أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
2473
التاريخ: 16-10-2014
2090
التاريخ: 14-10-2014
2566
التاريخ: 2024-10-05
142
|
هـو عماد الدين ابو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المعروف بالكيا (1) الهراسي . فقيه شافعي ، أصله من خراسان ثم رحل الى نيسابور ، وتفقه على إمام الحرمين الجويني مدة حتى برع ، ثم خرج الى بيهق ثم الى العراق ، وتولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد ، الى ان توفي سنة (504هـ).
يـعـتبر كتابه هذا من أهم المؤلفات في احكام القرآن عند الشافعية ، ذلك لتعصب المؤلف فيه لمذهب الشافعي ، محاولاً بكل جهده تفسير الآيات في صالح مذهبه يقول في مقدمته : (ان مذهب الشافعي أسد الـمذاهب وأقومها وأرشدها وأحكمها ، وان نظر الشافعي في اكثر آرائه ومعظم أبحاثه ، يترقى عن حد الظن والتخمين الى درجة الحق واليقين . والسبب في ذلك أن الشافعي بنى مذهبه على كتاب الله (2) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأنه أتيح له درك (3) غوامض معانيه ، والغوص على تيار بحره لاستخراج ما فيه . وأن اللّه فتح له من أبوابه ، ويسر عليه من أسبابه ، ورفـع لـه من حجابه ، ما لم يُسهّل لمن سواه ، ولم يتأت لمن عداه ) .
ونحن لا ننكر فضل الإمام الشافعي وتقدمه . ولكن تقديم الكتاب بمثل هذا الكلام ناطق بأن الرجل متعصب لمذهبه – كما قال الأستاذ الذهبي – وشاهد عليه بأنه سوف يسلك في تفسيره مسلك الدفاع عن قواعد الفقه الشافعي وفروع مذهبه ،حتى وإن أداه ذلك الى التعسف في التأويل .. (4).
والهراسي وإن كان عف لسانه وقلمه مع أئمة سائر المذاهب ، وكل من يتعرض للرد عليه ممن خالفه في المذهب ، فلم يخض فيهم كما خاض الجصاص في الشافعي وغيره ...
غير أنه وقف من الجصاص موقفاً شديد المراس ، عنيف الجدال ، قاسي العبارة ، فرماه بعبارات ساخرة وألفاظ مقذعة ؛ إنه إذ عرض لأهم مواضع الخلاف التي ذكرها الجصاص وعاب فيها مذهب الشافعي ، نراه كأنه اقتص للشافعي ، جزاءً من جنس العمل ..
فمثلاً عند تفسير الآية (23) من سورة النساء : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء : 23] نجده يرد على الجصاص ما استدل به لمذهبه القائل بأن الزنا بامرأة يورث حرمة أصول المرأة وفروعها ، يفند ما ذكره الجصاص رداً على الشافعي ... ويعقبه بقوله : " إنه لم يفهم معنى كلام الشافعي ولم يميز محل ومحل ، ولكل مقام مقال . ولتفهم معاني كتاب الله رجال ، ليس هو منهم ..
كما يقول : وذكر الشافعي مناظرة بينه وبين مسترشد طلب الحق في هذه المسألة ..
فأوردها الجصاص متعجباً منها ، ومنبهاً على ضعف كلام الشافعي فيها ، قال : ولا شيء أدل على جهل الرازي (الجصاص) وقلة معرفته بمعاني الكلام من سياقه لهذه المناظرة ، واعتراضاته عليها ..
ثم يقول – بعد قليل - : ولم يعلم هذا الجاهل معنى كلام الشافعي فاعترض عليه بما قال . وعجب الناس من ذلك فقال : في هذه المناظرة أعجوبة لمن تأمل . فكان كما قال القائل :
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم !
وهذا الكتاب طبع أخيراً في أربعة أجزاء ، في مجلدين .
__________________________
1- كيا : كلمة فارسية ، معناها : كبير المنزلة ، المقدم بين الناس .
2- معرضا بذلك مذهب أبي حنيفة المبتني – حسب ظاهره – على الرأي والقياس !
3- ولعل الصحيح : إدراك .
4- التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص445-446.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|