المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18892 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى : أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  
  
54   11:35 صباحاً   التاريخ: 2025-04-29
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 4 ص10-13.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

معنى قوله تعالى : أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

قال تعالى : {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [إبراهيم: 8 - 11].

 قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أي : تجحدوا نعم اللّه سبحانه أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من الخلق ، لم تضروا اللّه شيئا ، وإنما يضركم ذلك بأن تستحقوا عليه العقاب فَإِنَّ اللَّهَ سبحانه لَغَنِيٌّ عن شكركم حَمِيدٌ في أفعاله . وقد يكون كفر النعمة بأن يشبه اللّه بخلقه ، أو يجور في حكمه ، أو يرد على نبي من أنبيائه .

فإن اللّه سبحانه قد أنعم على خلقه في جميع ذلك ، بأن أقام الحجج الواضحة ، والبراهين الساطعة على صحته ، وعرض بالنظر فيها للثواب الجزيل

أَلَمْ يَأْتِكُمْ . قيل : إن هذا الخطاب متوجه إلى أمّة نبينا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فذكرت بأخبار من تقدمها من الأمم . وقيل : إنه من قول موسى عليه السّلام لأنه متصل به في الآية المتقدمة ، والمعنى : ألم يجئكم نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أي : أخبار من تقدمكم .

قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ، أي : لا يعلم تفاصيل أحوالهم وعددهم وما فعلوه وفعل بهم من العقوبات ، إلّا اللّه ، قال ابن الأنباري : إن اللّه تعالى أهلك أمما من العرب وغيرها ، فانقطعت أخبارهم ، وعفت آثارهم ، فليس يعرفهم أحد إلا اللّه : وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال : كذب النسابون . وقيل : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان لا يجاوز في انتسابه معد بن عدنان . فعلى هذا يكون قوله : {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} مبتدأ وخبرا . جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ أي : بالأدلة والحجج والأحكام ، والحلال والحرام . فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ اختلفوا في معناه على أقوال :

1 - إن معناه عضوا على أصابعهم من شدة الغيظ ، لأنه ثقل عليهم مكان الرسل . . .

2 - إن معناه جعلوا أيديهم في أفواه الأنبياء تكذيبا لهم ، وردا لما جاءوا به ، فالضمير في أيديهم للكفار ، وفي أفواههم للأنبياء ، فكأنهم لما سمعوا وعظ الأنبياء وكلامهم ، أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تسكيتا لهم . . .

3 - إن معناه وضعوا أيديهم على أفواههم مومين بذلك إلى الرسل أن اسكتوا عما تدعوننا إليه ، كما يفعل الواحد منا مع غيره إذا أراد تسكيته . . . فيكون على هذا القول الضميران للكفار .

4 - إن كلا الضميرين للرسل أي : أخذوا أيدي الرسل فوضعوها على أفواههم ليسكتوهم ، ويقطعوا كلامهم فيسكتوا عنهم ، لما يئسوا منهم ، هذا كله إذا حمل معنى الأيدي والأفواه على الحقيقة .

ومن حملها على التوسع والمجاز فاختلفوا في معناه فقيل : المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج ، والمعنى فردوا حججهم من حيث جاءت ، لأن الحجج تخرج من الأفواه . . .

وقيل : إن المعنى ردوا ما جاءت به الرسل ، وكذبوهم . . . وقيل : معناه تركوا ما أمروا له ، وكفوا عن قبول الحق . . .

وقال القتيبي : ولم يسمع أحد أن العرب تقول رد يده في فيه بمعنى ترك ما أمر به ، وإنما المعنى أنهم عضوا على الأيدي حنقا وغيظا ، كقول الشاعر :

( يردون في فيه عشر الحسود ) يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشر . . .

وقيل : المعنى ردوا بأفواههم نعم الرسل أي : وعظهم وبيانهم ، فوقع في موقع الباء . . .

وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا أي : جحدنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ أي : برسالاتكم {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ من الدين مُرِيبٍ } متهم أي : يوقعنا في الريب ربكم أنكم تطلبون الرئاسة ، وتفترون الكذب قالَتْ رُسُلُهُمْ حينئذ لهم أَ فِي اللَّهِ شَكٌّ مع قيام الأدلة على وحدانيته وصفاته فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي : خالقهما ومنشئهما لا يقدر على ذلك غيره ، فوجب أن يعبد وحده ، ولا يشرك به من لا يقدر على اختراع الأجسام يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ أي : يدعوكم إلى الإيمان به لينفعكم : لا ليضركم . وقال : من ذنوبكم ، بمعنى ليغفر لكم بعض ذنوبكم ، لأنه يغفر ما دون الشرك ، ولا يغفر الشرك . وقال الجبائي : دخلت من للتبعيض ، ووضع البعض موضع الجميع توسعا .

وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ، أي : يؤخركم إلى الوقت الذي ضربه اللّه لكم أن يميتكم فيه ، ولا يؤاخذكم بعاجل العقاب قالُوا أي : قال لهم قومهم إِنْ أَنْتُمْ أي : ما أنتم إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا أي : خلق مثلنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا أي : تمنعونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا من الأصنام والأوثان فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أي : بحجة واضحة على صحة ما تدعونه ، وبطلان ما نحن فيه ، وإنما قالوا ذلك لأنهم اعتقدوا أن جميع ما جاءت به الرسل من المعجزات ، ليست بمعجزة ، ولا دلالة ، وقيل : إنهم طلبوا معجزات مقترحات سوى ما ظهرت فيما بينهم .

وفي هذه الآية دلالة على أنه سبحانه لا يريد الكفر والشرك ، وإنما يريد الخير والإيمان ، وإنه إنما بعث الرسل إلى الكفار رحمة وفضلا وإنعاما عليهم ، ليؤمنوا ، فإنه قال : يدعوكم ليغفر لكم .

ثم حكى سبحانه جواب الرسل للكفار ، فقال : {قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} في الصورة والهيئة ، ولسنا ملائكة وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أي : ينعم عليهم بالنبوة ، وينبئهم بالمعجزة ، فلقد من اللّه علينا واصطفانا ، وبعثنا أنبياء {وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ } أي : بحجة على صحة دعوانا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أي : بأمره وإطلاقه لنا في ذلك {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } المصدقون به ، وبأنبيائه « 1 ».

_______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 62 - 63 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .