المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6454 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الانتقام
28-4-2017
آخر رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
12-1-2016
مقاومة مكافئة equivalent resistance
22-2-2019
طلائع الفشل
The Colors of Rubies and Emeralds
20-5-2020
السيد يوسف بن يحيى بن المؤيد بالله محمد بن القاسم
15-2-2018


التزام المسلمين بالعهود والمواثيق  
  
34   01:47 صباحاً   التاريخ: 2025-02-02
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج3/ ص230-232
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2020 2281
التاريخ: 2024-07-26 643
التاريخ: 25-10-2020 2836
التاريخ: 28/12/2022 1512

إنّ التقدم المذهل للمسلمين في العصور الأولية من تاريخ الإسلام كانت ولا زالت مثار تعجب المؤرخين في الشرق والغرب ، ولكنهم إذا تفكروا في أسباب وعوامل هذا التقدم السريع لأدركوا بسرعة سرّه.

ومن البديهي أنّ أحد علل التقدم السريع هو التزام جيش الإسلام بالمواثيق والعهود وهذا هو ما أكد عليه القرآن الكريم ونبي الإسلام (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) مراراً ، وهذه المسألة على درجة من الأهمية بحيث كان الجيش الإسلامي يضحي من أجلها بالكثير من الانتصارات السريعة على الكفار.

أنّ القانون المهم (الأمان) الذي يعد أحد التعاليم الإسلامية يؤكد هذا المعنى أيضاً وأنّ كل جندي من جنود الإسلام وفي أيّ رتبة كان يمكنه أن يعطى الأمان لبعض رجال العدو بشكل مؤقت ويجب على جميع المسلمين في الجيش الإسلامي احترام هذا الأمان وكأنّه عهد مقطوع ولازم الوفاء.

وهناك نماذج كثيرة ذكرها المؤرخون في تاريخ الإسلام تحكي هذا المعنى ومنها :

1 ـ ما ذكره ياقوت الحموي في (معجم البلدان) عن فتح مدينة (سهرياج) ([1]) من القصة العجيبة حيث بعث الخليفة في ذلك الزمان الجيش إلى هذه المدينة لفتحها.

يقول فضل بن زيد الرقاشي : حاصرنا سهرياج في أيام عبد الله بن عامر وقد سار إلى فارس افتتحها ، وكنّا ضمنا أن نفتحها في يومنا وقاتلنا أهلها ذات يوم فرجعنا إلى معسكرنا وتخلف عبد مملوك منّا فراطنوه ، فكتب لهم أماناً ورمى به في سهم فرحنا إلى القتال وقد خرجوا من حصنهم وقالوا : هذا أمانكم فكتبنا بذلك إلى عمر ، فكتب إلينا : إنّ العبد المسلم من المسلمين ذمته كذمتكم ، فلينفذ أمانه ، فأنفذناه ([2]).

ومصدر هذه القصة هو ما ورد من الحديث النبوي المعروف في حجة الوداع حيث قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) للمسلمين كافة : «المُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكافَأُ دِمائُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْناهُمْ» ([3]).

2 ـ وورد في التواريخ الإسلامية أنّ المسلمين في عصر الخليفة الثاني هزموا الساسانيين وقبضوا على (هرمزان) قائد الجيوش الفارسية وجاءوا به إلى عمر بن الخطاب ، فقال له الخليفة : لقد نقضت العهود معنا دائماً فلما ذا إرتكبت هذا العمل؟ فقال الهرمزان : أخاف أن تقتلني قبل أنّ أقول لك سبب ذلك ، فقال له الخليفة : لا تخف.

وفي هذه الأثناء طلب الهرمزان الماء فجيء له بإناء فيه ماء فقال الهرمزان : لو أعلم بأنني أموت من العطش فأنني لا أشرب من هذا الأناء أبداً.

فقال لهم عمر : اذهبوا وأتوه بماء في إناءٍ يقبل أن يشرب منه ، فجاؤوا له بقدح فيه ماء وناولوه بيده ، فنظر إلى ما حوله ولم يشرب وقال : أنني أخاف أن أقتل وأنا أشرب الماء.

فقال له عمر : لا تخف فأنا أعطيك الأمان من القتل إلى أن تنتهى من شرب الماء.

فما كان من الهرمزان إلّا أن ألقى بالقدح من يده فانسكب الماء على الأرض ، فقال عمر وهو يتصور أنّ القدح سقط من يده بدون اختيار : ناولوه قدحاً آخر ليشرب.

فقال الهرمزان : أنا لا أريد الماء بل كان مقصودي أن أحصل منك على الأمان ، فقال له الخليفة : ولكني سأقتلك لا محالة.

فقال الهرمزان في جوابه : إنك قد أعطيني الأمان من القتل.

فقال الخليفة : أنت تكذب فأنا لم أعطك الأمان.

وكان (أنس) حاضراً فقال : صدق الهرمزان لقد أعطيته الأمان إلى أن ينتهى من شرب الماء.

فتفكر الخليفة في ذلك وقال للهرمزان : لقد خدعتني ولكني سوف أقبل خدعتك هذه لكي تعتنق الإسلام ، فلما رأى الهرمزان هذه الحالة (وهي إلتزام المسلمين بعهودهم ومواثيقهم) شع نور الإيمان في قلبه وأسلم ([4]).

والملفت للنظر أنّه يستفاد من الروايات الإسلامية أنّه حتى شبهة العهود والأمان يجب الوفاء بها ، ففي الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) : «لَوْ أَنَّ قَوْماً حاصَرُوا مَدينةً فَسَألُوهُمُ الأَمانَ فَقالُوا : لا فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قالُوا : نَعَمْ فَنَزِلُوا إِلَيْهِمْ كانُوا آمِنِينَ» ([5]).

وبهذا ترى أنّه ليس فقط العهد والأمان يجب الوفاء به بل إحتمال وجود العهد الوفاء به أحياناً.


[1] يوجد في مركز نواحي بوانات بلاد الفُرس قرية تسمى سوريان ، والظاهر هي نفس سهرياج ، لانّه ورد في معجم البلدان في ذيل هذه القصة اسمها الفارسي سوريانج يكون مخففه سوريان.

[2] معجم البلدان ، ج 3 مادة سُهرياج.

[3] اصول الكافي ، ج 1 ، ص 404 ، ح 2.

[4] التفسير الأمثل.

[5] وسائل الشيعة ، ج 11 ، ص 50 ، ح 4.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.