أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
1327
التاريخ: 8-12-2015
1141
التاريخ: 8-12-2015
946
التاريخ: 25-09-2014
1203
|
لا شك أنّ أحد الأوقات التي تتحقق فيه الشفاعة هو يوم القيامة، وذلك لأنّ الكثير من آيات الشفاعة تختص بذلك اليوم، ولكن هل تحصل الشفاعة أيضاً في عالم البرزخ أو في عالم الدنيا؟ وهل هناك شفاعة في الآخرة وقبل انتهاء الحساب، أم لا؟ هناك آراء في ذلك، منها :
للعلّامة الطباطبائي رحمه الله بحث مفصل في هذا الصدد، وفي ختامه يستنتج ما يأتي :
«إنّ الشفاعة تكون في آخر موقف من مواقف يوم القيامة حيث يطلب فيها الشفيع المغفرة - فيحول دون دخول المشفوع له النّار، أو اخراج بعض من كان داخلًا فيها، باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة.
ويشير في بعض كلماته إلى عالم البرزخ وما يدل على حضور النبي صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام عند الموت وعند مسائلة القبر واعانتهم إيّاه على الشدائد.
ويضيف : فليس من الشفاعة عند اللَّه في شيء وإنّما هو من سبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم بأذن اللَّه سبحانه» «1».
والغريب في الأمر أنّه عندما يتحدّث عن حقيقة الشفاعة يعطيها من الشمولية بحيث يعتبر أي نوع من تأثير الأسباب في عالم التكوين والتشريع مشمولًا بالشفاعة، ولكنه لا يعتبر هنا مساعدة أولياء اللَّه لجماعة من المؤمنين لإنقاذهم من مشكلات القبر والبرزخ، مصداقاً للشفاعة.
وعلى أيّة حال يستشف من مجموع الآيات والروايات أنّ الشفاعة- بالمعنى الواسع للكلمة- تتحقق في العوالم الثلاثة (الدنيا والبرزخ والآخرة) رغم أنّ المكان الرئيسي لها والأثر المهم هو في يوم القيامة لغرض النجاة من عذاب النّار.
جاء في قوله تعالى : {وَلَو انَّهُم اذ ظَّلَمُوا انفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} (النساء/ 64).
وهل أنّ استغفار الرسول صلى الله عليه و آله للمؤمنين المذنبين يعني شيئاً سوى الشفاعة؟!
وجاء نفس هذا المعنى في موضع آخر من القرآن الكريم في قصة يعقوب وابنائه إذ طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم ربّهم (يوسف/ 97).
وحصل في هذه الدنيا الكثير من ذلك حيث نجا أشخاص أو أقوام من عذاب الدنيا بسبب شفاعة الأنبياء وأولياء اللَّه.
ولدينا روايات كثيرة أيضاً تفيد أنّ أعمال الإنسان الصالحة كالصلاة والصوم والولاية وأمثالها أو حضور أولياء اللَّه تكون سبباً في تخفيف عقوبات وآلام الشخص في عالم البرزخ كما يؤدّي دفن إنسان صالح لديه حسنات كثيرة في مقبرة ما إلى تخفيف ذنوب من دفن في تلك المقبرة.
وهذه كلها إشارات إلى وجود الشفاعة في عالم البرزخ.
وحتّى أنّ صلاة الميّت وما تتضمنه من الاستغفار له لا تخلو من التأثير، وهي نوعٌ من الشفاعة أيضاً.
وعلى هذا فليست الشفاعة محدودة في عالم خاص، بل تضم العوالم الثلاثة إلّاأنّ المكان المهم والأساسي لها هو القيامة لأنّها تمثل لحظات الوقوف على مشارف العذاب الإلهي.
سؤال :
قد يُقال : هناك روايات عديدة وردت عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام تؤكد خوفهم على شيعتهم من عذاب البرزخ كما نقل عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : «واللَّه ما أخاف عليكم إلّا البرزخ، فإذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم» «2».
ونقرأ عنه عليه السلام حديثاً آخر يتضمن وعداً منه بالشفاعة للمؤمنين المخطئين يقول فيه :
«ولكنّي واللَّه أتخوّف عليكم من البرزخ. يقول الراوي : فقلت له : ما البرزخ؟ قال : القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة» «3».
ولكن يحتمل أن تخص هذه الروايات مرحلة معينة من البرزخ، أو أنّ لها بُعداً استثنائياً ومحدوداً قد يتحقق في ظل مجاورة أحد أولياء اللَّه وهي غير شاملة لجميع من يستحقون الشفاعة.
___________________________
(1). تفسير الميزان، ج 1، ص 74، ذيل الآية 48 من سورة البقرة.
(2). بحار الأنوار، ج 6، ص 214، ح 2.
(3). المصدر السابق، ص 267، ح 116.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|