أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2020
859
التاريخ: 2-1-2018
991
التاريخ: 17-11-2015
1921
التاريخ: 26-2-2019
899
|
تفشت في بدايات القرن العشرين أمرض عديدة في حيوانات المزرعة في الولايات المتحدة الأميركية، وكان ذلك مصاحبا لتناول الحيوانات لعلائق من الذرة المصاب بفطريات. تمثلت الأعراض في الماشية والخيول في انسلاخ أظلافها، أما الخنازير فتفقد شعرها وتفقد الطيور ريشها، بعض الحيوانات تحدث لها نوبات تشنجية تنتهي بها إلى الموت. دلت معظم عمليات العزل على وجود الفطر فيوزاريم موينليفورم Fusarium moniliforme المسبب لمرض عفن كيزان الذرة في عينات الأعلاف وبالتالي ربما يكون مسئولا عن حدوث هذه الأمراض. وقد وجد أن تغذية حيوانات التجارب على أعلاف من الذرة التي سبق أن نمى عليها الفطر فيوزاريم موينليفورم F. moniliforme تسبب أعراضا مرضية شديدة ومتباينة، فهي تسبب تليفا وتكون عقد متضخمة في كبد الفئران، كما تسبب لها أيضا حدوث جلطات في الأوردة القلبية، وتسبب اضطرابات كلوية وكبدية في الأغنام وفشل قلبي حاد في قرود البابون.
عزل الفطر فيوزاريم موينليفورم moniliforme . F. من أماكن مختلفة، ووجد أن الغالبية العظمى من العزلات لها القدرة على إنتاج مجموعة من التوكسينات تعرف بالفيومونيسينات Fumonisins وأهم أفراد هذه المجموعة فيومونيسينات ب 1 ، ب 2 ، ب3 وهى التى تتكون وتتواجد طبيعيا في معظم عينات الذرة الملوثة بالفطر، بالإضافة إلى فيومونيسن ب 4 الذى يتواجد بقلة في بعض العينات هناك أيضا فيومونيسينات سي 1 ، 11، 21 وهى غير شائعة التواجد في العينات الملوثة وفي حالة تواجدها فإنها تكون بتركيزات منخفضة. بالإضافة للفيومونيسينات ينتج Fusarium moniliformer توكسين مونيليفورمين Monili- formin ومجموعة توكسينات فيوزارين Fusarine . وفى حصر أجرى على عدد كبير من عزلات فيوزاريم مونيليفورم Fusarium moniliforme تمثل عدة دول أفريقية، لدراسة مدى قدرتها إنتاج هذه التوكسينات وجد حوالي 22% من العزلات لها القدرة على إنتاج مونيليفورمين بكميات قليلة . أما فيوزارينات فقد أنتجتها معظم العزلات وأهم أفراد الفيوزارينات الستة هو فيوزارين سي وذلك لثبوت تداخله في إحداث السرطان ينتج الفطر فيوزاريم مونيليفورم Fusarium moniliforme توكسيناته في كيزان الذرة الشامية قرب نهاية موسم النمو وهو يحدث الإصابة في الكيزان من خلال الحريرة أو عن طريق الجروح التي تحدثها الإصابة الحشرية أو مهاجمة الطيور للكيزان. ويلائم حدوث الإصابة درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المرتفعة ويستمر الفطر في إنتاج التوكسينات في الحبوب أثناء التخزين إذا ما كان محتواها الرطوبي مرتفعا ودرجة حرارة التخزين مرتفعة. في حالات الإصابة الشديدة بمرض عفن الكيزان يكون نمو الفطر واضحا على الحبوب وبالتالي فإن احتواءها على التوكسين أمر شبه مؤكد، إلا أن التوكسينات يمكن أن تتواجد في حبوب سليمة المظهر وعلى درجة من الجودة. وعلى وجه العموم فإن الحبوب المكسورة أو المهشمة تكون وسطا مناسبا لنمو الفطر بدرجة كبيرة عن الحبوب السليمة، وعلى ذلك فإن نواتج الغربلة عادة ما يصاحبها حالات تسمم شديدة لوجود محتوى عال من التوكسين بها.
يعتبر مرض Leukoencephalomalacia والذي يطلق عليه أيضا مرض الترنح الأعمى Blind staggers في الخيل والبغال والحمير من أهم أمراض الحيوان الناتجة عن التسمم بالفيومونيسين. يحدث هذا المرض عند تغذية تلك الحيوانات على مخلفات نجيلية لمحصول سبق إصابته بالفطر فيوزاريم مونيليفورم Fusarium moniliforme أو إمدادها بعلائق من الحبوب النجيلية السابق إصابتها بنفس الفطر. ينتشر هذا المرض في معظم أنحاء العالم، تظهر أعراض المرض على نحو مفاجئ، وهى تبدأ بفتور الحيوان، ويبدو عليه مظهر النعاس مع بروز اللسان خارج الفم. يرفض الحيوان التقهقر إلى الخلف وتكون حركته على شكل عشوائي وبطريقة مترنحة ولا إرادية وتكون علامات الخلل العصبي أوضح بمرور الوقت إذ يتحرك الحيوان نحو الأشياء دون تفهم وليس لفقد القدرة على الرؤية ثم يصبح الحيوان مستثارا وشديد الاهتياج، وخلال مرحلة الاهتياج قد يجرى الحيوان لمسافة بعيدة بلا هدف وربما يصطدم بأشياء كالأسوار . وأخيرا يموت الحيوان وربما يسبق موته أن يستلقى ويحرك أطرافه حركة ترددية وتكون الفترة بين ظهور الأعراض وموت الحيوان قصيرة جدا فهي قد لا تتجاوز 7 ساعات في حالة الخيل وقد تمتد إلى سبعة أيام.
تصنف عزلات الفطر فيوزاريوم مونيليفورم فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من حيث إنتاج الفيمونسينات إلى عزلات قليلة الإنتاج وتلك يقل إنتاجها عن 50 ميكروجرام جرام وعزلات متوسطة الإنتاج ( 50 - 500 ميكروجرام / جرام ) وعزلات عالية الإنتاج وهى تنتج أكثر من 500 ميكروجرام / جرام . ومعظم العزلات المصاحبة لحالات مرض Leukoencephalomalacia تنتمى إلى العزلات عالية الإنتاج.
مرض الاستسقاء الرئوى الخنزير Porcine Pulmonary Edema هو المرض الثاني الذي يشيع حدوثه في الحيوان. يحدث هذا المرض للخنازير عند تغذيتها بصفة مستمرة على أعلاف ملوثة بالفطر فيوزاريم مونيليفورم-Fusarium moniliforme. لوحظ حدوث هذا المرض في مزرعتين في آن واحد في ولاية جورجيا الأمريكية فى عام 1990 وأدى حدوثه إلى موت 34 من الخنازير الناضجة تتمثل الأعراض في حدوث رشح رئوي حاد واستسقاء واضح في منطقة الحلق ويمتلئ التجويف الصدري بسائل ذهبي مصفر فشل التشخيص في البداية في الربط بين الفطر فيوزاريم مونيليفورم Fusarium moniliforme وتوكسيناته وبين المرض. لقد كانت الأعلاف المقدمة للحيوان في كلا المزرعتين هي ناتج غربلة حبوب الذرة لموسم 1989 تكررت حالات التسمم في وسط الولايات المتحدة وبنفس الأعراض وفيها جميعا كانت الأعلاف المقدمة للحيوان من الذرة أو ناتج غريلة الذرة بأخذ عينات من الأعلاف المصاحبة لحالات من الاستسقاء الرئوي وجد أنها جميعا إيجابية لعزل الفطر فيوزاريوم مونيليفورم وأن جميع هذه العزلات منتجة للفيومونيسين ب 1 بتركيزات تتراوح بين 900 و 2350 ميكروجرام/جرام وفيومونسين ب2 بتركيزات تتراوح بين 120 و 350 ميكروجرام جرام. أما عن تأثير هذه التوكسينات على الإنسان فقد وجد ثمة ارتباط بين سرطان المريء واستهلاك أغذية ملوثة بالفطار Fusarium moniliformes ففي دراسة أجريت عام 1981 لوحظ أن أعلى إصابات بسرطان المريء تحدث في مقاطعات جنوب غرب ترانسكى Transkei في جنوب إفريقيا حيث تكون الذرة هو مصدر الغذاء الرئيسي. وقد وجدت هذه العلاقة أيضا في كل من الصين وجنوب إيطاليا ويحتمل أيضا في إيران، وقد تمكن مجموعة من علماء جنوب أفريقيا بعد عشر سنوات من البحث عن سبب ارتفاع حالات سرطان المريء في منطقة ترانسكي بجنوب أفريقيا من إثبات العلاقة بين الفيومونيسينات وسرطان المرىء في
الإنسان.
الفيومونيسينات توكسينات ثابتة حراريا ولا تؤدى طرق الطهو العادية أو استخدام الحرارة في عمليات التصنيع إلى اختزال مستوى التوكسينات. ومع ذلك فهناك خطوات تصنيع معينة قد تؤدى إلى خفض مستوى التوكسينات، فقد وجدت التوكسينات بتركيزات عالية في عينات مختلفة من دقيق الذرة بلغ فيها تركيز فيومونيسين ب 1 حتى 349 ميكروجرام /جرام وبلغ في عينات من عصيدة الذرة حتى 2124 ميكروجرام/ جرام ويبلغ فى عينات من جريش الذرة حتى 167 ميكروجرام/ جرام.
وهناك عينات من أغذية أخرى مصنعة من الذرة احتوت قدرا قليل أو لم تكن محتوية على التوكسين، رغم أن بعض هذه المصنعات احتوى على قدر كبير من التوكسين، وقد تضمنت العينات المدروسة زيت الذرة وشراب الذرة وكعكة الذرة والذرة المعلب. وربما يرجع احتواء هذه العينات على قدر قليل من التوكسين إلى العمليات الفيزيائية أو الميكانيكية التي تضمنتها عمليات التصنيع. فقد وجد التوكسين بتركيز مرتفع في قشور الأرز ونواتج غربلة الذرة، وعلى ذلك فإن عملية تبييض الأرز والتخلص من كسر الحبوب والشوائب المختلطة بها من خلال عملية الغربلة يؤديان إلى التخلص من قدر كبير من التوكسين. ونظراً لأن الفيومونيسين يذوب في الماء فإن عملية الطحن المبتل خلال تصنيع النشا تعمل على إنتاج نشا خالي من الفيومونيسين أو محتوى على قدر قليل منه بينما يكون معظم التوكسين موجودا في ماء النقع والجلوتين والأجنة والألياف. وقد درست إمكانية تكسر التوكسين كيماويا، فوجود التوكسين بتركيزات منخفضة في كعكة الذرة أدى إلى اقتراح أن معاملة جريش الذرة بهيدروكسيد الكالسيوم قبل عمل الكعكة ربما أدى إلى نزع سمية الفيومونيسين. وجد بالفعل أن تلك العملية تختزل سمية الفيومونيسين، ورغم ذلك فقد دلت الاختبارات على الفئران أن مركبات الفيومونيسين لم تنزع سميتها تماما بدليل استمرار تأثيرها على الكلى والكبد.
أمكن إحداث تفاعل بين الفيومونيسين وسكر الفركتوز وناتج هذا التفاعل لم يحدث ضررا للحيوانات المختبرة. كما أنه لم يكن له تأثيرا مسرطنا . ومازالت الدراسات جارية لتقدير مدى ثبات المركب الناتج من التفاعل وعن مدى إمكانية تطبيق هذه المعاملة بطريقة عملية.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|