أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
2613
التاريخ: 10-1-2016
2579
التاريخ: 14-2-2016
7691
التاريخ: 2024-04-19
774
|
مقا - فضّ : أصل صحيح يدلّ على تفريق وتجزئة ، من ذلك فضضت الشيء إذا فرّقته ، وانفضّ هو. وانفضّ القوم : تفرّقوا. ومن هذا الباب : فضضت عن الكتاب ختمه. وممكن أن يكون الفضّة من هذا الباب ، كأنّها تفضّ لما يتّخذ منها من حلى. والفضاض : ما تفضّض من الشيء إذا انفضّ. والفاضّة الداهية ، والجمع فواضّ ، كأنّها تفضّ.
مصبا - فضضت الختم فضّا من باب قتل : كسره. وفضضت البكارة.
أزلتها. وفضضت اللؤلؤة : خرقتها. وفضّ اللّٰه فاه : نثر أسنانه. وفضضت الشيء :
فرّقته ، فانفضّ.
لسا - فضضت الشيء أفضّه فضّا ، فهو مفضوض وفضيض كسرته وفرّقته.
وفضاضه وفضاضه وفضاضته : ما تكسّر منه. وفضّ الخاتم والختم : إذا كسره وفتحه. ولا يفضض اللّٰه فاه أي لا يكسر أسنانه ، والفم هنا الأسنان.
صحا- الفضّ : الكسر بالتفرقة ، وقد فضّه يفضّه ، وفضضت ختم الكتاب.
وفي الحديث - لا يفضض اللّٰه. ولا تقل- لا يفضض. والمفضّة : ما يفضّ به المدر. والفضيض : المائل السائل.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو كسر هيئة التجمّع مع التفرّق ، أى تكسّر في تشكّل ثمّ التفرّق. فالقيدان ملحوظان في مفهوم الأصل. ومن مصاديقه : انكسار في تجمّع القوم وتفرّقهم. وانكسار في هيئة الخاتم وتفرّق شكله. وانكسار في تشكّل في بكارة وزواله. وهكذا في تشكّل اللؤلؤة. وفي الفم. وفي تجمّع الماء.
فليس مطلق مفهوم التفريق ، التجزئة ، الكسر : من الأصل.
والفم : عبارة عن مجموع عضو متشكّل من الشفة واللسان والسنّ وغيرها ، وتكسّره يتحصّل بتكسّر ذلك التشكّل المتجمّع ، بانتفاء واحد من الأجزاء أو أكثر ، حتّى يتعذّر التكلّم والأكل.
والخاتم : ما يختم به كتابة أو غيرها ، بخاتم محفور أو بطين أو غيرها.
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة : 11]. {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران : 159]. {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون : 7] يراد تكسّر التجمّع حول رسول اللّٰه ص وتفرّقهم.
ولا يخفى أنّ أكثر موارد التجمّع والتشكّل : إمّا لجلب نفع عاجل أو لدفع ضرر مادّىّ ، والإنسان إذا كان في مسير الحياة الدنيا : يكون نظره الى هذه الجهة باطنا. ولو أظهر تمايلا الى الحياة الروحانيّة : فهو عرضي وليس عن جدّ وخلوص وصميم نيّة. وعلى هذا يرى اكثر الناس معرضين عن الحقّ إذا شاهدوا ضررا وخسارة دنيويّة- قال تعالى- انفضّوا من حولك وتركوك قائما.
فاللازم في مقام الدعوة والتربية : رعاية هذه الجهة في الّذين لم يبلغوا حدّا آثروا الحياة الآخرة ، والتوجّه الى تأمين معاشهم ومنافعهم الدنيويّة. ثمّ تفهيم حقيقة العيشة الروحانيّة ، باللين والعطوفة.
وأمّا الفضّة : فهي فعلة للنوع ، وتدلّ على نوع من التكسّر والتفرّق ، وهذا الفلزّ تصنع منه المسكوكات ، فتكسّر على أشكال صغيرة مختلفة وتفرّق وتنتشر في أيدى الناس ، وبها يتعاملون.
وقد عبّر في القرآن المجيد عن النقدين الذين هما من أعظم ما يتوجّه ويتعلّق ويتمايل اليهما ، بالذهب والفضّة : إشارة الى أنّ باطن هذين النقدين هو الذهاب والمضيّ والتحوّل والجريان وعدم الثبوت في الذهب. والتكسّر والتفرّق و الانبثاث. وهذا أيضا نوع من المضي والذهاب. فهذان النقدان المتداولان لأثبات لهما حتّى يسكن اليهما.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران : 14] .... {مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ } [آل عمران : 14]. {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} [التوبة : 34]. {لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [الزخرف : 33]. {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ } [الإنسان : 21] ولا يخفى أنّ الاشتهاء والتعلّق بهما وكذلك ضبطهما وادّخارهما وكذلك اختيار لوازم البناء وسائر الأسباب كالأواني منهما : على خلاف مقتضى النقدين المتداولين فيما بين أيدى الناس لمعاملاتهم ورفع احتياجاتهم وتأمين معايشهم.
{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان : 15، 16] .... {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان : 21] وقد اختيرت الفضّة من الفلزّات : من جهة صفائها وبروقها وابيضاضها ولينتها ذاتا ، ولمّا كانت أسباب العيش في الآخرة خارجة عن الموادّ الدنيويّة الكثيفة : فلا بدّ من كونها ممّا بشبهها في الصورة والصفات الممتازة ، وفيها صفاء ولطف ونورانيّة وبروق.
مضافا الى كونها منكسرة منبثّة في قبال الجلال والعظمة والكبرياء ، ليس لها من التشخّص والتكبّر والأنانيّة شيء كما في الفضّة.
فأهل الآخرة يحلّون بهذه المقامات والصفات النورانيّة.
وآثار التحلّي وخصوصيّاتها ولوازمها تختلف باختلاف الموضوع والمحلّ والشكل والمورد ومراتب الأشخاص : كالذهب والفضّة ، والساعد والعنق والصدر ، والأساورة والحلقة والعقد والتاج ، وفي مورد أصحاب اليمين والسابقين والحور العين باختلاف مراتبهم ، وفي سائر الأسباب والوسائل اللازمة كالأواني وغيرها.
فالأواني من الفضّة : تناسب ما به يؤخذ الفيض من ظروف روحانيّة وقلوب نورانيّة والاستعدادات المنبسطة الطاهرة.
والأساور من فضّة : تناسب ما به يحلّى اليد في مقام العمل واظهار القدرة والفعّاليّة : من الإخلاص والتوجّه والمحبّة والطاعة.
وأمّا حقائق هذه الموضوعات المرتبطة بعالم الآخرة : فخارجة عن إدراكنا ، ولا يمكن لنا الوصول الى جزئيّاتها وخصوصيّاتها.
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|