أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
![]()
التاريخ: 2025-03-24
![]()
التاريخ: 22-9-2016
![]()
التاريخ: 2025-03-26
![]() |
مر معك في بحث الأذان شيء عن صيغة ( الله أكبر ) التي يبدأ بها الأذان ، عن صيغتها المطلقة وصلاحيتها الشاملة وجرسها الحاسم، وها أنت تجدها هنا الصيغة الرسمية لافتتاح الصلاة إذ تسمى لذلك ( تكبيرة الاحرام ) بمعنى أنك بأدائها تدخل في حرم الصلاة .
وأول ما يواجهك هنا في هذه العبارة ملاءمتها البالغة لافتتاح الصلاة حتى كأنها صيغت خصيصا لهذا الغرض ، ووفت به أيما وفاء : فأنت في بدء الصلاة بحاجة لأن تتعرف وتحس بمن تقف بين يديه ، وليس شيء يفي بهذا التعريف كعبارة : الله أكبر .
وفي بدء هذه الوقفة أنت بحاجة لأن تنفض عنك المشاغل والهواجس . والعلاقات بالحطام ، وليس شيء يفي بهذا التطهير الفكري والشعوري كعبارة : الله أكبر .
وفي بدء الوقوف بين يدي الله يطلق ذهنك عملياته التخيلية محاولا أن يصور لك الله الذي تقف بين يديه . وما أن توافيك الله أكبر حتى يتناثر الخيال وتتساقط الأوهام ويتجلى لك إيمانك بالله عز وجل وجودا لا يحويه الذهن البشري الذي صنع خصيصا ليعمل داخل الزمان والمكان والزمين والمكين .
وفي بدء الوقوف للصلاة أنت بحاجة إلى دفعة من الجد والشعور بالمسؤولية ، إلى دفعة من الحنان والرحمة وإلى دفعة من التعقل والحكمة والشعور بالجلال . وكل ذلك وغيره تفيضه عليك عبارة : الله أكبر . خاصة إذا أديت الاستحباب الشرعي فكبرت ست تكبيرات أولا وجعلت تكبيرة الاحرام السابعة .
ثم لا يقف دور التكبير في الصلاة عند هذا الحد . إذ تجده يعاودك كلما شرعت في جزء من الصلاة ، فتكبير للركوع ، وتكبيرتان للسجدتين ، وتكبير للتشهد . وهكذا حتى ليكون في الصلوات الخمس اليومية خمس وتسعون تكبيرة منها خمس فرض وتسعون مستحبة الوسائل ج 4 ص 719 .
وفي هذا التكرار تجد عبارة الله أكبر تؤدي أدوارا جديدة : فهي تقوم بارجاعك الله الأكبر كلما سرحت عن الصلاة ، فكلما شدتك علائق الدنيا وهواجسها انتزعتك منها الله أكبر وعادت بك إلى موقعك أمام الله ، وعادت بمستواك إلى مستوى التربي على يديه عز وجل .
وهي تقوم بتهيئتك لخضوع الركوع والسجود فتقدم لك قبل هذا الخضوع منطقيته وخشوعه.
وهي تقول لك بعد الركوع والسجود : لا تظن أنك بانحنائك أمام عظمة الله وبتعفيرك الجبين بين يديه قد وفيت حقه وأديت شكر نعمائه ، كلا . . فالله أكبر من أن يفي خضوعك مهما كانت قيمته بشيء من عطائه وحنانه . . أوليس هذا الخضوع النافع لك الفاتح لبصيرتك الواصل إياك بمصدر العطاء نعمة من نعمه عز وجل ، فكيف تكون النعمة شكرا ووفاء . ؟
وتقوم الله أكبر ، بتكرارها في غضون الصلاة ، بالتأكيد باستمرار على حقيقة أن الوجود الإلهي لا يصح أن يقاس بشيء من وجود الطبيعة ، وتنفي عن ذهنك ما ربما يتوارد من التوهم والتشبيه والمقاسات الخاطئة التي تتخيل انطباقها على الله عز وجل .
أرأيت هذه الصلاحية الواسعة لهذه الصيغة العميقة الميسرة . ؟ فإذا أضفت إليها صلاحيتها لبدء الدعوة إلى الصلاة في الأذان ، وصلاحيتها للتأمين من المخاوف كل المخاوف ، وصلاحيتها في الهتاف في مظاهرة ، وفي معركة ، وفي كرب عظيم ، وصلاحيتها تعبيرا مريحا للانبهار من جمال أو جلال ، وصلاحيتها تسبيحا خفيا يملأ العقل ويفيض الدموع ، وصلاحيتها راية و؟؟ لمسيرة الإسلام في هذه الأرض . وتفحصت الأوجه العديدة في كل واحد من هذه المجالات . وأضفت إلى ذلك متانة هذه العبارة ويسرها ونداوتها وإيقاعها في أعماق الضمير في كل هذه المجالات . ألا ترى حينئذ أن عبارة الله أكبر في صيغتها ومحتواها درة مضيئة من كل صوب أنى نظرت تقل هذا وجهها وهي بكلها وجه، أليست كما يقول الحديث الشريف عطاء من الله لهذه الأمة .
عن النبي صلى الله عليه وآله قال " لكل شيء وجه ، ووجه دينكم الصلاة ، فلا يشينن أحدكم وجه دينه ولكل شيء أنف ، وأنف الصلاة التكبير . " الوسائل ج 4 ص 715 .
وعن علقمة بن وائل عن أبيه قال " صليت خلف النبي صلى الله عليه وآله فكبر حين افتتح الصلاة ورفع يديه وحين أراد الركوع وبعد الركوع " الوسائل ج 4 ص 727 .
وعن منصور بن حازم قال " رأيت أبا عبد الله الصادق عليه السلام افتتح الصلاة فرفع يديه حيال وجه واستقبل القبلة ببطن كفيه " الوسائل ج 4 ص 726 .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال " مر النبي صلى الله عليه وآله برجل يصلي وقد رفع يديه فوق رأسه فقال : ما لي أرى قوما يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم كأنها آذان خيول شمس " الوسائل ج 4 ص 729 .
وعن الإمام الرضا عليه السلام وقد سئل عن استحباب رفع الدين في التكبير قال : " إنما ترفع اليدان بالتكبير لأن رفع اليدين ضرب من الابتهال والتبتل والتضرع ، ولأن في رفع اليدين إحضار النية وإقبال القلب " الوسائل ج 4 ص 727 .
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|