أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
2006
التاريخ: 5-10-2016
2398
التاريخ: 2024-05-25
1199
التاريخ: 2025-01-08
76
|
ورد الحديث عن هذه الرذيلة مرّةً تحت عنوان (حبّ الجاه) ومرّة تحت عنوان (حبّ الرئاسة) واخرى بعنوان «الشرف» ، ونختار قسماً من تلك الروايات الكثيرة :
1 ـ الروايات التي تتحدث عن مدى تأثير وتخريب هذهِ الرذيلة في دائرة الدين والمعتقد، بحيث جاء في الحديث النبوي الشريف : «ما ذِئبانِ ضاريانِ ارسِلا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ أكثرَ فَساداً فِيها مِنْ حُبِّ المالِ وَالجاهِ فِي دِينِ الرِّجُلِ المُسلِمِ» ([1]).
وتأسيساً على ذلك ، فإنّ حبّ الجاه والثروة وعبادة المقام تمثل عناصر خطيرة على مستوى عملية هدم الدين وتخريب الإيمان في أعماق النفس ، كما هو الحال في علاقة الذئب والغنم.
2 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال: «حُبُّ الجاهِ وَالمالِ يُنبِتانِ النِّفاقَ فِي القَلبِ كَما يُنبِتُ الماءُ البَقلَ» ([2]).
3 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : «مَنْ طَلَبَ الرِّئاسَةَ هَلَكَ» ([3]).
4 ـ قد أولت الروايات الإسلامية أهمية كبرى لهذهِ المسألة من موقع التحسس لظهور أبسط العلامات لحبّ الجاه وحذّرت منها ، ففي حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً : «إِيّاكُم وَهَؤلاءِ الرُّؤساءِ الَّذِينَ يَتَرَأسُونَ فَو اللهِ ما خَفَقْتِ النِّعالُ خَلفَ رَجُلٍ إلّا هَلَكَ وأَهلَكَ» ([4]).
ويجب التنويه إلى أن المستضعفين والمحرومين غالباً ما كانوا حفاة الأقدام في ذلك الزمان والنعال مختص بالغني ، ومن البديهي أنّ هؤلاء لا يتبعون شخصاً في سبيل الله ومن أجل الخير!
5 ـ في حديث عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وفي معرض حديثه عن الجذور الأصلية للذنوب : «أَوّلُ ما عُصِي اللهُ تَباركَ وَتَعالى بِستِّ خِصالٍ حُبِّ الدُّنيا وَحُبِّ الرِّئاسَةِ وَحُبِّ الطَّعامِ وَحُبِّ النِّساءِ وَحُبِّ النَّومِ وَالرَّاحَةِ» ([5]).
6 ـ وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «إِنّ حُبَّ الشّرفِ وَالذِّكرِ لا يَكُونانِ فِي قَلبِ الخائِفِ الرَّاهِبِ» ([6]).
7 ـ وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً : «مَنْ طَلَبَ الرِّئاسَةَ بِغيرِ حَقٍّ حُرِمَ الطَّاعَةَ لَهُ بِحَقٍ» ([7]).
ومن ذلك البيان يتبين أنّ حبّ الجاه والمقام يتقاطع دائماً مع الحق ، ومنه يتبيّن أيضاً أنّ حبّ الرئاسة على نوعين :
الرئاسة بالحق والرئاسة بالباطل :
نقرأ في بعض الآيات أنّ «عباد الرحمن» يطلبون من الباري تعالى أن يجعلهم للمتقين إماماً (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً)([8]).
ومنه يتبيّن أنّ حبّ الرئاسة لا يقع في الدائرة الذميمة دائماً ، كما ذكر هذا المعنى العلّامة المجلسي (قدس سره) في كتابه بحار الأنوار ، حيث قسّم الرئاسة إلى نوعين : «رئاسة بالحق» و «رئاسة بالباطل» ، بعدها ضرب مثالاً لرئاسة الحق وهو التصدي لمقام الفتوى والتدريس والوعظ ، ويعقب قائلاً : إنّ الذي له الأهلية لذلك وهو عالم بالكتاب والسنة وهدفه هداية الخلق وتعليم الناس ، فيجب عليه إمّا عيناً أو كفايةً التصدي لذلك المقام ، ولكن الذي لا علم له ولا اطلاع بالمسائل وليس له هدف إلّا الشهرة وتحصيل المال والمقام ، فتلك الرئاسة الباطلة ، وهذا هو فعل المبتلين بالصفة الرذيلة وهي حبّ الجاه.
وبعدها نقل عن بعض المحققين أن معنى كلمة «الجاه» هو تملك القلب والتأثير عليه ، فحكمها حكم تملك الأموال ، كل هذهِ الامور هي من أهداف الحياة ، وتنتهي بالموت ، والدنيا مزرعة الآخرة ، فالذي يجعل من تلك زاداً له في الآخرة فهو السعيد والمنعم ، والذي يجعل منها وسيلة لإتباع الأهواء فهو الشقيّ الفقير ([9]).
وفي الواقع أنّ الذين يطلبون الرئاسة لأغراض اجتماعية وإنسانية ، أو بعبارة اخرَى يطلبون الجاه للوصول للأهداف الإلهيّة وليس لحب المقام والرئاسة بالذات ، اولئك في الحقيقة السائرون على خط الإمام علي (عليه السلام) الذي يقول : «أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبّةَ وَبرَأ النَّسمَةَ لَو لا حُضُورِ الحاضِرِ وَقِيامِ الحُجَّةِ بِوجُودِ النَّاصِرِ وَما أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَماءِ أَلّا يُقارُّوا عِلى كِظّةِ ظالِمٍ وَلا سَغبِ مَظلُومٍ لأَلقَيتُ حَبلَها عَلى غَارِبِها وَلَسَقَيتُ آخِرها بِكأسِ أَولِها» ([10]).
[1] ميزان الحكمة ، ج 1 ، ص 492 ، ح 3034.
[2] المحجة البيضاء ، ج 6 ، ص 112.
[3] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 297 ، ح 2.
[4] المصدر السابق ، ح 3.
[5] الخصال ، ج 1 ، ص 330.
[6] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 69 ، ح 7.
[7] تحف العقول ، ص 237.
[8] سورة الفرقان ، الآية 74.
[9] بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 147 وما بعدها (مع التلخيص).
[10] نهج البلاغة ، الخطبة 3.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
دعوة لحضور الملتقى العلمي لمدرسة الحلة الكلامية
|
|
|