المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
Idiomatic adjectives من كلام لأمير المؤمنين "ع" قاله عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ من كلام لأمير المؤمنين "ع" قاله بعد تلاوته أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ من كلام لأمير المؤمنين "ع" في وصف السالك الطريق إلى اللّه سبحانه "الفيزياء بين الكلاسيكية والكم: من حتمية الأشياء إلى نسبية القوانين" من كلام لأمير المؤمنين "ع" لما مر بطلحة بن عبد الله وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل من كلام لأمير المؤمنين "ع" في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه "الميكانيكا الكمية والتجريبية المنطقية: رؤية كاسيرر للنظريات الفيزيائية" من كلام لأمير المؤمنين "ع" في التظلم و التشكي من قريش قوانين البقاء في الفيزياء The Conservation Laws of Physics من خطبة لأمير المؤمنين "ع" خطبها بصفين من دعاء لأمير المؤمنين "ع" كان يدعو به كثيرا من خطبة لأمير المؤمنين "ع" يصف جوهر الرسول ويصف العلماء ويعظ بالتقوى من كاسيرر إلى ميكانيكا الكم: تطور مفهوم السببية في الفيزياء والفلسفة نظرة فلسفية لميكانيكا الكم: هل يمكن فهم الحياة بمفاهيم الفيزياء؟

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 14678 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عبيدة بن قيس بن عمرو السلماني
14-11-2014
منهج الحكم العباسي
21-6-2017
السياحة الإلكترونية
2025-02-06
رملة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
19-8-2017
Howard Percy Robertson
18-9-2017
مصفوفة التوافق الابوي Parenting Fit Matrix
27-4-2022


نيماتودا الحمضيات (الموالح) Citrus Nematode (Tylenchulus semipenetrans)  
  
45   08:40 صباحاً   التاريخ: 2025-04-01
المؤلف : أ.د. وليد ابراهيم ابو غربية واخرون
الكتاب أو المصدر : نيماتودا النبات في البلدان العربية (الجزء الاول)
الجزء والصفحة : ج1، ص 555-579
القسم : الزراعة / آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها / امراض النبات ومسبباتها / الديدان الثعبانية (النيماتودا) /

نيماتودا الحمضيات (الموالح) Citrus Nematode (Tylenchulus semipenetrans)

1. مقدمة Introduction

تعد نيماتودا الموالح / الحمضيات وهي جديرة بهذه التسمية، بأنها من أنواع النيماتودا المتخصصة على الموالح عموماً، فهي تصيب أكثر من 80 نوعا وصنفا من الموالح (حسين، .2001) . وقد أمكن التعرف على 29 نوعا تُعد من العوائل الجيدة لهذه الآفة. وعليه، فلا يوجد حتى الآن أي نوع تابع لجنس الموالح Citrus له المناعة لهذه النيماتودا. ولكن تختلف قدرة هذه العوائل من عائل شديد القابلية للإصابة إلى قليل القابلية للإصابة. تنتشر نيماتودا الموالح في مناطق شاسعة من بساتين الموالح حول العالم، شاملة مدى واسع من الظروف البيئية. وهي تسبب مرض التدهور البطيء Slow decline لأشجار الموالح الذي هو من أخطر أمراض الموالح وأشدها تأثيرا على نمو وإنتاج الأشجار.

ولما كانت هذه النيماتودا تصيب الموالح بشكل عام، كان من المناسب التعرض لأنواع وأجناس تلك الموالح - وجميعها تتبع العائلة السذبية Rutaceae - حتى يتسنى تبين الربط بينها وبين النيماتودا. وأهم هذه الأجناس ما يلي (إبراهيم، 2006):

1- الجنس Poncirus: وأهم أنواعه البرتقالي ثلاثي الأوراق P. trifoliata، وهو متساقط الأوراق، ثماره لا تؤكل وهي مغطاة بزغب دقيق. وخلايا الزيت كثيرة في القشرة، واللب قليل وخشن يستعمل البرتقال الثلاثي الأوراق كأصل جذري للإكثار عليه. وكثيراً ما يستعمل في عمليات التهجين لإيجاد أصناف يمكنها تحمل البرد وإنتاج ثمار جيدة.

2- الجنس Fortunella ويعرف باسم الكمكوات Kumquats . ويتبع هذا الجنس نوعين مهمين هما: النوع F.margarita وثماره مستطيلة الشكل، والنوع الآخر F. japonica وثماره مستديرة الشكل والاسم العام للنوعين هو كمكوات Kumquats، وهي شجيرة دائمة الخضرة، والثمار مستطيلة أو مستديرة ويمكن أكلها .

3- الجنس Citrus ومنه أشجار أو شجيرات، وعادة ما تحتوى الأشجار على أشواك تكون على جانب البرعم الورقي. وأحيانا لا تكون هناك أشواك مطلقا .

والأنواع التابعة للجنس Citrus تشمل الآتي :

النوع Citrus medica: ويسمى الترنج citron ، والنوع Citrus aurantifolia: ليمون بنزهير limon، والنوع Citrus maxima : شادوك shaddock ، والنوع Citrus paradisi : جريب فروت grapefruit ، والنوع Citrus aurantium : نارنج Sour orange النوع Citrus sinensis البرتقال Orange ، والنوع Citrus nobilis: البرتقال الملوكى King orange ويتبعه الصنف C.nobilis var. deliciosa ويعرف باسم البرتقال اليوسفي Mandarin orange  أو تانجرين tangerine ، والنوع mitis Citrus : کالاموندين Calamondin. والثمار صغيرة مستديرة تقريبا، لونها أحمر برتقالي، والفصوص سهلة الانفصال من القشرة واللب حامضي وطعمه جيد، ويمكن استعمال الثمار مثل الليمون المالح، كما أن الشجرة تعد من أشجار الزينة، والنوع Citrus jambhiri : ليمون مخرفش، والنوع Citrus bergamia : برجموت، والنوع : Citrus reticulata : يوسفي البحر المتوسط.

تنمو أشجار الموالح في جميع البلدان العربية. ويستهلك العالم من إنتاجه من الموالح حوالي 68% تؤكل طازجة وتشارك الموالح في التجارة الدولية بما نسبته 11% من إنتاجها الكلى (2005 ,Duncan). وهذا المحصول على أهميته يتعرض لكثير من أنواع النيماتودا المتطفلة على النبات، سواء في الوطن العربي (حسين 2001 أبو غربية وطلب العزة 2004؛ إبراهيم، 2006) أو في الساحة الدولية (2005 ,Duncan). ومع ذلك، لم يدرس من هذه الأنواع الضارة المتطفلة دراسة متعمقة توضح خسائره إلا القليل، بما في ذلك نيماتودا الموالح التي درست دراسة مستفيضة لسعة انتشارها وإن لم يكن خطرها من الدمار والخراب مثل النيماتودا الحفارة Radopholus similish. فقد درست النيماتودا الأخيرة ولكنها لم تحظ بنفس اهتمام نيماتودا الموالح ؛ لأنها - على خلاف نيماتودا الموالح محصورة في مواطن ومناطق بعينها ، ومن ثم درسها عدد أقل من الباحثين. وكانت جديرة بأن تدرس دراسة أعمق لشدة خطرها الذي يفوق مثيله لنيماتودا الموالح . يتبع النوعان الصف Class Chromadorea الذي يتبع قبيلة النيماتودا Phylum Nematoda. معظم أنواع نيماتودا النبات التي تسبب ضرراً لأشجار الموالح تمثل مشاكل ذات طبيعة إقليمية أو محلية Regional or local problems ، بسبب عوامل متعلقة بالتربة أو بتوزيع النيماتودا. من هذه الأنواع النيماتودية الأخرى التي تتطفل على جذور الموالح: نيماتودا التقرح (Pratylenchus spp. (Lesion nematode نيماتودا تعقد الجذور Meloidogyne spp. (Root-knot nematode) النيماتودا الخنجرية Dagger nematodes) .Xiphinema spp، النيماتودا الحلزونية (Helicotylenchus spp. (Spiral nematode، نيماتودا تقصف الجذور (Stubby-root nematode) Trichodorus و .Paratrichodorus spp، النيماتودا الإبرية (Longidorus spp. (Needle nematode نيماتودا التقزم (Stunt nematode) .Tylenchorhynchus spp النيماتودا الغمدية Hemicycliophora spp. (Sheath nematode) .

كما يمكن أن تترافق أو تجتمع واحدة أو أكثر من هذه النيماتودا في محيط جذور النباتات أو في داخلها كما تتواجد في الغالب برفقة مسببات مرضية فطرية أو بكتيرية أو فيروسية تتسبب في إحداث معقدات مرضية تفاقم أخطارها وتزيد من آثارها السلبية على الأشجار المصابة.

2. وصف نيماتودا الموالح

Description of Tylenchulus semipenetrans

لا يوجد للبصلة الخلفية للمري، فصوص (شكل 1) وطول الرمح في الأنثى حوالي 15 ميكرون بينما هو أثرى Rudimentary في الذكر. أهم مميزات هذا النوع أن الفتحة الإخراجية توجد في الربع الأخير من الجسم أمام الفتحة التناسلية، وهي تختلف عن جميع الأجناس الأخرى حيث توجد عادة في منطقة المريء، أي في الربع الأمامي للجسم. للأنثى مبيض واحد، ويتحوّر جسمها إلى الشكل الليموني في المنطقة البارزة من جسمها خارج جذر العائل، بينما المقدمة مدفونة داخل قشرة الجذر وهي أسطوانية تقريبا وتمثل حوالي نصف الطول (400 ميكرون). وقد يكون معظم جسم الأنثى بارزا خارج الجذر، وفي هذه الحالة يتحور أيضا إلى الشكل الليموني، وللأنثى ذيل أسطواني مدبب (شافعي والشريف، 1979). يوجد اختلاف بين الذكر والأنثى في الشكل الخارجي Sexual dimorphism (شكل 1) ، حيث يبقى الذكر أسطواني دودي الشكل، في حين تصبح الأنثى ذات شكل ليموني من حيث التوزيع، توجد هذه النيماتودا - كغيرها من أنواع نيماتودا النبات التي تضع بيضها في كتل هلامية - على شكل تجمعات مع أنواع أخرى من النيماتودا - Abd) (Elgawad, 1992a في التربة حول جذور النبات أو على بعض الجذور المغذية للموالح (دعباج والدنقلي، 1994).

شكل 1. مراحل نمو النيماتودا T. semipenetrans (شافعي والشريف، 1979؛ حسين، 2001)

رغم أن العالم العربي لا يعرف من جنس Tylenchulus إلا نوعاً واحداً تابعاً له هو نيماتودا الموالح T.semipenetrans ، تمكن العالم الغربي من تمييز عدة أنواع تنتمى لهذا الجنس 1988,Insertra et al لا يصيب الموالح منها إلا النوع الأصلي أما الأنواع المشتقة منه (شكل 2) فلا تصيب الموالح . وساعد هذا التمييز على سهولة إجراءات منح شهادات حجر زراعي خالية من نيماتودا الموالح مع الإبقاء على الأنواع الأخرى من النيماتودا غير الضارة بالموالح مسموحاً بها، ومن ثم الإكثار من إنشاء بساتين موالح لا تتعرض أصلاً لنوع النيماتودا الممرض لها (2005 ,.Inserra et al).

شكل 2. رسوم توضيحية لإناث ناضجة لأنواع نيماتودية تتبع الجنس Tylenchulus، فالنوعان (Tp) Tylenchulus graminis (Tg) and T. palustris تتطفل على النباتات المتوطنة في فلوريدا باستثناء الموالح ، في حين يتطفل النوع (T.semipenetrans (Ts على الموالح . لاحظ أن النوعين T.palustries and T. semipenetrans تظهر إناثهما انتفاخا في أقل من 50% من طول أجسامها . وعلى النقيض منها يظهر النوع T.graminis أكثر من 66 % من طول أجسامها منتفخاً قطاع الجسم الذي يلي فتحة التناسل أوسع في نوعي T.graminis and T. palustris . عن نوع Inserra et al., 2005) T. semipenetrans).

3. دورة الحياة Life cycle

تتكون دورة الحياة من عدة أطوار (بيض - أربع أطوار يرقية - الطور البالغ). ويتطلب اكتمال الدورة من البيضة إلى البيضة 4 - 8 أسابيع، بيد أن طول وقصر دورة الحياة يتوقف على مدى توفر الظروف البيئية الملائمة مثل درجة الحرارة والرطوبة (ابراهيم، ،2004 2007 ؛ حسين، 2001). تخرج النيماتودا من البيض بعد 12-14 يوما، حيث تكون قد تحولت إلى الطور اليرقي الثاني. تمر الذكور خلال 7- 10 أيام بأربعة انسلاخات قبل البلوغ، وتتغير خلالها في الطول والعرض ثم تصبح أقصر قليلا من الطور اليرقي الثاني، ويصبح رمح الذكر غير مميز Indistinct ويضمحل البلعوم، ولذلك لا تستطيع الذكور أن تتغذى على الجذور أو تصيبها بالضرر. وتمر اليرقات المقدر لها أن تصبح إناثاً بأربعة انسلاخات أيضا ، ثم تصبح مطمورة في الجذر حيث تتغذى على خلايا القشرة وتتطور إلى البلوغ، ويكون ربع الجزء الأمامي من جسم الأنثى داخل الجذر بعمق  4 - 5 خلايا في العادة، لكنها لا تخترق أبدا أعمق من طبقة القشرة. ويكون رأس النيماتودا داخل خلية نباتية أفرغت من محتوياتها، ومنها تتغذى النيماتودا على الخلايا المحيطة بها، ويطلق عليها الخلايا المغذية Nurse cells (B'Chir, 1988). وبعد الاستقرار في موضع التغذية يصبح جسم النيماتودا غير متحرك، ويكون الجزء الخلفي من الجسم خارج الجذر (شكل 1)، أي أن هذه النيماتودا شبه داخلية التطفل Semi-endoparasite، حيث تكون مقدمة جسم الأنثى موجودة داخل الجذور وتتغذى على القشرة الداخلية، بينما يكون الجزء الخلفي للجسم بارزا من سطح الجذر ، حيث تضع النيماتودا البيض في التربة. وهذا الجزء الموجود خارج الجذر، يتضخم كثيرا عند البلوغ تفرز الأنثى البالغة شبكة (مادة) هلامية لزجة من الفتحة الإخراجية، وفي هذا الشبكة يوضع البيض وتتكون كتلة البيض Egg mass التي يصل حجمها إلى حجم جسم الأنثى. ولذلك يمكن تشخيص أعراض الإصابة على الجذور بالتصاق حبيبات التربة بالجذور الصمغية المصابة، نظراً لوجود هذه المادة الجيلاتينية التي تفرزها إناث النيماتودا حول البيض الذي تضعه في التربة. وعموماً يجب التأكيد على أن إناث هذه النيماتودا غير الناضجة Immature females هي القادرة على الإصابة، إذ تتجه إلى العائل حيث تحدث الإصابة عن طريق اختراق الجذر والسكون فيه، ثم تتحول إلى إناث ناضجة. وخلال فترة تطور الإناث، تستمر في تغذيتها، وتستطيل في مقدمتها، وتخترق أنسجة القشرة، وتهيئ لها مكاناً مناسباً للتغذية.

إن حركة نيماتودا الموالح محدودة حيث لا تتجاوز 1.5 سم في الشهر. لذلك، فالإنسان هو المسؤول الأول عن نقل هذه النيماتودا عن طريق نشاطاته الزراعية المحلية والدولية، مثل نقل الشتلات المصابة إلى أماكن سليمة، ونقل التربة الزراعية الملوثة بالنيماتودا، إضافة إلى أن عجلات الآلات الزراعية داخل البستان قد تساعد على نقل هذه النيماتودا. وكذلك، فإن طريقة الري، ولاسيما بالغمر تلعب دوراً في نقل هذه الآفة إلى أماكن غير ملوثة بها، لتشرع في إصابة أشجار الموالح والنمو (شافعي والشريف، 1979؛ حسين، 2001 ).

4. سلالات وعشائر نيماتودا الموالح ومداها العوائلى

Races, populations and host range of the citrus nematode

يمكن تقسيم نيماتودا الموالح الى ثلاث سلالات (2004 ,Verdejo and McKenry) الأولى تسمى سلالة الموالح Citrus biotype وهي تصيب أجناساً كثيرة من العائلة السذابيه مثل جنس Citrus (ويشمل الأترج ، والليمون والبرتقال، والتروير Troyer، والكريزوسترانج Carrizo citrange)، كما تصيب العنب والزيتون والبرسيمون Persimmon ، وتتكاثر عليها بشدة، لكنها تتكاثر بشكل بسيط على البرتقال الثلاثي الأوراق Poncirus trifoliata وهجنه . والسلالة الثانية هي سلالة البحر الأبيض المتوسط Mediterranean biotype، وهي تصيب كل ما تصيبه سلالة الموالح باستثناء الزيتون فهي لا تصيبه. والسلالة الثالثة هي سلالة البرتقال الثلاثي الأوراق Poncirus biotype، وهي تتكاثر بشكل جيد على البرتقال خاصة البرتقال الثلاثي الأوراق وهجنه، وكذلك على العنب ولكن لا تتكاثر على الزيتون. ويتضح من المراجع (2004 Verdeo and enry) أن سلالة الموالح تنتشر في كاليفورنيا وإيطاليا، بينما توجد سلالة البحر الأبيض المتوسط في حوض البحر الأبيض وجنوب أفريقيا، في حين توجد سلالة البرتقال ثلاثي الأوراق في كاليفورنيا وفلسطين واليابان. ويجب تحديد وتوزيع السلالات المختلفة التي تتبع نوع نيماتودا الموالح في الوطن العربي، إذ إن بعض هذه السلالات يصيب الزيتون مثلا، وبعضها لا يصيبه. وهذا مفيد في تحديد إمكانية زراعة مساحة معينة بالزيتون، أو العدول عن زراعتها زيتونا إلى محاصيل أخرى. تختلف سلالات نيماتودا الموالح من منطقة لأخرى وكذلك الأصول المقاومة لها، أو التي تتحمل الإصابة (القاسم وأبو غربية، 2002 -A1). Azzeh and Abu-Gharbieh, 2004a في البلدان العربية. تم تعريف سلالة الحمضيات الموجودة في الأردن على أنها سلالة البحر الأبيض المتوسط، حيث إنها لم تتمكن من إصابة جذور الزيتون و P.trifoliata Al-Azzeh and Abu-Gharbieh, 2004) .) . كما استخدمت هذه السلالة أيضاً في إحدى التجارب في تونس (,Sadreddine and B'Chir ,2006). كما يوجد العديد من أصناف البرتقال ثلاثي الأوراق P.trifoliata التي تعد مقاومة Resistant لمعظم عشائر نيماتودا الموالح ويعد الأصل (Swingle citrumelo (C. paradisi x P. trifoliata من أهم أصول الموالح التجارية التي لها مقاومة عالية لمعظم عشائر نيماتودا الموالح ، ويقاوم أيضاً فيروس الترستيزا Tristeza ، وكذلك يتحمل الإصابة بفطر Phytophthora nicotianae ، ولذلك تنتشر زراعته في فلوريدا بأمريكا، غير أنه لا يتحمل الأراضي الجيرية (2005 ,Duncan). لقد أثبتت بعض تجارب البيت الزجاجي تحمّل بعض أصول الموالح الإصابة بنيماتودا الموالح دون ضرر كبير في العراق ومصر (1985 ,.Ibrahim et al ؛ اسطيفان وآخرون، 1989). كما اختبر عيسى وآخرون (1977) مدى قابلية تسعة أصول من الموالح للإصابة نيماتودا الموالح والنيماتودا الحلزونية، وهذه الأصول هي:

Orlando tangelo, Cleopatra mandarin, poncan mandarin, rangapur lime, Troyer citrange, Keen sour orange, Mixican lime, Wikawa tangelo and Hinkley sweet orange.

وقد أظهرت الأصناف Mixican lime ,rangapur lime ,Orlando tangelo، Wikawa tangelo تحملا للإصابة، حيث كانت مستويات نموها الخضري أفضل من باقي الأصناف. وقد وجدت علاقة خطية سالبة بين لوغاريتم كثافة الأعداد لكل من الآفتين المذكورتين وغير المتوافقتين بدرجة انحدار (0.652 - = b)، كما وجدت علاقة خطية سالبة بين لوغاريتم أعداد آفة نيماتودا الموالح ونسبة الوزن الجذري : الوزن الخضري كعامل تدهور بطيء بدرجة انحدار (6.12 - = b) بينما كانت العلاقة الموازية لآفة النيماتودا الحلزونية سالبة أيضاً مع وزن الأوراق الخضراء للنباتات بدرجة انحدار (14.52- = b) .

5. الكشف عن المرض وأعراض الإصابة

Diagnosis and symptoms

لا تسبب نيماتودا الموالح أوراماً أو عقداً على الجذور ، غير أن الكتل الهلامية التي تفرزها الإناث ويوضع فيها البيض تسبب، كما أسلفنا التصاق حبيبات التربة بالجذور فتبدو الجذور المصابة أكبر سماكة من الجذور السليمة. والحقيقة أن الجذور المصابة تكون فقط متضخمة قليلاً عند هذه المواضع، وذلك بسبب أن السطح يصبح خشناً، وهذه الحالة يمكن مشاهدتها بسهولة تحت المجهر التشريحي. وقد سجلت نيماتودا الموالح لأول مرة في بساتين الموالح في مصر عام 1953 وهى ذات انتشار واسع في معظم بساتين الموالح في الدول العربية، ومعظم بلدان العالم التي تزرع الموالح . تتشابه أعراض المرض في البلدان العربية لكن هناك بعض الفروق البسيطة بين كل دولة وأخرى، بل حتى داخل البلد الواحد. ويرجح أن أسباب هذه الفروق يعود إلى اختلاف تأثر أنواع الموالح وأصنافها بهذه النيماتودا، إضافة إلى اختلاف العشائر النيماتودية فيما بينها، وتباين الظروف البيئية. ولما كانت تغطية البلدان العربية جميعها في هذا الفصل كوحدة واحدة يبدو أمراً صعباً، فقد رأينا اقتصار المعالجة التطبيقية بذكر أمثلة من بعض البلاد العربية. ففي تونس مثلا، تتباين أشجار الموالح في درجة سقوط الأوراق عن أغصانها (شكل 3) نتيجة الإصابة بالمرض. وتعد نيماتودا الموالح من أهم الآفات النيماتودية على أشجار الموالح بالمملكة العربية السعودية، إذ تؤدى إلى نقص شديد في كمية الثمار وجودتها، وتشير بعض التقارير إلى أن نيماتودا الموالح قد تسبب فقدا في الإنتاج يصل إلى 70% (الخليفة، 1986)، مما يدل على أهمية وخطورة هذه النيماتودا كافة رئيسة على الموالح في المملكة .

لا تظهر أعراض هذا المرض بوضوح في بساتين الموالح في السنوات الأولى من الإصابة، وفي هذا تأكيد لأسم المرض - مرض التدهور البطيء. أما أعراض الإصابة على المجموع الخضري، فهي الضعف العام، واصفرار الأوراق وسقوطها مبكراً، وجفاف وموت الأغصان السفلية (الموت من أعلى إلى أسفل)، وهو ما يعرف بالموت الراجع Die-back. أما على الجذور ، فتكون الأعراض عبارة عن تقزمها، وأحياناً تصبح بنية اللون، وقد تنفصل منطقتا البشرة والقشرة بسهولة عن منطقة الأسطوانة الوعائية. وعموماً يجب عدم الاعتماد كلية في تشخيص الأمراض النيماتودية على مشاهدة الأعراض المرضية الظاهرية، سواء على المجموع الخضري أو الجذري، بل يجب أخذ عينات من الأجزاء المصابة ومن التربة المحيطة بالجذور، واستخلاص النيماتودا منها والتأكد من وجودها ونوعها وكثافتها وتقدير أهميتها المرضية بينت دراسة أجريت في تونس (2006 ,Kallel and BChir) تأثير نيماتودا الحمضيات على نمو شتلات برتقال Maltaise douse المطعمة على الخشخاش (النارنج) Sour orange ، حيث أدت الإصابة إلى إحداث تغيير في النباتات من حيث شكلها وصغر أقطارها وحجم جذورها، إضافة إلى تخفيض درجة توصيل الثغور ونتح أوراقها.

شكل 3. نيماتودا الموالح : ظهور أعراض فقد الأوراق في شهر يونيو على البرتقال صنف مالتيز (A)، وعلى صنف الكلامنتين (B) المطعوم على نارنج، وتبدو أعراض الموت الرجعي Die-back على أغصان أشجار الصنف مالتيز في المنطقة التي تعلو ظل الشجرة (C) وهي تنتشر بشكل عام على أشجار الكلامنتين المحاطة عند الأطراف بأشجار صنف مالتيز والجانب السليم من الشجرة يغطى على الإصابة (D) بسبب غزارة النمو الصيفي (2004 ,.Kallel et al).

في المختبر تغسل الجذور وتصبغ، وعندئذ تظهر النيماتودا واضحة وجزؤها الخلفي بارز على سطح الجذور. ويتحول جسم الأنثى تدريجياً من الشكل الدودي - الأسطواني - إلى الليموني في المنطقة الخلفية البارزة خارج الجذر المصاب، بينما تبقى مقدمة الجسم المغمورة داخل قشرة الجذور ذات شكل أسطواني تقريبا (شكل 1).

6. تطور المرض

Disease development

يتطور تأثير النيماتودا على عائلها بطريقتين (حسين، 2001) :

(أ) عندما تستخدم شتلات من مشتل مصاب بنيماتودا الموالح وتزرع في حديقة ذات تربة خالية من نيماتودا الموالح فإن الأشجار تنمو وتنتج ثماراً بطريقة مقبولة لسنوات قد تطول إلى أن تزداد أعداد النيماتودا على الجذور، وفي النهاية تتدهور حالة الأشجار بسبب الإصابة الشديدة، مما يؤدى إلى نقص محصول الثمار وانخفاض جودتها، وقد يتطلب الأمر للوصول إلى هذه المرحلة وجود 40000 يرقة نيماتودا لكل عشرة جرامات من الجذور المغذية Feeder roots ، وقد تحتاج النيماتودا للوصول إلى هذه الكثافة في بساتين الموالح إلى 12 - 17 عاما بعد زراعة الشتلات المصابة.

(ب) أما الطريقة الثانية، فتتمثل في استخدام شتلات من مشتل خالٍ من النيماتودا وزراعتها في تربة مصابة بشدة. وتظهر الأعراض هنا خلال خمس سنوات بعد الزارعة. وتعتمد حالة الأشجار المصابة على شدة الإصابة، وقد تختلف هذه الحالة بين الأشجار من عام إلى آخر. في الوقت الراهن هناك دلائل تشير إلى وجود مواد سامة، أو غير ذلك، من منتجات التمثيل الغذائي تتأتى عن مواد تفرزها النيماتودا في الأشجار أثناء تغذيتها، مما يؤدي إلى تدهور الأشجار المصابة .

وقد وجد أن هناك علاقة ارتباط بين معدلات العدوى وأعراض التدهور، وذلك بدراسة العلاقة بين أداء الأشجار وكثافة النيماتودا ، كما وجد أن هناك ارتباطاً بين حيوية الأشجار عموما وحاله المجموع الجذري، فالأشجار في المراحل المبكرة من الإصابة تظل محتفظة بمجموع جذري قوى يمكن الجذور من تغذية أعداد كبيرة من النيماتودا. أما في مرحلة متقدمة من الإصابة فيكون المجموع الجذري للأشجار قد تلف بحيث لا يتمكن من تغذية سوى أعداد قليلة من النيماتودا. ولكن إذا غدت كثافة النيماتودا منخفضة، فإن بعض الأشجار تتعافي نتيجة لتكوين شبكة جديدة من الجذور السليمة. ولكن، تعتمد الصحة العامة للشجرة دائماً على حالة المجموع الجذري، وذلك وفقاً لدرجة الضرر الذي لحق بالجذور وأعداد النيماتودا. وحيث أن نيماتودا الموالح لا تستطيع بمفردها أن تقتل الأشجار فإن هذه الظروف - بين التعافي والضعف - تستمر إلى ما لا نهاية ولكن تبقى الأشجار المصابة ضعيفة النمو صغيرة الحجم. وقد قدرت نسبة انتشار النيماتودا في بساتين الموالح في العراق بنسبة 53% (اسطيفان وآخرون، 1977) وفي الأردن بنسبة 100% تقريباً في البساتين التي يزيد عمرها عن 15 عاماً (1995 Al-Qasem and Abu-Gharbie).

7. تأثير العوامل البيئية على نيماتودا الموالح

Effect of ecological factors

7-1. الحرارة Temperature

وجد أن أعلى معدل لتكاثر النيماتودا المسببة لمرض التدهور البطيء هو عندما تكون درجة حرارة التربة من 20 - 31 م والحرارة المثلى 25 م . وتكون الإصابة خفيفة إذا انخفضت درجات الحرارة أو ازداد التطرف الحراري Temperature extremes عن ذلك. كما أن حرارة الجو لها أثر كبير في إظهار الأعراض المرضية على المجموع الخضري. فعند ارتفاع متوسط درجة حرارة الجو إلى درجة أعلى من 30 م ، يقل حجم المجموع الخضري للنباتات المصابة مقارنة مع حجمه عندما تكون درجة حرارة الجو أقل من ذلك (شافعي والشريف، 1979) . وعموماً، فإن درجات الحرارة - وكذلك الرطوبة - الملائمة لنمو أشجار الموالح هي نفس الدرجات المناسبة لتطور وتكاثر النيماتودا، غير أن بعض الظروف البيئية خاصة العوامل المتعلقة بالتربة Edaphic factors، قد تؤثر على نموها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وعند تعريض الجذور المصابة للهواء وضوء الشمس لمدة 24 ساعة تموت جميع اليرقات ومعظم البيض (حسين، 2001)، لكن إذا كان التعريض لعدة ساعات فقط يستطيع البيض ويرقات الطور الثاني الموجودة في بقايا الجذور أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 45 م . وقد أمكن استعادة يرقات نشطة من تربة رطبة حفظت على حرارة 15 م لمدة عامين ونصف، ولكن على درجة 33 م لم تستطع النيماتودا البقاء أكثر من شهرين ونصف (شافعي والشريف، 1979). وقد وجد أن انخفاض القدرة على الإصابة كان مرتبطاً بانخفاض القدرة على الحركة وفي انخفاض محتويات الطاقة في جسم يرقات الطور المعدي التي حفظت على 27 م في التربة وفي الماء. وكان بقاء اليرقات المعدية أشد وضوحاً في التربة عنها في الماء، وكان ذلك مرتبطاً باحتفاظ الجسم بمحتوياته. وقد ظلت اليرقات التي حفظت في أوعية زجاجية قادرة على الحركة والعدوى لمدة 128 يوماً، كما ظل حوالي 70% من يرقات النيماتودا المحفوظة في أوعية زجاجية على 10 م قادرة على العدوى بعد 24 شهراً من تخزينها (شافعي والشريف، 1979).

7-2. الرطوبة Moisture

وجد أن تأثير الإصابة بهذه النيماتودا يكون أعلى في حالة زيادة رطوبة التربة وارتفاع مستوى الماء الأرضي بها، رغم أن معدل تكاثرها يكون أعلى في حالة نقص الرطوبة في التربة (الأمثل عند السعة الحقلية). تختلف مستويات كثافة النيماتودا باختلاف رطوبة التربة. في التربة ذات الحبيبات الناعمة تنتعش عشائر النيماتودا بامتصاص الماء المتراوح بين صفر - 60 سنتي بار Centibar ، بينما في التربة ذات الحبيبات الخشنة يكون أحسن نمو النيماتودا بين صفر - 10 سنتي بار. وقد وجدت أعداد أكبر من النيماتودا حول الجذور في التربة الجافة (60 سنتي بار) مقارنة بعينات أخذت من تربة رطبة (9 سنتي بار). ويكون التكاثر في النيماتودا أبطأ في التربة الرطبة Wet soil ، وذلك بسبب بطء معدلات انتشار الأوكسجين (حسين، 2001).

درس تأثير الرطوبة والحرارة على قدرة نيماتودا الموالح على البقاء تحت الظروف الحقلية لمدة 18 شهرا. وقد ازدادت فترة حياة النيماتودا عندما كانت رطوبة التربة قرب الحد الأمثل اللازم لنمو الموالح، وعندما لم يتعد المتوسط اليومي لحرارة التربة 30 م. فقد ساعد ارتفاع حرارة التربة حول الأشجار الصغيرة صيفا على خفض كثافة نيماتودا الموالح . وكانت الحرارة في التربة الرطبة غير المظللة حول الأشجار الصغيرة وعلى عمق 2.5 - 50 سم أعلى من 35 م، وظلت كثافة النيماتودا منخفضة. وقد ازدادت كثافة النيماتودا عندما أصبحت الظروف أكثر ملاءمة للنيماتودا، حيث أصبحت الأشجار أكبر حجماً، مما وفر مزيدا من الظل، وبالتالي تغيّرت بيئة التربة. ورغم إزالة الأشجار المصابة بالنيماتودا وعدم زراعة المواقع مرة أخرى، فإن النيماتودا في الجذور العميقة في التربة قد تظل لسنوات عديدة. وقد وجد أن نيماتودا الموالح بقيت حية لمدة وصلت إلى تسع سنوات بعد إزالة الأشجار المصابة (حسين، 2001).

7-3- خواص التربة Soil characteristics

تستطيع النيماتودا أن تتحمل مدى واسعاً من أنواع التربة، ولكن كلما كانت التربة خفيفة وتحتوي على نسبة أعلى من المادة العضوية Organic matter زاد معدل تكاثرها وعليه، فإن التربة الثقيلة التي تحتوي على نسبة عالية من الطمي تكون أقل ملاءمة لتكاثر النيماتودا. وحتى في الأراضي الثقيلة، فإن انخفاض الرطوبة في التربة قد يساعد على زيادة التكاثر، نظرا لزيادة ضغط الأوكسجين في الفراغات الهوائية بين حبيبات التربة وأكدت إحدى الدراسات (اسطيفان وآخرون، 1977) أن تربة بساتين الموالح في محافظات كربلاء، وبغداد، وديالى في العراق غنية جداً بالمواد العضوية، وتربتها ذات تركيب غريني مزيج من الرمل والسلت والطين، وأن معدل تكاثر نيماتودا الموالح بها عال جداً وأعدادها كبيرة على مدار العام. وهناك اعتقاد بأن معدل تكاثر هذه النيماتودا يقل في الأراضي الجيرية بالمقارنة بالأراضي غير الجيرية. وقد وجد (1993 Abd-Elgawad and El-Taweel أنه عندما تميزت تربة بساتين الموالح بالقوام الخشن نسبيا - 70 % تقريباً من قطر حبيبات التربة يتراوح مداه من 0.25 إلى 2 مليمتر - لم يكن لدرجات هذا القوام أي ارتباط بمستوى نيماتودا الموالح ، في حين كان محتوى الأراضي محل الدراسة يتراوح مداه من 16.8 إلى 29.6 %- من كربونات الكالسيوم التي ارتبطت زيادتها معنويا بقلة أعداد النيماتودا، وذلك على عكس أملاح البيكربونات - تراوح محتوى التربة منها من 5 إلى 15 %- التي ارتبطت زيادتها بزيادة أعداد تلك النيماتودا بدرجة معنوية جدا. ويرجح أن هاتين العلاقتين المعنويتين قد ساهمتا ضمن عوامل أخرى في وجود النيماتودا في تجمعات، كما أوضحت ذلك دراسة سابقة (Abd-Elgawad, 1992a) في المنطقة ذاتها. أما صفات التربة الأخرى مثل محتوى التربة من الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والمغنسيوم فلم تظهر بين أي منها وبين أعداد النيماتودا علاقة محددة ربما بسبب تداخل تلك العوامل تحت الظروف الحقلية وكذلك لضيق المدى - النطاق - الذي تراوحت فيه نسبة هذه العناصر في تربة بساتين الموالح المختبرة (1993 ,Abd-Elgawad and El-Taweel) . وعلى النقيض من ذلك، وجدت علاقة عكسية قوية بين ملوحة التربة وتكاثر نيماتودا الموالح في العراق، حيث كانت كثافة النيماتودا في تربة بساتين الموالح منخفضة جداً في محافظة البصرة بمعدل 6720 يرقة/ 1 كجم تربة، بينما أعدادها في محافظات كربلاء، وبغداد وديالى ما بين 42025 إلى /108555 يرقة /1 كجم تربة بسبب احتواء تربة محافظة البصرة على نسب ملوحة عالية مقارنة بالمحافظات الأخرى (اسطيفان وآخرون، 1977).

وعموماً هناك العديد من العوامل التي تتعلق بالتربة وتؤثر فعلا على العدوى والتكاثر. فقد وجد (حسين، 2001) أن نمو وتكاثر نيماتودا الموالح الموجودة على شتلات الموالح يحدث في تربة تحتوي على 5 - 50 % طين. لكن معدل التكاثر كان أقل كثيرا في التربة المحتوية على 50 % طين منه في التربة التي تحتوي على 15.5، أو 30 % طين. وحيث أن إصابة النيماتودا للجذور تكون أبطأ كثيرا في الرمل الخشن فإن وقتا طويلا يمر الى أن تزداد الكثافة، وبالتالي تكون الأشجار قادرة على بناء مجموع جذري أقوى قبل أن يحدث إصابة شديدة عليها من قبل النيماتودا. إن أعداد النيماتودا سوف تزيد في الوقت المناسب كي تسبب تلفا لأجزاء من المجموع الجذري المنتشر. وعلى العكس من ذلك، فإن التربة المحتوية على مادة عضوية (حتى 90 %) تشجع العدوى والزيادة السريعة للنيماتودا مما يؤدى إلى ضرر مبكر للأشجار. لقد وجد أن الفتات العضوي في التربة قد صنع غطاء واقيا رقيقا حول جذور الموالح مما شجع على حدوث الإصابة. ويبدو أن لنوع التربة تأثير قليل على هجرة نيماتودا الموالح. فقد وجد أن حركة النيماتودا محدودة في جميع أنواع التربة. وذكر أن أقصى حركة لنيماتودا الموالح في نوعين من التربة كانت 35.3 سم خلال سنتين (حسين، 2001).

7-4- حموضة التربة Soil pH

تشير التقارير الى أن أفضل بقاء وتكاثر للنيماتودا يكون عند درجة حموضة(pH)  6-7.5. ورغم أن درجة حموضة التربة تؤثر فعلا على مستوى الكثافة، فإنه يمكن للعشائر النيماتودية أن توجد عند درجات قصوى من الأس الهيدروجيني pH وأن تؤثر على نمو الأشجار.

7-5. نوعية مياه الري Quality of irrigation water

ومن الأمور الهامة لتأثير النيماتودا المنهك على أشجار الموالح تأثير الطفيل على خلايا الجذر ويبدو أن النيماتودا تغير من الطبيعة شبه المنفذة للخلايا، مما يسمح للأشجار بامتصاص تركيزات أعلى من بعض العناصر وتركيزات أقل من عناصر أخرى. فعندما توجد تركيزات عالية من الأملاح في التربة، وخصوصا عندما تروى الأشجار بماء ذي محتوى عال من الأملاح، يحدث غالبا تركيز عال في الأوراق يكون ضارا بالشجرة ومع انخفاض أعداد النيماتودا - بسبب زيادة تركيز بعض الأملاح بمياه الري بالإضافة لبعض الكائنات المضادة للنيماتودا - ينمو مجموع جذري أكثر صحة، مما يؤدى إلى تحسن في الأجزاء الهوائية من الشجرة. وقد أوضحت دراسة (الحازمي وآخرون، 1988) بالسعودية أن الري بمياه المجاري يؤدي إلى تقصير دورة حياة نيماتودا الموالح على جذور بادرات الليمون البنزهير، حيث أنها تستغرق أربعة أسابيع في حالة الري بمياه المجاري، وخمسة أسابيع في حالة المقارنة بالري بمياه الصنبور . ووجد أن أعداد يرقات نيماتودا الموالح التي أصابت الجذور في معاملة الري بمياه المجاري تشكل ثلاثة أمثالها في حالة الري بمياه الصنبور . وأوضح اليحيى وآخرون (1988) أن الري بمياه المجاري نتجت عنه زيادة عددية في مجموع أطوار النيماتودا المختلفة على الجذور، يليه الري بمياه المجاري المعقمة (بالأتوكلاف) . أما الري بمياه الصنبور فأعطى أقل عدد من تلك الأطوار النيماتودية. وكانت أعداد اليرقات، والبيض، والعدد الكلي لجميع الأطوار على الجذور أعلى معنوياً في معاملة مياه المجاري عنها في معاملة مياه الصنبور . ولم توجد فروق معنوية بين معاملتي مياه المجاري المعقمة وغير المعقمة. كما وجد أن أعداد النيماتودا في التربة كانت أعلى معنوياً في معاملتي مياه المجاري عنها في مياه الصنبور . كذلك لم توجد اختلافات معنوية في نمو البادرات الملقحة وغير الملقحة بالنيماتودا في جميع معاملات المياه الثلاث. وفي دراسة أخرى (اليحيى وآخرون، 1988ب) وجدت علاقة بين تكاثر نيماتودا الموالح على جذور بادرات الليمون البنزهير المروية بمياه الصرف الصحي المعاملة وبين قوام التربة، فكان معدل تكاثر النيماتودا مرتفعاً في التربة الرملية، ومتوسطاً في التربة الرملية الطميية أو الطميية الرملية، ومنخفضاً في التربة الطينية الطميية. كما وجد أيضاً أن النسبة المئوية لليرقات التي تطورت إلى إناث ناضجة لا تختلف معنوياً في أنواع الترب الثلاثة الأولى (الرملية الطميية، والطميية الرملية، والرملية)، إلا أن كلاً من هذه النسب كانت أعلى معنوياً من النسبة في التربة الطينية الطميية. ووجد اليحيى وآخرون (1988ج) أن تحضين بيض نيماتودا الموالح لفترات مختلفة في ماء المجاري، وماء المجاري المغلي المكثف، وماء المجاري المخزن لمدة سبعة أشهر، وماء المجاري المعقم بالأتوكلاف، قد أدى إلى تنشيط فقس البيض بنسب متفاوتة.

7-6. الكائنات الموجودة بمنطقة الجذور

Rhizosphere organisms

يعد دور الكائنات الثانوية في التأثير على تقدم المرض جزءا هاما في معقد المرض، حيث وجد أن نقص نمو شتلات الموالح بسبب النيماتودا وفطر F.solani يكون أشد في وجود الكائنين معا (حسين، 2001). وهناك تقارير عن التأثيرات الضارة لكائنات دقيقة أخرى تقوم بغزو الجذور المصابة بالنيماتودا مما يؤدى إلى موت الأنسجة وتفاقم الخسائر (حسين، 2001). وجدت علاقة تعاونية قوية بين نيماتودا الموالح والفطور التالية

Pythium aphanidermatum, Phytophthora citrophthora و Rhizoctonia solani في العراق (اسطيفان وآخرون 1989 ، 1990 ,.Stephan et al). وفي مصر وجدت نتيجة مماثلة لعلاقة التداخل بين نيماتودا الموالح والبكتريا Agrobacterium tumefaciens (Mostafa et al., 1997)). وعلى النقيض، أدت الإصابة بنيماتودا الموالح إلى تقليل الإصابة بقطر Phytophthora nicotianae ، وبالتالي الحد من أضرار هذا الفطر Kora et al., 2001,.El-Borai et al., 2003)). ووجد الحازمي وآخرون (1988ب) أنه عند إضافة أي من الفطريات الأربعة Paecilomyces variotii, Aspergillus perak, Mucor .heimalis, Penicillium simplicissmum - المعزولة من ماء المجاري المستخدم للري – كلاً على حدة إلى النبات ثم التلقيح بنيماتودا الموالح أن الفطر Paecilomyces variotii أدى إلى زيادة تكاثر النيماتودا بمقدار أعلى من الضعف مقارنة بالشاهد، ولم يوجد تأثير يذكر للفطريات الثلاثة الأخرى.

8. التقلبات الموسمية في تعداد النيماتودا

Population dynamics

تعد التأثيرات البيئية للمناخ والتربة والإمداد بالغذاء والتنافس، عوامل رئيسية تتحكم في نشاط النيماتودا (1993 ,.Al-Sayed et al). ويترتب على هذه العوامل اختلاف في تعداد النيماتودا بسبب عادات النمو الموسمية للعائل النباتي (اسطيفان وآخرون، 1990 ؛ القاسم وأبو غربية، 2002). فقد وجد أن أقصى تعداد للنيماتودا يحدث في المواسم التي تنتابها زيادة في نمو جذور الأشجار خلال الفترة من إبريل - مايو - ديسمبر، وتكون العدوى وما يليها من دورات التعداد محصورة أساسا في الجذور، ذلك لأن نيماتودا الموالح تتغذى فقط على قشرة الجذور الأولية. وقد لاحظ الباحثون وجود فترتين للتعداد العالي والتعداد المنخفض (حسين، 2001)، فمثلاً وجد - تحت ظروف منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية (الرحياني وآخرون، 2000) - أن أعداد النيماتودا في التربة تأثرت كثيرًا بالتغيرات الكبيرة لدرجات الحرارة وخاصة في موسمي الصيف والشتاء (5 - 46 م ) . وقد ازداد تعداد النيماتودا مرتين الأولى خلال نوفمبر – يناير، والثانية خلال شهري إبريل - مايو، كما قل التعداد مرتين الأولى في فبراير ومارس، والثانية في الفترة من يوليو - أكتوبر ، وكانت درجة حرارة الجو في الفترات التي سبقت كل زيادة في التعداد (23 م في المتوسط) مناسبة إلى حد كبير لعملية اختراق اليرقات للجذور ثم تطورها في الجذر، وكذلك وضع وفقس البيض. ربما كان لانخفاض درجات الحرارة في الشتاء (5 - 12 م) وارتفاعها في الصيف (40 - 46 م) ، وكذلك التنافس الشديد بين اليرقات على الجذور أثرًا مباشرًا على انخفاض أعداد النيماتودا في التربة. كما لوحظت أيضا بعض الاختلافات الموسمية الأخرى في التقارير التي نشرت عن تذبذب هذه النيماتودا على مدار العام (2004 ,Kallel and B'Chir). رغم أن أغلب الدراسات تشير إلى ازدياد تعداد النيماتودا مرتين في العام (1980 Abd-Elgawad et al., 1994 Salem, ؛ -Al 1998 ,Hinai and Mani الرحياني وآخرون، 2000)، إلا أنه لم يلحظ تذبذب لها في فلسطين (1966 Cohn). كما سجل زيادة في تعدادها مرة واحدة (Sorribas et al., 2000)، أو ثلاث مرات (1988 Hamid et al.,) في العام.

9. تقدير الضرر الناتج عن الإصابة بنيماتودا الموالح

Damage estimates

تكمن خطورة هذه النيماتودا على الاقتصاد العربي في انتشارها في بساتين الموالح، فكلما كانت المساحات المصابة أوسع كان الخطر أكبر والخسارة أكثر.

أ- طرق تقدير الضرر الناتج عن هذه النيماتودا :

تشمل هذه الطرق كلاً من:

1- إيجاد علاقة ارتباط بين الكثافات المختلفة للنيماتودا وكمية المحصول المقابل لكل كثافة - في بساتين موالح منشأة فعلاً - يستنتج منها إحصائيا حجم الضرر. ويعيب هذه الطريقة إقحام عوامل أخرى يصعب التحكم في تحييدها - خاصة المتصلة بالتربة مثل تباين قوام ورطوبة التربة والأعداء الحيوية بها - غير النيماتودا تؤثر على المحصول والنيماتودا كليهما، وبالتالي على دقة النتائج (1990 Duncan and Cohn,). وقد وجد Korayem and Hasabo (2005) أن عتبة – بداية – الضرر الاقتصادي Damage threshold يبدأ عند 36000 فرد نيماتودي/ 1 كجم تربة بها 5 جم جذور مغذية للبرتقال أبو سرة في مارس، بينما كان العدد المقابل له هو 12000 ، 14000 فرد نيماتودى في شهري فبراير وأغسطس على الترتيب.

2- معالجة بعض النباتات المصابة بالنيماتودا بمبيدات نيماتودية (Al-Azzeh and Abu-Gharbieh, 2003, 2004b) وترك نباتات أخرى دون معالجة لقياس الضرر بين ما المعالج وغير المعالج. ويعيبها أن المبيدات المستخدمة عادة ما تكون لها تأثيرات سلبية أو إيجابية أخرى على المحصول وعلى الكائنات الأخرى، خاصة الموجودة حول جذور الموالح Rhizosphere organisms . فإذا كان المبيد جهازي Systemic nematicide امتد هذا التأثير ليشمل الآفات الموجودة على المجموع الخضري والبيئة الحيوانية Fauna المرتبطة به. وأحياناً يكون التأثير على نمو النباتات المعالجة بطريق مباشرة (اسطيفان وآخرون، 1981)، مما يقلل من دقتها (Duncan and Cohen,1990). فمثلاً، وجد (Abd-Elgawad 1995) علاقة أسية بين تعداد نيماتودا الموالح ومحصول البرتقال أبو سرة على مدار ثلاث سنوات (1993 - 1995)، وذلك عند تسجيل تعداد النيماتودا في الفترة ما بين مارس إلى يونيه من كل عام طبقا للوغاريتم معادلة الارتداد الخطي - من الدرجة الأولى - الآتية:

(1981

ص = 83.346 (2.718) - 0,0003795 س

حيث ص = محصول البرتقال (كجم / شجرة) ، س = عدد نيماتودا الموالح يرقات وذكور) / 150 سم3 تربة بها 3 جم من جذور حامولة الشجرة. وبناءً على هذه المعادلة، كان متوسط الخسارة في البساتين غير المعاملة بمبيد نيماتودى هي 10.1 طن/ هكتار وكان الحد الاقتصادي الحرج الذي يوصى عنده بمكافحة النيماتودا هو 1850 فرد نيماتودي / 150 سم3 تربة لكل 3 جم من الجذور الرفيعة (حامولة الشجرة)، في حين أوضح البحث العوامل البيئية والزراعية المحتملة - السابق الإشارة إليها - التي أعاقت استنتاج علاقة معنوية بين هذه النيماتودا وكلا من محصول البرتقال البلدي واليوسفي. وكما وجد (Timmer and Davis, 1982) أن العلاقة بين محصول الجريب فروت والنيماتودا كالتالي: ص = 160.3 (2.718) - 0.0000429 س حيث ص = كمية المحصول بالكيلو جرام/ شجرة ، س = عدد يرقات النيماتودا 100 سم3 تربة.

3- هذه الطريقة لا تزال - لتلافي عيوب الطريقتين السابقتين - في طور التجريب. حيث تزرع شتلات موالح متماثلة وغير مصابة بالنيماتودا في أرض متجانسة وغير ملوثة بالنيماتودا . ثم يتم عدوى جزء منها بالنيماتودا بمستويات مختلفة، ويترك جزء آخر بدون عدوى (مقارنة). ويراعى في اختيار الأرض تساوي استجابة أجزائها للمعالجات بحيث يمكن رصد الفروق بين ما تمت معالجته وما لم يعالج بدقة متناهية، وذلك لإيجاد علاقة ارتباط بين الكثافات المختلفة للنيماتودا وكمية المحصول المقابل لكل كثافة، يستنتج منها إحصائيا حجم الضرر. ولا يوجد حتى الآن تقرير يسجل العلاقة بين هذه النيماتودا والمحصول بناء على عدوى عشوائية صناعية بالنيماتودا لأشجار موالح بالغة.

10. الإدارة أو المكافحة

Management or control

يجب التنبيه أولاً على أن من أهم العوامل التي تعمل على زيادة انتشار وضرر هذه النيماتودا، خاصة في الوطن العربي أن المزارعين يجلبون شتلات مصابة بنيماتودا الموالح من المناطق المصابة إلى مناطق خالية منها تماما,Abd-Elgawad and McSorley) (2009)، فتنتشر الإصابة (الجدول التالي) لذا ينصح بعمل مشاتل الموالح في مناطق خالية من هذه النيماتودا، مثل الأراضي الحديثة الاستصلاح مع مراعاة وسائل الحجر الزراعي الأخرى.

جدول يبين: أعداد يرقات نيماتودا الموالح Techulus semipenetrans خلال عام 2006 م من ستة بساتين موالح منشأة حديثاً بمصر*

* عدد العينات المأخوذة من كل بستان = 30 عينة (2009,Abd-Elgawad and McSorley).

وسبق أن ذكرنا أن العالم الغربي استطاع فصل نوع نيماتودا الموالح من أنواع أخرى تشابهه في الشكل الظاهري إلى حد بعيد، ولكن تختلف عنه في العوائل التي تتطفل عليها. أظهر تحليل التكلفة Cost: benefit analysis اللازمة لعمل برنامج - يقوم على مكافحة وفحص آفات نيماتودا الموالح بمصر، وبالتالي منح شهادات حجر زراعي Quarantine certification program - أن العائد أو الجدوى الاقتصادية - من إنفاق 59.524 جنيه مصري في هذا البرنامج المقترح - يتمثل في فائدة قدرها مليون جنيه مصري (2009 ,Abd-Elgawad and McSorley). وقد تم فعلا تنفيذ برنامج حجر زراعي في الولايات المتحدة الأمريكية فكان العائد من برنامج الحجر الزراعي لنيماتودا الموالح هو 33 مليون دولار - أي أنقذت 5% فاقداً في المحصول نتيجة الإصابة بهذه الآفة قبل البرنامج . أما الحجر الزراعي للنيماتودا الحفارة، فقد وفر 17 مليون دولار بافتراض أنها تسبب 25% فقد في المحصول. وهذا التوفير - أو العائد - هو نتيجة مباشرة لزيادة المحصول. يضاف إليه عدد من الفوائد الأخرى المترتبة على نقل المحصول وتصنيعه وبيعه تجزئة وتشغيل أيدي عاملة في ذلك كله (2004 ,Lehman). وقد أظهر مسح حقلي أجري في وادي الأردن (1995 Al-Qasem and Abu-Gharbieh) أن الغالبية العظمى من بساتين الحمضيات التي يزيد عمرها عن 15 عاماً كانت مصابة بالنيماتودا، وقد عزي ذلك إلى أن الأشتال أُنتجت في مشاتل كانت تربتها موبوءة بالنيماتودا . ولكن بعد أن تم اكتشاف هذا الأمر، أصبح انتاج الاشتال يتم في مشاتل مراقبة ونظيفة من آفات الحمضيات الهامة، ومن ضمنها نيماتودا الحمضيات. كذلك جرت دراسات في البلدان العربية لتبيان تأثير عوامل متعددة على تكاثر نيماتودا الحمضيات، مثل منظمات النمو Abd-Elgawad and) (1991 ,Youssef ومحسنات التربة (1998 Amin and Yousef). وهناك اتجاه في الوقت الحاضر لزيادة العائدات المبكرة من بساتين الموالح ، أي قبل استفحال أصابتها بأمراض مثل مرض التدهور السريع والبطيء، والقوباء Psorosis ، والترستيزا Tristeza، ولفحة الأغصان Twig blight، وذلك بتكثيف زراعة الأشجار (تضييق المسافات بين الأشجار مع توقع عمر أقصر لها (2005 ,Duncan). وفي تجربة حقلية بمصر (1997 ,.Ismail et al) وأخرى غير منشوره (أبو غربية، اتصال شخصي) تمت مكافحة النيماتودا بكفاءة عالية بالطاقة الشمسية في وادي الأردن باستخدام البلاستيك الأسود صيفاً في تغطية التربة المزروعة بأشتال الحمضيات دونما إحداث أضرار بتلك الأشتال ويعد البرتقال ثلاثي الأوراق Poncirus trifoliate أكثر تحملاً أو مقاومة للإصابة بهذه النيماتودا. وهناك محاولات إنتاج أصناف موالح مقاومة لهذه النيماتودا، وذلك بعمل هجن منه كما أسلفنا يراعى اختلاف درجة المقاومة أو التحمل لهذه النيماتودا باختلاف صنف العائل، وسلالة النيماتودا ، وعشائر النيماتودا في المناطق المختلفة. كما أن الظروف البيئية تلعب دورا مهما في قوة تحمل العائل للإصابة بهذه النيماتودا. ففي مصر توجد أنواع تتحمل الإصابة ولا تتأثر بالعدوى بشدة مثل أصل فولكاماریان Volkameriana (عيسي، اتصال شخصي) لذا ينصح باستخدامه بديلا عن النارنج Sour orange الشائع استعماله حاليا في عدة دول. يتمتع أصل فولكاماريان أيضاً بمزايا نسبية أخرى منها تحمل الجفاف السائد في بلاد الوطن العربي الأمر الذي يحبذ استخدام هذا النوع ومنها مقاومته للفيروس الشائع في كثير من بلاد الوطن العربي والذي يتسبب في مرض تريستيزا Tristeza. على الرغم من أن جهود علماء المكافحة الإحيائية والعضوية في هذا المجال لا تزال تخضع لاجتهادات متفاوتة فهناك بعض التجارب الواعدة بنتائج طيبة (اسطيفان وآخرون، 1989، 2000، 2005 ؛ جبارة وآخرون، 2003).

11. برنامج مقترح لإدارة مرض التدهور البطيء

Suggested program to manage the slow decline disease

تستخدم إستراتيجية الإدارة المتكاملة في مكافحة مرض التدهور البطيء للحد من انتشار هذه النيماتودا، وذلك باتباع الآتي:

(1) استخدام المبيدات النيماتودية تحت إشراف مختصين، مع ملاحظة عدم تعريض جذور أشجار الموالح المصابة للضرر عند إجراء المعاملة الجانبية بالمبيد.

(2) تطبيق أنظمة الحجر الزراعي، وعدم زراعة شتلات أشجار أو شجيرات أخرى قابلة للإصابة بنيماتودا الموالح، مثل العنب (1985 ,.Stephan et al) والزيتون بجوار أشجار الموالح المصابة.

(3) مراعاة جميع الاجراءات الخاصة بالنظافة الزراعية، والإدارة المتكاملة للآفات.

12. الخلاصة Conclusion

للنهوض بزراعة الموالح، فإنه من المهم أن نبدأ بإدارة بساتين الموالح حسب الأصول ومن كافة الوجوه، خاصة فيما يتعلق بالري والتسميد والتقليم الجيد ومكافحة الحشرات والحشائش قبل الاهتمام بمكافحة النيماتودا الضارة للموالح (2005 ,Duncan ؛ Sikora) 2005 ,.et al ومن البديهي أن نؤكد أهمية النظر إلى مكافحة النيماتودا الضارة في هذا الإطار الشامل، وإلا فلن يجدي المحصول نفعا الاهتمام بمكافحة نيماتودا الموالح وحدها. تواكب دراسة نيماتودا الموالح في العالم العربي - بشكل عام - مثيلتها في دول العالم الغربي المتقدم، من حيث تصنيف الأنواع النيماتوديه، ودراسة إحيائيتها، والعوامل المؤثرة فيها، وتأثيرها على المحصول. أما الجانب الذي تتخلف فيه الدراسات العربية عن مثيلاتها في العالم المتقدم فهو تحديد السلالات المختلفة التي تتبع نوع نيماتودا الموالح وتوزيعها في الوطن العربي، إذ إن بعض هذه السلالات يصيب الزيتون وبعضها لا يصيبه، وهذا مفيد في تحديد أماكن زراعة مساحة معينة بالزيتون أو العدول عن زراعتها زيتونا إلى محاصيل أخرى. يضاف إلى هذا أن العالم الغربي قد تمكّن من فصل نوع نيماتودا الموالح من أنواع أخرى تشابهه في الشكل الظاهري - كما ذكرنا أنفا - ولكن تختلف عنه في العوائل التي تتطفل عليها ، ولا يعنى هذا عدم وجود هذه الأنواع الأخرى في عالمنا العربي. فقد لاحظ مثلا Abd-Elgawad (1992) وجود فرق معنوي في أعداد نيماتودا الموالح T.semipenetrans بين بساتين الموالح التي بها حشائش، وتلك الخالية منها، الأمر الذي يرجح وجود الأنواع الأخرى المتطفلة على هذه الحشائش، ولا ينقصنا سوى رصدها بدقة. ومن العوامل السلبية الأخرى التي تؤثر على زراعة الموالح هو عدم الالتزام الدقيق بقوانين الحجر الزراعي، الأمر الذي يترتب عليه نقل شتلات مصابة بالنيماتودا إلى أراض بكر فتصاب بدورها بها، وهو أمر تتخلف فيه الدول العربية عن دول الغرب المتقدم الذي يلتزم إتباع هذه القوانين بدقة. ويمكن استخدام أصول موالح مقاومة، أو متحملة لنيماتودا الموالح لتقليل الخسائر الناجمة عن هذه النيماتودا إلى أدنى مستوياتها . بيد أن التحدي يظل قائما لتطوير وسائل مكافحة إحيائية لتصبح فعالة وآمنة واقتصادية في المستقبل القريب بدلا من المبيدات الكيماوية التي منعت القوانين استعمالها - مثل الفيومازون - لتأثيرها الضار على البيئة والإنسان.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.