 
					
					
						ما يجب ان تشعر به عند الوضوء و الطهارة					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						العلامة المحدث الفيض الكاشاني
						 المؤلف:  
						العلامة المحدث الفيض الكاشاني					
					
						 المصدر:  
						الحقائق في محاسن الاخلاق
						 المصدر:  
						الحقائق في محاسن الاخلاق					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص230-231.
						 الجزء والصفحة:  
						ص230-231.					
					
					
						 22-9-2016
						22-9-2016
					
					
						 2128
						2128					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				إذا اتيت بالطهارة في مكانك و هو ظرفك الأبعد ، ثمّ في ثيابك و هو غلافك الأقرب ، ثمّ في بشرتك و هو قشرك الأدنى فلا تغفل عن لبك الذي هو ذاتك و هو قلبك ، فاجتهد له تطهيرا بالتوبة و الندم على ما فرط و تصميم العزم على الترك في المستقبل فطهّر بها باطنك فانه موقع نظر معبودك.
قال الصّادق (عليه السلام): «و طّهر قلبك بالتقوى و اليقين عند طهارة جوارحك بالماء»(1) , و قد مضى تمام الخبر في باب الطهارة ، ثم إذا سترت معايب بدنك عن ابصار الخلق باللباس فاحضر ببالك فضايح سرّك التي لا يطلع عليها إلّا ربّك ، و طالب نفسك بسترها و تحقق أنه لا يسترها عن عين اللّه ساتر، و إنما يكفرها الندم و الحياء و الخوف فتستفيد باحضارها في قلبك انبعاث جنود الخوف و الحياء من مكانها فتذلّ به نفسك و تستكين تحت الخجلة و تقوم بين يدي اللّه تعالى قيام العبد المجرم المسيء الابق الذي ندم فرجع إلى مولاه ناكسا رأسه من الحياء و الخوف.
وفي مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام): «ازين اللباس للمؤمن لباس التقوى و أنعمه الايمان قال اللّه تعالى : {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [الأعراف : 26].
و أمّا اللباس الظاهر فنعمة من اللّه يستر بها عورات بني آدم و هي كرامة أكرم اللّه بها عباده ذرية بني آدم ما لم يكرم بها غيرهم ، و هي للمؤمنين آلة لأداء ما افترض اللّه عليهم و خير لباسك ما لا يشغلك عن اللّه بل يقرّبك من شكره و ذكره و طاعته ، و لا يحملك إلى العجب و الرياء و التزين و المفاخرة و الخيلاء(2)، فانها من آفات الدّين و مورثة القسوة في القلب.
و إذا لبست ثوبك فاذكر ستر اللّه عليك ذنوبك برحمته و البس باطنك بالصدق كما ألبست ظاهرك بثوبك و ليكن باطنك في ستر الرّهبة و ظاهرك في ستر الطاعة و اعتبر بفضل اللّه عزّ و جلّ حيث خلق أسباب اللباس لتستر العورات الظاهرة ، و فتح أبواب التوبة و الانابة لتستر بها عورات الباطن من الذّنوب و أخلاق السّوء و لا تفضح أحدا حيث ستر اللّه عليك أعظم منه.
و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عمّا لا يعنيك حاله و أمره ، و احذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك و يتجر برأس مالك غيرك و تهلك نفسك ، فان نسيان الذنوب من أعظم عقوبة اللّه تعالى في العاجل ، و أوفر أسباب العقوبة في الاجل.
و ما دام العبد مشتغلا بطاعة اللّه و معرفة عيوب نفسه و ترك ما يشين(3) , في دين اللّه فهو بمعزل من الافات خائض في بحر رحمة اللّه ، يفوز بجواهر الفوايد من الحكمة و البيان و ما دام ناسيا لذنوبه جاهلا بعيوبه راجعا إلى حوله و قوته لا يفلح إذا أبدا»(4).
_____________________
1- مصباح الشريعة : ص 129.
2- الخيلاء : العجب و الكبر المنجد و في الحديث لا يدخل الجنة شيخ زان و لا جار ازاره خيلاء م.
3- شأنه شينا من باب باع : عابه.
4- مصباح الشريعة : ص 130.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  آداب الصلاة
					 الاكثر قراءة في  آداب الصلاة					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة