الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
أوضاع الصلاة
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة:
ص147-154
2025-03-26
133
تتركب الصلاة من أوضاع وتلاوات . وأعني بالأوضاع الأفعال البدنية الواجبة في عملية الصلاة .
وطبيعي أن يكون ضارا بصورة الصلاة أن نفهمها أفعالا بدنية مفصولة عن التلاوات التي ترافقها من البدء إلى الختام وتضفي عليها طابعها البليغ .
لكني أردت في هذا البحث أن أعرض هذه الأفعال وما تعبر عنه بحد ذاتها ، وسأعرض في البحث اللاحق إنشاء الله لتلاوات الصلاة فتكتمل بها الصورة .
تتركب أوضاع الصلاة من وحدات تسمى الواحدة منها ركعة ، والتسمية مأخوذة من الركوع الذي هو الانحناء ، والذي يقع في وسط الركعة .
وتتألف الركعة من : وقوف باعتدال باتجاه القبلة ، ثم انحناء إلى الإمام للركوع بحيث تصل الكفان إلى الركبتين ، فعودة إلى الوقوف باعتدال ، فسجود على الأرض ، فاعتدال إلى الجلوس ، فسجود على الأرض ثانية ، واعتدال إلى الجلوس، ثم تنهض إلى الوقوف باعتدال فتبدأ الركعة الثانية .
وتتألف الصلاة في الحد الأعلى من أربع وحدات تركيبية أربع ركعات كما في صلاة الظهر والعصر والعشاء ، وفي الحد الأدنى من ركعة واحدة كما في بعض الصلوات المستحبة .
السؤال : لماذا دخلت الأفعال البدنية وهذه الأفعال بالذات : وقوف وركوع وسجود وجلوس ، في عملية الصلاة الإسلامية وكانت جزءا صميما منها . ؟
قرأت عن طالب تركي يعيش في ألمانيا أنه يصلي بالتأمل مستغنيا عن الركوع والسجود . قال لصديقه : دخلت عليه فوجدته جالسا في شرفة الشقة مستغرقا في التفكير مما اضطرني لأن أنتظر . ولما استوفى صديقي تأملاته نهض وسلم علي مرحبا ، فقلت له : ما الذي أخذ عليك لبك ؟ بماذا كنت تفكر ؟
كنت أصلي .. أي صلاة هذه ! لا أعرف صلاة بهذا الشكل ! كنت أصلي صلاتنا الإسلامية .
وأين الوقوف والركوع والسجود وشروط الصلاة الإسلامية ؟
إني أصلي بروح الصلاة . أما حركات الوقوف والركوع والسجود فأعتقد أنها كانت حاجة للمجتمع البدائي . كان أجدادنا بحاجة إليها لأنهم كانوا يفتقدون رياضة التنس والبليارد وكرة القدم والحركات السويدية ، وكانوا بحاجة إلى حركات ليحسوا بروح الصلاة لأن مستواهم الثقافي كان محدودا .
أما مجتمعنا الحاضر فهو يمارس الرياضة وهو يمتلك الثقافة التي تجعله يحس بالله ويكلمه دون حركات . وهذا ما أفعله ، إني أصلي لله ، وأتفكر فيه وأنا جالس في مكاني من هذه الشرفة .
في صلاة هذا الأخ التركي ثلاث نقاط يستحق على إحداها الشكر ، ويكمن في اثنتين منها الخطأ .
أما التي يستحق عليها الشكر فتكفيره في الإسلام ومحاولته فهم صلاته ، أن بذل أدنى محاولة لتعقل الإسلام خطوة نافعة .
والنقطة الثانية : تصور هذا الأخ أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام هو بوضع الشريعة متأثرا بالمفاهيم والأوضاع المعاشة في عصره ! أو تصوره أن الله أنزل هذه الشريعة ولكن على ضوء المفاهيم والأوضاع المعاشة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله.
لقد تعود هذا الشاب وغيره أن ينظروا إلى الشرائع الوضعية القديمة والحديثة كشريعة حمورابي والشرائع الرومانية واليونانية والشرائع الفرنسية والإيطالية وغيرها ، على أنها شرائع نابتة من الأرض فتراهم يسارعون في تعميم هذه النظرة إلى الإسلام ويحملون شريعته من رواسب البيئة وظروفها ما يحملونه للشرائع الوضعية . وينسون أن هذا الدين ينبع من فوق الظروف والمفاهيم المعاشة في جيل من الأجيال ، وأنه تنزل تنزيلا حقيقيا من الله عز وجل .
إذا كانت نظرة هذا النوع من المسلمين ناتجة عن الغفلة عن مصدر الشريعة وخلودها ، فإن عليهم أن ينتبهوا إلى هاتين الحقيقتين .
وإن كانت نظرة معتمدة فحالهم حال المستشرقين الذين يكفرون بالإسلام ، فهم مدعوون أولا إلى براهين الإسلام على ألوهية الله عز وجل ونبوة رسوله محمد صلى الله عليه وآله، قبل أن يتخذ هذا الأخ موقفا من الصلاة عليه أن يحدد موقفه من مصدر الشريعة الإسلامية وخلودها .
فهل الأفعال البدنية في الصلاة هي رأي محمد بن عبد الله المكي النابع من ذاته وظروفه أو هي رأي الله الخاص بالمجتمع المكي والعربي آنذاك، أم هي رأي الله المطلع قديما وفعلا على رياضة البليارد والتنس والكرة وعلى جلسة عبده التركي على كرسي الشرفة . ؟
والنقطة الثالثة : أن الصلاة التي اختارها هذا الأخ تعبر تعبيرا أمينا عن النظرة الغربية للروح والجسد : فالروح والجسد في الغرب وجودان مختلفان أحدهما وفد من السماء والآخر نبت في الأرض ولكل منهما اتجاه ومطالب ، وبينهما صراع نشب منذ زمن طويل وانتهى بسيطرة المواطن في أرضه وإقامة دولة رمزية لروح يرأسها البابا وتقدم لها دولة الأجساد شيئا من الاحترام في يوم الأحد .
تمشيا مع هذه النظرة وجد هذا المسلم أن الصلاة حاجة للروح ، وما دامت الروح وجودا مستقلا عن الجسد فليس من الضروري إطلاقا أن يشارك في تلبية هذه الحاجة بل يكفي للروح أن تغترف حاجتها من الصلاة والجسد مستقر على كرسي أو مستلق على سرير .
أما الإسلام فهو يخطئ هذه النظرة جملة وتفصيلا : الروح والجسد في رأي الإسلام وجودان بتجزئتنا العقلية فقط ، أما في حقل الواقع الموضوعي حقل الحياة فهما وجود موحد يتبادل التفاعل والتعاون فيشكل كيانا واحدا اسمه الإنسان ، تماما كالوردة ذات الخلايا والأوراق واللون
والرائحة نجزؤها في أذهاننا إلى هذه الأشياء مع أنها في حقل الحياة وجود
موحد متعاون ومتفاعل يشكل شيئا اسمه الوردة .
والروح والجسد في رأي الإسلام مصنوعان بيد الله القديرة من تربة هذه
الأرض المقدسة فكلاهما مواطنان وكلاهما سماويان لا غازي فيهما ولا مغزو .
والصراع القائم في الإنسان ليس صراعا بين الروح والجسد ، ولكنه صراع قائم في الروح ، في النفس التي ألهمت في عمقها الفجور والتقوى ومزجت في جسد يتفاعل معها ويشاركها هذا الصراع ويخضع بدوره لنتائجه .
والدولتان القائمتان في الغرب للروح والجسد هما في نظر الإسلام لونان من انحراف الروح والجسد كليهما .
والدولة التي أقامها الإسلام على يد رسوله صلى الله عليه وآله والتي يريد إقامتها الآن هي دولة الإنسان الموحد المستقيم .
والصلاة التي أوجبها الإسلام هي صلاة لهذا الكل الذي يتشكل منه الإنسان يشارك في أدائها جسده فينعكس الأثر على روحه وتشارك في أدائها روحه فينعكس التأثير على جسده من دون تفاوت في ذلك ولا انفصام .
إن أول ما يتجلى في شكل الصلاة الإسلامية هو نظرية الإسلام هذه في وحدة الروح والجسد وحدة الإنسان .
وهي وحدة أصيلة يؤكد الإسلام عمقها في المنشأ من ذرة التراب المباركة التي دخلت حركتها التطورية المدهشة في مصنع الله عز وجل حتى صار قسم منها روحا وصار الآخر جسدا وصار المجموع بشرا ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) 20 الروم .
ويؤكد ها الإسلام في الامتزاج والترابط والتفاعل المستمر القائم في هذا الزوج الموحد الذي يشقى معا ويسعد معا .
ويؤكدها في شجبه النظرة المنحطة إلى الجسد والنظرة المغالية في الروح ويستبدلها بنظرة عالية للإنسان بروحه وجسده ومشفقة عليه في آن .
ويؤكدها في الخط السلوكي العام إذ يرفض رهبانية الروح كما يرفض مادية الجسد.
ثم ينسجم مع هذه النظرة الموضوعية في تشريعاته كلها فتجئ تشريعات لا للروح السارحة ولا للجسد القابع وإنما للمزيج الإلهي الموحد الإنسان وينسجم مع هذه النظرة في عمليته التربوية اليومية الصلاة فيجعلها مزيجا من التطهر بالماء والوقوف والركوع والسجود والجلوس والقراءة والنية والتأمل والخشوع . . مزيجا تربويا مركبا من روح وجسد لهذا المزيج الموحد في روح وجسد .
إن إدراك الضرورة في أفعال الصلاة البدنية ليس على جانب من الصعوبة ، فما على الذين يرتابون في هذه الضرورة إلا أن يلاحظوا مرة واحدة أثر هذه الأفعال في أنفسهم ، ثم ليحكموا عن حس وتجربة .
سيجدون أن نصيب الروح وتأثرها الملموس بالأفعال البدنية للصلاة من تطهر ووقوف وركوع وسجود وجلوس بين يدي الله لا يقل عن تأثر البدن .
وكذلك نصيب الجسد وتأثره بالخشوع والتفكر والمثول في حضرة الله تعالى لا يقل عن تأثر الروح ونصيبها .
اطمئن بأنه لا توجد للإنسان حاجة جسدية مشروعة إلا وهي تنعكس تأثيرا نافعا على روحه ، ولا حاجة روحية مشروعة إلا وهي تنعكس تأثيرا فسيولوجيا على جسده وإن لم تصل إلى ذلك علوم فسلجة الإنسان، وما ذلك إلا لأن الامتزاج والتفاعل الحقيقي العميق بين الروح والجسد يجعل حاجاتهما واحدة وتأثرهما متبادلا.
والأمر الآخر الذي يتجلى في شكل الصلاة هو تذليل الإنسان وتحريره من كبريائه . ولا بد لنا أن ننظر إلى مسألة الكبرياء البشري نظرة موضوعية هادئة لأنها تمس كبريائنا، في أحدنا هذا المتر المكعب من التراب أو دون ذلك قوى هائلة ، وعمدتها القوى النفسية في مقابل القوى الجسدية المحدودة، وفينا من الطموح ما لا يقل عن قوانا واستعدادنا بل يفوقه . وبنفس الوقت فينا من نقاط الضعف ما يمكن أن يحطم قوانا الجسدية فيجعلنا في لحظة جسدا خائرا ، أو يضعف بقوانا العقلية فيجعلنا في لحظة موجودا تافها .
هكذا بنى الله وجودنا الإنساني وأسلمنا قياده . وهذه هي النظرة الموضوعية التي يجب أن ننظرها إلى أنفسنا .
لكن الذي يحدث كثيرا هو الانحراف عن هذه النظرة ، فنصاب تارة بالعجب وتارة بالكبر .
وقد ذكر صاحب كتاب جامع السعادات رحمه الله أن الكبر ينتج عن العجب ، قال :
" . . إذ العجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير . فالعجب هو سبب الكبر والكبر من نتائجه " ج 1 ص 300 ، ولكن الذي يظهر من نصوص السنة الشريفة أن الكبر والعجب حالتان مختلفتان ، وأن العجب هو استعظام الإنسان لعمله ، وأن الكبر هو استعظام الإنسان لنفسه ذاتها بقطع النظر عن العمل ( راجع الكافي ج 309 314 ) .
وللكبر عوامل كثيرة يجمعها الشعور بالنقص ، ففي الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه " الكافي ج 2 ص 312 .
كما أنه على درجات كثيرة يجمعها أنها نظرة خاطئة ينظرها الإنسان إلى نفسه فيستعظم قواه ومطامحه ناسيا مصدر هذه القوى وناسيا نقاط ضعفه .
وتبعا لمدى الخطأ في هذه النظرة تجئ النتائج التي وكلها رهيبة نعوذ بالله . .
النتائج هي الحجب عن الرؤية الموضوعية أما حجبا جزئيا وإما حجبا كليا حتى ليبلغ حالة الطبع على القلب والإنكفاء في النفس، قال الله عز وجل : ( كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار ) 35 غافر .
والعمي عن الرؤية خطورة على الإنسان ما فوقها خطورة . فما هو العلاج من هذا البلاء . ؟
يرى الإسلام أن العلاج يتكون من ثلاث مواد :
الأولى : الظروف التكوينية التي خلق الله الإنسان في وسطها والتي من شأنها أن تبدل شعور الكبرياء المقيت في نفس الإنسان بشعور الاعتزاز الخاشع بين يدي الله والاستعانة به على الضعف ، من شأنها أن تطأطئ رأس الإنسان وتجعله يقبل الحقيقية الموضوعية عن نفسه وطريقة تكامله، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " لولا ثلاث ما طأطأ رأس ابن آدم شيء ، المرض والفقر والموت ، وجميعهن فيه وأنه معهن لوثاب " .
والمادة الثانية : تركيز المفاهيم التي تشكل النظرة الموضوعية لأنفسنا كمفهوم صدورنا عن الله ومملوكيتنا له واحتياجنا الدائم إليه ، ومفهوم ارتباط حريتنا بمدى تجسيد عبوديتنا له عز وجل ، ومفهوم التواضع المقابل لشعور الكبرياء الأنف الذكر.
والمادة الثالثة : المواقف التربوية التي تمرس الإنسان عمليا على التحرر من الكبرياء وتضعه في موقعه السليم وطريقه التكاملي الصحيح . وأولى هذه المواقف الصلاة اليومية التي يفرض علينا شكلها البليغ أن نقف بين يدي الواهب عزو جل وقفة الجنود المؤدبين أمام القائد ، ثم ننحني إعظاما ثم نفترش الأرض بجباهنا مؤدين أقصى درجة من الخضوع والاعتراف بالجميل والاحتياج ، ثم نكرر هذه التعبيرات إمعانا في التحرر من ذاتيتنا والانتصار على كبريائنا وتأكيدا لتعلقنا المطلق بالله عز وجل .
علينا أن نستبعد نظرة الكبر العمياء.. الخضوع فينا ضرورة يمليها تكويننا واحتياجاتنا وظروفنا .
وليس منا أحد فوق الظروف والاحتياجات، إننا مخلوقون ولسنا آلهة، وعلينا أن نختار بين الخضوع العزيز لمصدر وجودنا وحاجاتنا عز وجل أو الخضوع الذليل لمن عداه . كما يفعل الذين يرفضون الخضوع لله فيخضعون لأهوائهم ولبشر مثلهم ولشيطان يغويهم ويؤدون لهم أكثر من ركوع وسجود .
يسعى أحدهم وراء الحرية فيقع في عبودية مقيتة ، يرفض الانحناء أمام الله صاحب كل شيء ، ثم ينحني على أعتاب أي شيء ، يرفض الخضوع المنفتح النافع الذي يهبه الحرية والاعتزاز فيقع في الخضوع الباطل الضار الذي يهبه عمى في الرؤية وانتكاسة في القلب .
أفهذا الشطط لا يحتاج إلى علاج . ؟ إلى وقوف يعبر عن مسؤولية الطفل بين يدي المربي وإلى انحناء ووضع للجبين على التراب نذوق فيه روعة التذلل لله وحلاوة التحرر من مهانة الأشياء .
ما دمنا مخلوقين مملوكين محتاجين ، وما دام علمنا بحاضرنا ومستقبلنا محدودا ، وما دمنا لا نملك لأنفسنا من الله شيئا لا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ما دام أمرنا بكله من الله وبالله وإلى الله . . فلم لا نقف بين يديه وننحني إعظاما ونعفر الجبين إجلالا ؟ لم لا نستعينه على ضعفنا ونشكره على قوانا ونعتز بعلاقتنا به وخضوعنا له.. ؟ وهل يحرمنا من ذلك إلا نظرة الكبرياء العمياء ؟ ما أروع الانتصار على الكبرياء ، وما أعذب الخضوع أمام الإله الأحد سبحانه ، والانتظام بين يديه ، والانحناء أمام عظمته ، ثم يبلغ العبد ذروة القرب والخشوع في سجود مفعم غامر .
في الحديث الشريف : " أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد " الوسائل ج 4 ص 980.