ان الفن الاذاعي يتجه بطبيعته الى صنع (نجوم) للأخبار يأتي في مقدمتهم مذيعو النشرات... رغم معارضة البعض لهذا الاتجاه بحكم انه يغلب الناحية الشخصية/ على اهمية الاخبار في ذاتها، ولكن هذا لا يعدو ان يكون الضريبة التي لا بد ان تدفع في (عالم الاستعراض).

فسواء شئنا او لم نشأ فان مقدم نشرة الاخبار ترتبط شخصيته في اذهان المستقبلين بالمعلومات التي يتوقون اليها، والتي يقدمها لهم بصمة منتظمة انه الصديق الموثوق به.. العالم بأشياء كثيرة لم نكن نعلمها من قبل .. ويتطور الامر حتى يصبح الجمهور في حالات كثيرة في انتظار نشرة الاخبار، لان الذي سيقدمها هو نجمهم المحبوب بصرف النظر عما تحمله النشرة من اخبار.

وفي حالات اخرى يعزف الناس عن متابعة نشرة اخبارية معينة لان الذي يقدمها شخص ليس له من الصفات ما يجعله نجمهم المفضل. وحكاية النجم هذه في الاخبار لها مميزات ولها عيبها.

فمن مميزاتها انها تحقق مزيدا من الجذب وتبني للنشرة جمهوراً اكبر وتزيد من تفاعل المستقبلين على ما تقدمه النشرة من اخبار...

اما عيوبها فتظهر في احساس قارئ النشرة بأهميته الجماهيرية – او – مبالغته في هذا الاحساس الامر الذي يجعله يتصرف على هذا نحو ما يتصرف الفتى المدلل ويبالغ في الطلبات والشروط، بالإضافة – وهذا هو الاهم- انه يفرض شخصيته وربما رأيه على طريقة تحرير النشرة او اختيار انبائها الامر الذي قد يعرض سلامة النشرة الاخبارية ذاتها للخطر(1).

وقبل ان ننتقل الى الاعتبار الثاني الذي ينبع من كون النشرة هي (الاستعراض الاذاعي) ينبغي الن نشير الى عدد من الاعتبارات الهامة التي يشترط ان تتوفر لقارئ النشرة.

فلابد ان يراعى في اختيار القارئ ان تكون شخصيته مقنعة بالنسبة لهذا النوع من البرامج الواقعية... ولابد ان يعطي الاحساس بالثقة فيما يقدم من انباء، وان يكون قادراً على الاحساس بما يقول وليس منفصلا عنه.

وقد جرى العمل في كثير من المحطات الاذاعية اختيار مقدمي نشرات الاخبار من بين العاملين في الاخبار او المتصلين بها عن طريق الصحافة المكتوبة بل ان كثيرا من مقدمي النشرات في كثير من المحطات كانوا في الاصل من الصحفيين المعروفين بالإضافة الى ما يتوافر لهم من مميزات اذاعية بالنسبة للراديو او التلفزيون (2).

على انه حتى اذا لم يتوافر هذا الشرط فلابد ان يشترك مقدم النشرة في اعدادها بشكل او باخر لكي يتوافر له عنصر الاحساس بما يقول على النحو الذي أشرنا اليه من قبل.

وهناك اتجاه بان يكون مقدمو نشرات الاخبار من الرجل على اساس ان عنصر الثقة في رواية الاحداث السياسية لا يتوافر عادة الا للرجال بالإضافة، الى انه قد يكون من غير المقنع اطلاقا ان تقدم سيدة جيدة الصوت او الصورة اخبار الكوارث القومية او العالمية، او الاحداث الخطيرة.

ونرى ان هذه مسألة نسبية تتوقف على درجة قبول المجتمع لمشاركة المرأة في النشاط العام، والمعروف انه في الدول التي نالت استقلالها بعد نضال قومي اشتركت فيه المرأة، يمكن ان تكون المرأة مقنعة في حديثها في المسائل السياسية العامة بنفس درجة اقناع الرجل.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1. Fang, Irving, television news
2. Arther, Swinson writing for Television. London. 1995 P.P 101.