أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-9-2020
![]()
التاريخ: 3-5-2019
![]()
التاريخ: 2025-02-27
![]()
التاريخ: 2025-01-30
![]() |
يعني تفكك التربة وإزالة جزء من مكوناتها ونقلها إما بواسطة الرياح أو بالمياه الجارية أو بالاثنين معا إلى أماكن أخرى مما يؤدي تدريجيا إلى إضعاف القدرة الإنتاجية للأرض، لأن الانحراف يتمكن من إزالة الطبقة الخصبة الحاوية على الذبال والأملاح والمعادن الضرورية للنمو كالفسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، ومن الصعب تعويضها خلال فترة قصيرة. والانجراف يحدث طبيعيا منذ الأزل ولا يشكل خطرا إذا كان معدله مساويا أو أقل من معدل تكوين التربة، لكن يزداد خطره إذا كان بمعدل سريع كما يحصل بفعل الفيضانات النهرية والحرائق والبراكين والممارسات البشرية الخاطئة في الزراعة والتحطيب والرعي. فطبقات التربة التي أخذت آلاف السنين لكي تنمو وتتطور إلى بضعة أمتار يمكن حرفها في غضون سنوات قليلة إذا تم القضاء على الغطاء النباتي.
وتتفاوت الترب من حيث مقاومتها للتعرية الريحية والانجراف المائي بحسب طبيعة تكوينها ونوع استعمال الأرض، فالتربة الجيدة قوية البناء هي التي تتصف بنفاذية جيدة وتماسك يحولان دون انجرافها ويوفران ظروفا مناسبة تنشط عملية الإنبات ويختلف تماسك حبيبات التربة حسب قوامها الذي يقرره شكل حبيباتها. فالتربة الرملية قليلة التماسك تختلف عن التربة الغنية بالغرويات المعدنية والعضوية المتجمعة كالتربة العضوية. كما تختلف قدرة التربة على مقاومة الانجراف باختلاف الظروف المناخية ودرجة الانحدار وطبيعة استعمال الإنسان للأرض.
أ - الانجراف بواسطة الرياح:
وهو غالبا ما يخص الأقاليم الجافة وشبه الجافة والأراضي المحروثة والمكشوفة والمراعي ذات النباتات القليلة وذات الطبقة الترابية الرقيقة القابلة للتفتت والانجراف .الرياح السريعة عادة ما تكون مرتبطة بالاضطرابات الجوية تتسبب في تجريد الأشجار من أوراقها تحت ضغط الهواء أو قصف الأوراق بحبيبات الرمال المنقولة مع الهواء، وقد تكون الرياح من الشدة بحيث تقتلع المحاصيل، أو تكشف جذورها للهواء والحرارة والإشعاع المباشر من الشمس فتجف وتموت، أو قد تردمها بالرمال السافية والكثبان الرملية المتحركة وتعتبر مشكلة زحف الرمال على الحقول الزراعية والمنشآت والمنازل من أخطر المشاكل التي يظهر أثرها بصفة خاصة بالمناطق الجافة وشبه الجافة التي تحتوي على بحار من الرمال .عموما ينشط الانجراف الهوائي غالبا بالعوامل التالية:
1 - القوام الخفيف للتربة ( فهي رملية أو كلسية مفككة يسهل تذريتها).
2 - ضحالة التربة وضعف قدرتها على الاحتفاظ بالماء وانخفاض محتواها من المادة العضوية.
3- ندرة الغطاء النباتي الطبيعي.
4- جفاف التربة بسبب ندرة الأمطار وارتفع معدلات التبخر.
5- الاستخدام الخاطئ للأراضي الزراعية والرعوية ( كالحراثة العميقة التي تقضي على الغطاء النباتي من جذوره والرعي الجائر وإزالة المحاصيل من جذورها وترك التربة مكشوفة لموسم أو عدة مواسم طويلة)[1]
مما تقدم تتضح الأسباب الكامنة وراء تكرار العواصف الغبارية وسيادة ظاهرة الشبورة الغبارية بالأقاليم الجافة حتى في الأيام المستقرة حيث يظهر الجو الصحراوي ملبدا بالرغم من اختفاء السحب نتيجة التساقط البطيء لجسيمات الغبار الذي سبق وأن أثارته زوابع سابقة. ومن نتائج الانجراف الريحي نذكر ما يلي:
1- فقدان طبقة التربة الغنية في محتواها من المادة العضوية والعناصر المعدنية الضرورية في تغذية النبات ونموه. وفقدان حبيبات التربة الدقيقة كالطين والغرين وهي من أهم العناصر النشطة المؤثرة في تركيب التربة وخصوبتها.
2- إرساب الأتربة المنقولة بالرياح وما ينتج عنها من ردم للأراضي الزراعية والطرقات والخزانات المائية، واطماء السدود والترع وتكوين الكثبان الرملية الزاحفة على الواحات.
3- تلوث الهواء بالغبار يؤثر على صحة الإنسان والحيوان ويضعف مجال الرؤية على الطرقات والمطارات وحتى على خطوط النقل البحري. كما أن تسلل جسيمات الرمال إلى داخل المحركات الآلية يتسبب في تأكلها وسرعة تقادمها وفسادها.
4- زحف الكثبان الرملية على مجاري الأنهار وخنقها، وإضعاف القدرة التخزينية للسدود وزيادة احتمالات الفيضان.
5- ترمل الطرق واختفاء العلامات الدالة على مساراتها يجعل عملية التنقل في الصحراء محفوفة بالمخاطر.
6- تلبد الجو لفترات طويلة ومتكررة يضايق النفس البشرية وباعث على الاكتئاب والضجر والقلق.
7- تجريد النباتات من أوراقها وأغصانها الطرية، وتعرية جذورها وتعريضها للهواء فتجف وتموت، وربما تقتلع النباتات من جذورها أو تطمرها تحت أطنان الرمال السافية حتى الموت
ب- الانجراف المائي:
تلعب السيول الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة دورا مهما في انجراف التربة. حيث تعاني أقاليم الجبال والهضاب من جميع أشكال الانجراف المائي الغشائي والجدولي والأخدودي والانزلاقات الطينية، وتعاني أقاليم المصاب النهرية عادة من مشاكل طمر التربة والمحاصيل بالطين والحجارة. ويكثر حدوث هذه الظاهرة بالأقاليم المطيرة التي تتعرض لإزالة غطائها الشجري، وبالأقاليم شبه الجافة التي تتعرض بين الفينة والأخرى إلى زخات شديدة مركزة تسقط على تربة عارية ومفككة أعدتها ظروف الجفاف الطويل. عموما الانجراف المائي يشكل خطرا على الغطاء النباتي والتربة وبالتالي على إمكانية إنتاج الغذاء، كما سيتضح من خلال الفقرات التالية.
1- تحريك التربة ونقلها مما يؤدي إلى انكشاف جذور النباتات أو اقتلاعها بالكامل.
2- فقد المياه الجارية وضياعها لأماكن بعيدة بدلا من نفادها في التربة وترطيبها لفائدة النبات خلال فترات انحباس المطر.
3- إزالة التربة السطحية الغنية بالمواد العضوية والمعدنية يؤدي إلى إفقار التربة الزراعية وتدني إنتاجيتها المحصولية. أما الانجراف الأخدودي فقد يتسبب في تدمير الطرق والجسور والمباني والتسبب في الانزلاقات الطينية على المنحدرات وما تؤدي إليه من خسائر مادية وفي الأرواح حيت تدمر المباني ( على ساكنيها) وأبراج نقل الطاقة الكهربائية والطرق.
[1] خليل أبو بكر سليمان ، صيانة التربة ، مجلة آفاق العلم والثقافة ، المجلد الأول ، العدد (1) ، مارس 2003 ، ص75
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
مستشفى الكفيل: ملتقى النادي الطبي الطلابي يناقش سلامة المرضى والتعليم الطبي
|
|
|