أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
3576
التاريخ: 2023-09-21
808
التاريخ: 23-11-2014
2595
التاريخ: 13-4-2016
2095
|
نقرأ في قوله عزّ من قائل : {وَمِن كُلِّ شَىٍء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُم تَذَكَّروُنَ} (الذاريات/ 49).
ويقول تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِى خَلَقَ الازْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الارضُ وَمِن انفُسِهِم وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} (يس/ 36).
فهذه الآية تبين- بوضوح أكثر- شمولية عنصر الزوجية للنباتات والبشر والأشياء الخارجة عن حدود العلم البشري، ونظراً لأنّ كثيراً من المفسرين لم يجدوا هنا مفهوماً للزوجية بالمعنى الحقيقي (أي عنصري الذكر والانثى)، فقد عمدوا إلى تفسيرها بالأصناف المختلفة للموجودات في العالم التي تبدو على شكل زوج زوج مثل : النهار والليل، النور والظلمة، البحر والبر، الشمس والقمر وغيرها.
لكننا نجد تفسيراً أدق لهاتين الآيتين في وقتنا الحاضر، حيث إنّ التحقيقات العلمية أثبتت هذه الحقيقة بوضوح وهي أنّ جميع الموجودات لعالم المادة تتشكل من أجزاء صغيرة جدّاً تدعى بالذرة، وهذه الأجزاء التي عرفت قديماً بالموجود الذي لا يتجزء (أجزاء لا تتجزأ) وسمي ب «الذرة» لهذا السبب قد تحطم على أثر تطور القدرة العلمية والفكرية للإنسان، ومن هذا المنطلق نشأت القوة الذرية والصناعات المتعلقة بها.
وعندما حلّلوا الذرة وجدوا أنّها مركبة من أجزاء متكونة غالباً من الألكترونات (الجزئيات التي تغلف النواة، وتحمل شحنة سالبة)، البروتونات (الجزئيات التي تحمل شحنة موجبة).
وعلى هذا الأساس نستنتج من ذلك معنى أدق للزوجية في كل ذرات عالم الوجود وهو توفر عنصري (الذكر) و (الانثى)، (الموجب) و (السالب)، (الفاعل) و (القابل) وبدون أي استثناء أيضاً، في حين أنّ التفسير الذي قال به العلماء الأوائل بالرغم من عدم انسجامه الكامل مع مفهوم الزوجية، فإنّ فيه استثناءات كثيرة أيضاً.
وعلى أي حال، توجد هناك جاذبية قوية بين الزوجين الحقيقيين، وكذلك بين جسمين بشحنتين كهربائيتين مختلفتين سالبة وموجبة، وهي كثيراً ما تشابه الجاذبية الجنسية، في حين لا يوجد أي نوع من أنواع الجاذبية بين الليل والنهار، النور والظلمة، البحر والبر، وما شابه ذلك.
ومن الجدير بالذكر ما صرح به بعض المفسرين القدامى من خلال ما استلهموه من الآيات السالفة، بأنّ المقصود من الزوجين في هذه الآيات هو عنصري الذكر والانثى نفسيهما، وإن لم يوضحوا هذا المطلب بصورة كاملة (1).
_____________________
(1) جاء في تفسير مجمع البيان، ج 9، ص 160، عن أحد المفسرين القدماء ويدعى «ابن زيد» أنّه قال في تفسير الآية {ومن كل شيء خلقنا زوجين ...} الزوجين الذكر والانثى. كما ورد هذا المعنى نفسه عن قتادة في تفسير الآية {سبحان الذي خلق الأزواج كلها}. (تفسير القرطبي، ج 8 ص 5470).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|