قد أدرك العلماء منذ أكثر من مائة عام أن نسيج الخشب هو النسيج الذي يمر فيه الماء وينتقل إلى أجزاء النبات المختلفة. ويكون نسيج الخشب العديد من الخلايا المتباينة ، الحى منها والغير حي . ومن هذه الخلايا عناصر القصيبات tracheary elments الأكثر سيادة  والتي من خلالها ينتقل جميع الماء عملياً . كما يوجد في نسيج الخشب أيضاً ألياف الخشب (sclerenchyma) والخلايا البرنشيمية الحية .

القصيبات والأوعية Tracheids and Vessels :

عناصر الأوعية والقصيبات هي تلك الخلايا الأكثر إشتراكاً في نقل الماء ( أنظر شكل 1 ) . كلاهما مستطيلتين تقريباً ولهما جدر ثانوية ملجننة ، وهما خلايا ميتة عند تمام نضجهما واضطلاعهما بوظيفتهما ، وبالتالى ليس لهما بروتوبلازم داخل تجويف الخلية - مما يساعد على كفاءة نقل كميات كبيرة من الماء نسبياً . ومن مميزات عناصر الأوعية أن أطرافها مثقوبة ، إلا أن ذلك غير موجود في القصيبات ، حيث أن القصيبات لها نقر حافية bordered pits . وفى عناصر القصيبات المتقدمة في النضج فإن نهايات الجدر ربما تختفى بالكامل وبالتالي لا تترك شيئاً يعوق مرور الماء خلال الخلايا.

ولو أخذنا عدداً كبيراً من عناصر الأوعية ولصقنا نهايات بعضها ببعض فإننا نحصل على تركيب أنبوبي طويل ، ذلك التركيب الناشئ من سلسلة التصاق عناصر الأوعية عن طريق نهايات جدرها يُسمى العمود الوعائي ( أو الأنبوب الوعائي ) أو عمود الخشب ( أنظر شكل 2 ) . ذلك النسيج الوعائي من الخشب يكون شبكة من الأعمدة التي تمتد إلى جميع مناطق النبات وتمد جميع الخلايا الحية في النبات باحتياجاتها المائية . هذه الشبكة لها أهميتها الكبرى للنبات ، ليس فقط من حيث استمرار الامتلاء ، ولكن أيضاً لازمة لانتقال المركبات الأخرى التي تحمل من خلية إلى أخرى مع تحرك الماء ( على سبيل المثال العناصر المعدنية الأساسية ) .

 والنظام الوعائي هو النظام الأساسي لانتقال الماء في النباتات الزهرية angiosperms . إلا أن الأوعية لا توجد في المخروطيات Conifers والتي تكون فيها القصيبات الطريق الأساسي لانتقال الماء ( أنظر شكل 3 ) . والقصيبات ما هي إلا خلايا طويلة مغزلية الشكل ذات نهايات جدر منحدرة وتلتحم تلك النهايات ببعضها البعض وأيضاً من خلال النقر الحافية لتكوين طريق مستمر لتحرك الماء . وانتقال الماء وتحركه في القصيبات يقابل بمقاومة أكثر بالمقارنة بالنظام الوعائي ، وبالرغم من ذلك فإن تدفق الماء لا يتوقف في الأشجار العالية ، والعديد منها من المخروطيات وجميعها بالطبع لا يوجد بها أوعية . وفى شكل 3 نمو الخشب الثانوي واضح في إنتاج الحلقات الحولية ( الحلقات السنوية annual rings ) ، والخشب الربيعي يتكون من حبيبات لها تجاويف كبيرة وجدر ثانوية رقيقة ، وبالعكس الخشب الصيفي يتميز بخلايا ذات تجاويف صغيرة وجدر ثانوية سميكة جداً . ونمو القصيبات يتأثر مباشرة بظروف النمو الموسمية ، خاصة ميسورية الماء للنبات .

الشكل (1) عناصر الاوعية والقصيبات والياف الخشب التي توجد في انسجة الخشب
عن K. Esau, 1958. Plant Anatomy. New York: John Wiley & Sons, Inc. Reproduced by permission.

شكل 2 : صورة ألكترونية دقيقة مجسمة لخشب البلوط تبين الأوعية في الخشب الصيفي والخش الربيعي . الخشب الربيعى له أوعية ذات أقطار كبيرة

J.N.A. Lott. 1976. A Scanning Electron Microscope Study of Green Plants. St. Louis,Mo.:Mosby. Courtesy of J.N.A. Lott, Me Master University.

بالرغم من أن الأوعية والقصيبات تنتظم في النبات في الاتجاه الرأسي على طول المحور الرأسي للنبات ، وبالطبع فإن الماء يتحرك بصورة أساسية في الاتجاه الرأسي ، إلا أن تحرك الماء يمكن أن يكون عرضياً . فالعديد من النقر التي يمكن للماء أن يتحرك خلالها خارج الجدر الجانبية لعناصر الأوعية والقصيبات . وحيث أن الخلايا ترقد فوق بعضها البعض بصفة عامة ، فإن النقر توجد في ازدواج ولذلك تُسمى بالنقر الزوجية pit pairs . ولما كانت تلك النقر توجد متجاورة لبعضها البعض فإن الماء يمكن أن يمر من خلية إلى أخرى جانبياً . ولما كانت تلك النقر الزوجية يمكن أن تحدث بين عنصرين وعائيين وأيضاً بين قصبتين ، ، أو بين القصبة وعنصر وعائي ، كما يحدث بين القصيبات أو عنصر وعائي والخلايا البرنشيمية الحية ، وهكذا بالتالي يمكن للماء أن يتوزع بسهولة خلال جميع الأنسجة في النبات.

شكل 3 : صورة إلكترونية مجسمة دقيقة لتنوب دوجلاس (Douglas fir (Pseudotsuga menziesii الخشب الثانوي واضح في الحلقة السنوية ( الحولية ) . الخشب الربيعي يحتوي على تجويف كبير وجدار ثانوي رقيق الخشب الصيفي يتكون من قصيبات ذات تجويف صغير وجدر ثانوية سميكة. لاحظ عمود الراتنج والشعاع .

J.N.A. Lott. 1976. A Scanning Electron Microscope Study of Green Plants. St. Louis, Mo.: Mosby. Courtesy of J.N.A. Lott, Mc Master University.

ألياف الخشب Xylem Fibers :

ألياف الخشب هي خلايا طويلة رقيقة مستدقة لها جدر سميكة جداً مللجننة وتموت عند النضج . والوظيفة الأولى لألياف الخشب هي الدعامة support وقد يكون من المشكوك فيه أنها تدخل في نقل أي كمية من الماء خلال هذه الخلايا . ومع ذلك فمن المحتمل أن يمر بعض الماء خلال ألياف الخشب حيث أنها ملتصقة بعضها البعض ومع القصيبات وعناصر

الأوعية من خلال النقر الزوجية .

برنشيمة الخشب Xylam parenchyma :

ربما توجد الخلايا البرنشيمية الحية مبعثرة في الخلايا الموصلة أو كمكون لشعاع الخشب Xylem rays ولذلك تنسب إلى هذه الخلايا وتسمى ببرنشيمة الخشب أو البرنشيمة الشعاعية . ومن المرجح أن تكون وظيفة برنشيمة الخشب هي اختزان الغذاء ، حيث يتراكم النشا في اتجاه نهاية موسم النمو ثم يتناقص أو يختفى خلال النشاط الكمبيومي وخلال موسم النمو الزهري  . وأشعة الخشب البرنشيمية تسهل كثيراً من الانتقال الجانبي للماء والمغذيات . والخلايا البرنشيمية للخشب ربما يكون لها دور حيوي كبير في انتقال الماء .