المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18395 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ  
  
156   03:01 مساءً   التاريخ: 2025-02-09
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 5 ص361-362.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ

 

قال تعالى : {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [العنكبوت : 21 - 24].

قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : ثم ذكر سبحانه الوعد والوعيد ، فقال : يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ معناه أنه المالك للثواب والعقاب ، وإن كان لا يشاء إلّا الحكمة والعدل ، وما هو الأحسن من الأفعال فيعذب من يشاء ممن يستحق العقاب وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ ممن هو مستحق للرحمة ، بأن يغفر له بالتوبة وغير التوبة وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ معاشر الخلق أي : إليه ترجعون يوم القيامة ، والقلب هو الرجوع والرد ، فمعناه : إنكم تردون إلى حال الحياة في الآخرة ، حيث لا يملك فيه النفع والضر إلّا اللّه .

وهذا يتعلق بما قبله ، كأن المنكرين للبعث قالوا : إذا كان العذاب غير كائن في الدنيا ، فلا نبالي به .

فقال : وإليه تقلبون .

وكأنهم قالوا إذا صرفنا إلى حكم اللّه فررنا ، فقال : وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ أي : ولستم بفائتين عن اللّه في الدنيا ، ولا في الآخرة ، فاحذروا مخالفته .

ومتى قيل : كيف وصفهم بذلك ، وليسوا من أهل السماء ؟ فالجواب عنه من وجهين ، أحدهما : إن المعنى لستم بمعجزين فرأوا في الأرض ، ولا في السماء ، كقولك : ما يفوتني فلان هاهنا ولا بالبصرة ، يعني ولا بالبصرة لو صار إليها . . . والآخر : إن المعنى ولا من في السماء بمعجزين ، فحذف من الدلالة الكلام عليه ، كما قال حسان : أمن يهجو رسول اللّه منكم * ويمدحه ، وينصره ، سواء فكأنه قال : ومن يمدحه وينصره سواء أم لا يتساوون . وهذا ضعيف عند البصريين .

وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ينصركم ، ويدفع عذاب اللّه عنكم . فلا تغتروا بأن الأصنام تشفع لكم . وقيل : إن الولي الذي يتولى المعونة بنفسه ، والنصير يتولى النصرة تارة بنفسه ، وتارة بأن يأمر غيره به .

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أي : جحدوا بالقرآن وبأدلة اللّه وَلِقائِهِ أي :

وجحدوا بالبعث بعد الموت أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي أخبر أنه سبحانه أيسهم من رحمته وجنته ، أو يكون معناه يجب أن ييأسوا من رحمتي .

وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي : مؤلم . وفي هذا دلالة على أن المؤمن باللّه واليوم الآخر ، لا ييأس من رحمة اللّه .

ثم عاد سبحانه إلى قصة إبراهيم فقال : فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ يعني حين دعاهم إلى اللّه تعالى ، ونهاهم عن عبادة الأصنام إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ وفي هذا تسفيه لهم إذ قالوا حين انقطعت حجتهم لا تحاجوه ، ولكن اقتلوه أو حرقوه ليتخلصوا منه . فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وها هنا حذف تقديره : ثم اتفقوا على إحراقه ، فأججوا نارا فألقوه فيها ، فأنجاه اللّه منها .

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أي : علامات واضحات ، وحجج بينات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ بصحة ما أخبرناه به ، وبتوحيد اللّه ، وكمال قدرته « 1 ».

________________

( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 18 - 19 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .