وكالة رويترز 

تميزت وكالة رويترز منذ أن أنشأها بول جوليوس رويترز، وهو يهودي ألماني كان يدعى إسرائيل بيل وهاجر إلى بريطانيا واعتنق المسيحية وغير اسمه إلى بول جوليوس رويترز، في لندن في عام 1851 تأسست الوكالة وتميزت بالسرعة في جمع ونقل الأخبار والدقة والمصداقية وعدم التحيز واستطاعت على طول تاريخها الحفاظ على مكانتها في طليعة المؤسسات المعنية بجمع ونقل الأخبار والمعلومات في العالم لوسائل الإعلام والبنوك والشركات والأشخاص. وقد ساعد رويترز على احتلال مكانة متقدمة بين وكالات الأنباء العالمية سرعة تبنيها للمبتكرات التكنولوجية في نقل واستخدام الأخبار والمعلومات

وقد بدأ رويترز عمله في مجال توزيع الأخبار في عام 1850 باستخدام 45 من الحمام الزاجل لنقل الأخبار بين بروكسل وبين مدينة اشين في ألمانيا. وكانت هذه الوسيلة تنقل الأخبار في ساعتين وتوفر ست ساعات عن نقلها بواسطة القطارات. وقد بدأت وكالة رويترز مدها العالمي في عام 1858 بافتتاحها مكاتب لها في جميع أنحاء أوروبا مستفيدة من انتشار خطوط التلغراف في القارة الأوروبية انتشاراً كبيراً. وفي عام 1865 وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أول من نقل خبر اغتيال الرئيس الأمريكي لينكولن. وواصلت رويترز في السبعينات من القرن التاسع عشر امتدادها في العالم فوصلت مكاتبها إلى الشرق الأقصى وأمريكا اللاتينية ووقعت في عام 1871 مع وكالة هافاس الفرنسية ووكالة وولف الألمانية اتفاقية لتقسيم النفوذ بين الوكالات الثلاثة. وتمكنت رويترز من شراء وكالة الأنباء الهندية وأنشأت وكالة لها في جنوب أفريقيا. وفي عام 1947 انضم إلى الوكالة كل من وكالة الصحافة المتحدة الأسترالية The Australian Associated Press ووكالة أنباء نيوزلندا New Zealand Press Association اللتين أصبحتا من مالكي رويترز.

وقد نجحت رويترز في دخول مجال خدمات الصور الإخبارية بإنشائها خدمة الصور الإخبارية العالمية International News Picture Service في عام 1985 كما نجحت في اقتحام مجال الخدمات الإخبارية التليفزيونية المصورة في عام 1992 عندما قامت بشراء إحدى الوكالات التليفزيونية وأطلقت عليها اسم تليفزيون رويترز Reuters Television. واستمرارا لاهتمامها بالتليفزيون أطلقت الوكالة في عام 1994 تليفزيون رويترز المالي Reuters Financial Television Service ليقوم بتغطية حية لحركة الأسواق العالمية. وفي عام 2000 دخلت رويترز بقوة مجال الإنترنت من خلال تطوير شبكة رويترز Net. Reuters التي تتولى إمداد المشتركين بالأخبار على مدار الساعة.

التكنولوجيا:

حرصت وكالة رويترز منذ نشأتها على استخدام افضل التقنيات المتاحة في مجال نقل الأخبار.

ففي بداية عملها استخدم مؤسسها بول جوليوس رويترز الحمام الزاجل النقل الأخبار بالإضافة إلى خطوط التلغراف وكان أول من استخدمها بانتظام في هذا الغرض. وفي عام إنشائها كانت رويترز أول من استخدم الخط التلغرافي الذي تم إنشاؤه بين إنجلترا وفرنسا تحت البحر.

وقد اتجهت رويترز إلى الاستثمار في مجال التكنولوجيا في فترة مبكرة من عمرها، إذ أنشأت في الفترة من 1863 إلى 1865 خط تلغرافي في ايرلندا تمكنت من خلاله من نقل الأخبار إلى لندن قبل منافسيها بنحو ثماني ساعات، كما أنشأت خطا تلغرافيا أخرا في أوروبا.

وكانت رويترز أول وكالة أنباء في العالم تستخدم الراديو في نقل الأخبار في العالم في عام 1923. وبحلول عام 1939 كانت نسبة 90% من أخبار رويترز تنقل عبر موجات الراديو القصيرة. وأضافت إلى أعمالها عددا من المشروعات التجارية مثل تحويل الأموال عبر العالم باستخدام شبكة خطوط التلغراف التي كانت تملكها.

وفي عام 1927 استخدمت رويترز لأول مرة أجهزة الطباعة عن بعد (التليبرنتر Teleprinters) لنقل الأخبار إلى صحف لندن. وقد مثلت هذه الأجهزة في ذلك الوقت أهم أدوات رويترز لاستقبال وإرسال المعلومات المكتوبة في جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة.

وفي نفس الإطار كانت وكالة رويترز الأولى في العالم التي تستخدم الأقمار الصناعية في إرسال أخبارها ففي عام 1962 نجحت الوكالة في إرسال تقريرها الإخباري الأول عبر القمر الصناعي تلي ستار Telstar.

وكان لرويترز السبق في استخدام الكمبيوتر في عام 1964 في نقل البيانات الاقتصادية بصورة عالمية. وفي عام 1971 وفي مدينة نيويورك بدأت رويترز في وفي استخدام نظام التحرير بالفيديو Video editing system وبدأ الصحفيون استخدام هذه التكنولوجيا بدلا من الآلات الكاتبة في كتابة ونقل أخبارهم إلى الوكالة. وفي عام 1973 بدأت رويترز في استخدام شاشات عرض الخدمات المالية لتقديم أسعار العملات التي مثلت في وقتها اختراعاً عالمياً مهماً.