المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



غزو الفضاء  
  
3244   09:23 صباحاً   التاريخ: 8-10-2014
المؤلف : حميد النجدي
الكتاب أو المصدر : الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص132-141
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015 1566
التاريخ: 11-7-2016 1715
التاريخ: 7-10-2014 1738
التاريخ: 14-7-2016 1665

  قال تعالى : {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] .

قبل مائة وخمسين عاماً لم يكن الإنسان متمكناً من الطيران في الجو فضلاً عن الفضاء الخارجي، كما أنّ تفكيره في هذه المسألة لم يكن جدياً على مستوى القضية.

إلاّ أنّ القرآن الكريم أخبر إخبار الواثق الذي لا ريب في صدقه بأنّ الإنسان سوف يحاول الوصول إلى السماء وان محاولته هذه على مرحلتين:

الأُولى : قبل استراق السمع، وهي في جو السماء الدنيا.

والثانية : مرحلة استراق السمع.

ويخبرنا القرآن أنّ المرحلة الاُولى ممكنة حينما تتوفر الوسيلة اللازمة لذلك الأمر، أمّا المرحلة الثانية: فليست مسموحاً بها، وإنّما ستصيبهم الشهب ويُرسَل عليهم شواظ من نار ونحاس فيستحيل وصولهم لذلك الحرم من السماء، وقال تعالى:

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن: 33 - 35] .

وقال تعالى : {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } [الجن: 8 - 10] .

الآيات الاُولى من سورة الرحمن تتحدث بوضوح عن انطلاق الإنسان بالجو وبالفضاء الخارجي وعن انطلاقة الجن كذلك، حيث أنّ الخطاب موجّه للجن والانس {يا معشر الجن والإنس}.

ثمّ عند وصول الجن والانس إلى المنطقة المحرمة من السماء يبين لهما القرآن أنّه يرسل عليهما شواظ من نار ونحاس، {يرسل عليكما} الجن والإنس.

وهذا يعني أنّ ما قبل ارسال الشواظ هناك امكانية للجن والإنس بالوصول، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين نعيش المرحلة الاُولى من التحرك في الجو وفي الفضاء أمّا المرحلة الثانية فالآيات الكريمة تخبرنا مسبقاً بأنّها ليست ممكنة لنا واي محاولة من هذا القبيل فيه خائبة.

وقد سبقنا الجن في تينك المحاولتين ومُنعوا بالمرحلة الثانية، كما تتحدث عن ذلك الآيات الثانية من سورة الجن :{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} .

ثم تتحدث الآيات عن اماكن الانصات لاستراق السمع وأنّها أصبحت محرمة، وهناك خلاف بين بعض المفسرين في أنّ الرجم للجن هل حدث بعد مبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو أنّهم كانوا يتخذون مقاعد لاستراق السمع ثم ملئت بالحرس.

قال العلامة الطباطبائي في الميزان 19/43: [قولـه تعالى :{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً} .

يفيد انضمام صدر الآية إلى الآية السابقة أنّ ملء السماء بالحرس الشديد والشهب مما حدث أخيراً وأنّهم كانوا من قبل يقعدون من السماء مقاعد لاستماع كلام الملائكة ويفيد ذيل الآية بالتفريع على جميع ما تقدم أنّ من يستمع الآن منا بالقعود منها مقعداً للسمع يجد لـه شهاباً من صفته أنّه راصد لـه يرميه به الحرس].

أما قولـه تعالى:

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا}... الخ.

فيقول صاحب الميزان في تفسيرها: [والمعنى: يا معشر الجن والإنس ـ وقد تقدم الجن لانهم على الحركات السريعة أقدرـ إنْ قدرتم أن تفرّوا بالنفوذ من نواحي السماوات والارض والخروج من ملك الله والتخلص من مؤاخذته ففروا وانفذوا، وقوله:

{لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ} .

أي لا تقدرون على النفوذ إلا بنوع من السلطة على ذلك وليس لكم السلطان القدرة والوجودية، والسلطان: البرهان أو الملك أو مطلق الحجة، وقيل: المراد بالنفوذ المنفي في الآية النفوذ العلمي في السماوات والارض من أقطارهما](1).

إنّ حقيقة أن يتحدّث القرآن الكريم عن غزو الفضاء ومحاولة استراق السمع من السماء قضية لها معناها الاعجازي إذا ما لوحظت الظروف الموضوعية التي نزلت بها الآيات الكريمة التي تحدثت عن هذه الحقيقة في وقت لم يكن الإنسان يعرف شيئاً عن الطيران في الجو فضلاً عن غزو الفضاء.

أما الحقيقة الفضائية الثانية التي تحدث عنها القرآن الكريم، فهي قضية كيفية السير في الفضاء الخارجي في الطريق إلى السماء حيث يعبر القرآن عن ذلك باللفظ «عرج» وعرج في اللغة تعبر عن كل ماله انحناء وانعطاف مثل: رجل أعرج، وكلمة «العرجون» يعني عذق التمر القديم الذي انحنى كالهلال، قال تعالى:

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس: 39] والأمر الاعجازي في هذا الصدد أنّ القرآن كلّما تحدث عن موضوع السير بالفضاء فإنّه يستعمل لفظة «عرج» ومشتقاتها كما في الآيات التالية:

{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [الحجر: 14، 15] .

وقال تعالى : {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5] .

ومن الملاحظ أن الآية تذكر مدة زمنية هائلة بالنسبة لعروج الملائكة الذين لا نعلم سرعة اختراقهم للفضاء وهذا دليل على سعة الفضاء الخارجي بما لا يستوعبه العقل.

كما أنّ الرقم في الآية الكريمة يشير إلى أنّ سرعة الملائكة أسرع من سرعة الضوء لأنّ السماوات تقطع في مليارات السنين الضوئية والرقم «ألف سنة أو خمسون ألف سنة» مما تعدّ قليل بالنسبة لتلك المليارات.

والأمر الآخر هو بيان كيفية السير في الفضاء وهي على شكل معارج منعطفات ومنحنيات أي أنّ السير في الفضاء لا يتم بشكل مستقيم وإنّما بشكل منحنٍ وهذه حقيقة فضائية لم يعرفها الإنسان إلاّ في القرن الحالي حينما انطلقت المركبات الفضائية خارج نطاق جاذبية الأرض فوجدت نفسها تسير على شكل حلزوني تحدده خطوط المجال المغناطيسي للكواكب فالمركبة عندما تنطلق من كوكب إلى كوكب تسير بشكل متعرج وليس مستقيماً.

والقرآن الكريم يحرص على استعمال هذه اللفظة «عرج» ومشتقاتها بل إنّ هناك سورة اسمها سورة «المعارج» حتّى المسلمين جميعاً عندما يتحدثون عن زيارة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للسماء فإنّهم يقولون «معراج النبي» ولم يتعلموا لفظة أُخرى مثل ارتقاء أو صعود أو طيران أو ما شاكل ذلك اقتداءاً بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبالقرآن الكريم.

ومن الملاحظ في هذا الصدد أنّ القرآن يفرق بين السير في الجو «الغلاف الغازي» وبين السير في الفضاء الخارجي، فنلاحظ أنّه يستعمل كلمة «أسرى» في الانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. والإسراء السير ليلاً:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] .

ويستعمل كلمة «يصّعّد» في الغلاف الغازي أيضاً :

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } [الأنعام: 125] .

ومن المعلوم أنّ الحديث عن الوصول للطبقات العليا من الغلاف الغازي حيث يخف الضغط الجوي وتقل كثافة الهواء وهذا اعجاز آخر، في حين تتحدث الآيات بلفظ «يعرج» ومشتقاتها في السير في الفضاء الخارجي:

{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] وهذه حقائق علمية تحدث عنها القرآن الكريم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً وبوضوح تام.

وهذه الحقائق لم يكن يتسنى للإنسان أن يعرف شيئاً عنها حتّى في القرن التاسع عشر أو ليس هذا دليل قاطع على الاعجاز القرآني وعلى أنّ هذا القرآن من لدن حكيم عليم وأنّ محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رسول من عند الله تعالى؟

______________

 (1) الميزان: 19/107.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .