أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2015
363
التاريخ: 11-1-2016
348
التاريخ: 12-12-2015
414
التاريخ: 12-12-2015
379
|
القبلة هي الكعبة مع المشاهدة إجماعا لقوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] ولإجماع العلماء عليه.
وروى اسامة أن النبي صلى الله عليه وآله صلى قبل الكعبة وقال: (هذه القبلة)(1).
ومن كان في حكم المشاهد يجري مجراه كالكائن بمكة وبينه وبين الكعبة حائل لتمكنه من العلم، وكذا الاعمى بمكة، وكذا المصلي بالمدينة يجعل محراب رسول الله صلى الله عليه وآله قبلته من غير اجتهاد، لعدم الخطأ في حقه عليه السلام.
وأما من بعد فالواجب عليه الاستقبال إلى جهتها، قاله المرتضى(2)، وأبو حنيفة، وأحمد، والشافعي في أحد القولين(3)، لقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } [البقرة: 144] للإجماع على الاستقبال إلى الكعبة، ولحديث اسامة(4).ومن طريق الخاصة ما روي عن أحدهم عليهما السلام أن بني عبد الاشهل أتوهم وهم في الصلاة قد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس فقيل لهم: إن نبيكم قد صرف إلى الكعبة فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين، فلذلك سمي مسجدهم مسجد القبلتين(5).وليقين البراءة بالتوجه نحوه. إذا ثبت هذا فالجهة يريد بها هنا ما يظن أنه الكعبة، حتى لو ظن خروجه عنها لم تصح.
وقال أبو حنيفة: المشرق قبلة لأهل المغرب وبالعكس، والجنوب قبلة لأهل الشام وبالعكس(6). وهو غلط.
وقال الشافعي في الآخر: الواجب التوجه إلى عين الكعبة للقريب والبعيد - وبه قال الجرجاني من الحنفية(7) - لقوله تعالى {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } يعني نحوه. وهو غلط، لاستلزامه التكليف بالمحال إذ مع البعد يمتنع التوجه إلى عين الكعبة مع صغر حجهما، وظهور التفاوت الكثير مع يسير الانحراف، وقد أجمعنا على صحة صلاة الصف الطويل على خط مستو مع العلم بأن المتوجه إلى الكعبة من كان بقدرها.
وقال الشيخ رحمه الله - وبه قال مالك(8) -: الكعبة قبلة لمن كان في المسجد الحرام، والمسجد قبلة لمن كان في الحرم، والحرم قبلة لمن نأى عنه من أهل الدنيا(9)، لما روى مكحول عن عبدالله بن عبدالرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الكعبة قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الآفاق)(10).
ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام: "إن الله تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد، وجعل المسجد قبلة لأهل الحرم وجعل الحرم قبلة لأهل الدنيا"(11) ولان البعد يستلزم خروج المصلين عن التوجه، لصغر الكعبة بخلاف الحرم المتطاول، والروايات ممنوعة لعدم الوثوق بالرواة، والخروج آت في الحرم. فإن أجاب بطلب الجهة فهو جوابنا.
________________
(1) صحيح مسلم 2: 968 / 1330، سنن النسائي 5: 220، سنن البيهقي 2: 9 مسند أحمد 5: 201.
(2) جمل العلم والعمل (ضمن رسائل الشريف المرتضى) 3: 29.
(3) فتح العزيز 3: 242، المهذب للشيرازي 1: 74، تفسير الرازي 4: 128، الام 1: 94، اللباب 1: 63 و 64، بدائع الصنائع 1: 118، المغني 1: 491، الشرح الكبير 1: 519، المحرر في الفقه 1: 51 و 52، بداية المجتهد 1: 111 - 112، نيل الاوطار 2: 179 و 180.
(4) صحيح مسلم 2: 968 / 1330، سنن النسائي 5: 220، سنن البيهقي 2: 9، مسند أحمد 5: 201.
(5) التهذيب 2: 44 / 138.
(6) فتح العزيز 3: 242.
(7) المجموع 3: 207 و 208، فتح العزيز 3: 242، شرح فتح القدير 1: 235، الكفاية 1: 235، شرح العناية 1: 235، عمدة القارئ 4: 126، المغني 1: 491 - 492 و 519، نيل الاوطار 2: 180.
(8) فتح العزيز 3: 243، تفسير الرازي 4: 127.
(9) الخلاف 1: 295 مسألة 41، النهاية: 62 - 63.
(10) سنن البيهقي 2: 10 عن ابن عباس.
(11) الفقيه 1: 177 / 841، التهذيب 2: 44 / 139.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|