم ، والمعنى ذو كرم ، ولذلك أقيم مقام المنعوت فخفّف. والكرم سمّى كرما ، لأنه وصف بكرم شجرته وثمرته.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الهوان ، كما أنّ العزّة ما يقابل الذلّة ، والكبر ما يقابله الصغر.
والذلّة هو هوان بإذلال من هو أعلى منه ، بخلاف الهوان ، فيعتبر في العزّة مفهوم الاستعلاء والتفوّق ، بخلاف الإكرام.
فالكرامة عزّة وتفوّق في نفس الشيء ولا يلاحظ فيه استعلاء بالنسبة الى الغير الّذى هو دونه.
وأمّا مفاهيم- الجود ، والإعطاء ، والسخاء ، والصفح ، والعظم ، والنزه ، وكون الشيء مرضيّا محمودا ، وكونه حسنا أو مصونا أو غير لئيم : فمن آثار الكرامة
ومن لوازمه.
وأما الشرافة : فأكثر استعماله في علو وامتياز مادّىّ ، وعلى هذا لا يقال إنّ اللّٰه تعالى شريف.
ويدلّ على الأصل قوله تعالى :
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج : 18] فجعل الإهانة في قبال الإكرام ، بحيث لا يجتمعان في مورد.
وخصوصيّات الكرامة تختلف باختلاف المصاديق والموارد :
فالكرامة في الموضوعات الخارجيّة : كما في :
{كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل : 29].
{مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشعراء : 7]. {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } [الشعراء : 58] وفي الأقوال : كما في :
{وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء : 23] وفي الإنسان : كما في :
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } [الإسراء : 70]. {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ } [الحجرات : 13]. {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ } [الفجر: 15] وفي الملائكة : كما في :
{كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار: 11] وفي اللّٰه عزّ وجلّ : كما في : {فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [النمل : 40] , {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } [الانفطار: 6 {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [العلق : 3] والمعنى الكلّى الجامع في هذه الموارد واحد ، وهو عزّة في ذات الشيء من دون استعلاء بالنسبة الى الغير.
وامّا الكرامة في اللّٰه المتعال : فيلاحظ فيه مطلق الكرامة بلا قيد وبلا نهاية بحيث لا يتصوّر فيه أقلّ هوان وضعف ، ففيه تعالى حقيقة الكرامة وكلّ الكرامة ومبدأ الكرامة ومنتهاه ، وكما إنه مبدأ الوجود والتكوين كذلك إنّه مبدأ الكرامة والفيض والرحمة ، ولا يوجد كرامة إلّا من جانبه.
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } [الحج : 18] فالكريم : من أسمائه الحسنى ، وإذا كان النظر الى تعلّق كرمه الى الغير في مرحلة الإفاضة : فيقال انّه مكرم.
فظهر أنّ الكريم ليس بمعنى المعطى والجواد والسخىّ كما هو المشهور.
وأما آية :
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [الرحمن : 26، 27] الفناء : زوال ما به قوام الشيء ، وهو قبل الانعدام ويقابله البقاء. ووجه الشيء : ما يقابل منه ويواجه.
ولمّا كان الوجه مجلى الربّ وفيه ظهوره وتجلّيه واليه المواجهة والإقبال : فيلاحظ أنّه من نفس الشيء ، وعلى هذا قد يفسّر بالذات ، وبهذا الاعتبار اتّصف بقوله ذو الجلال والإكرام ، فانّ الوجه جهة مواجهة وتوجّه إذا لوحظ بالنسبة إلينا ، فيلزم الإكرام والتجليل.
وهذا بخلاف آية : {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن : 78] فجعل صفة للربّ لا للاسم ، فانّ الاسم فيه جهة المرآتيّة والآليّة وليس ملحوظا بذاته ومتوجّها اليه بنفسه كالوجه.
ولا يخفى التناسب بين هذه الآية الكريمة في آخر السورة وبين أوّلها وهو اسم الرحمن ، فانّ السورة لبيان مصاديق الرحمة والإشارة الى موارد ظهور الرحمة ، فيناسبها في آخر السورة الإخبار بمزيد وسعة في اسم الربّ وهو الرحمن.
والربّ هو ذو جلال وعظمة في نفسه وبذاته ، وهو بهذا الاعتبار وبلحاظ رحمانيّته الواسعة : يجب لنا أن نكرمه ونذكره بالعزّ والكرامة.
وأيضا إنّ الجلال من صفات الذات ، ويلاحظ في اللّه عزّ وجلّ من حيث ذاته وفي ذاته ، فعبّر بكلمة الجلال ، ولا يحتاج الى تعظيم وتجليل ، وهذا بخلاف الكرامة الدالة على التفوّق ، فعبّر بصيغة الإكرام.
ثمّ إنّ حظّ العبد من هذه الصفة الكريمة : أن يتنزّه عن الهوان والذلّة المادّية والروحانيّة ، وأن يكون متفوّقا في نفسه وعزيزا في باطنه ، وهذا المعنى لا يتحصّل إلّا بالتقرّب المعنويّ من اللّه عزّ وجلّ ، بتقليل العلائق والتعلّقات المادّية ، وبالتعلّق بالملإ الأعلى.
{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء : 26، 27] وهذا من العلائم الممتازة للمكرمين ، حيث إنّهم صاروا في مقام لم يبق لهم طلب في حياتهم غير ما أمرهم اللّه ، وليس لهم عمل خلاف ما أمروا.
{لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس : 26، 27] فظهر أنّ الكريم ما يكون متفوّقا في نفسه ليس له هوان وضعف ، فيقال :
رزق كريم ، مقام كريم ، رسول كريم ، زوج كريم ، أجر كريم.
_____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|