المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الملاءمة بين الطفل وبيت التربية  
  
58   07:55 صباحاً   التاريخ: 2025-01-06
المؤلف : جون باولبي
الكتاب أو المصدر : رعاية الطفل ونمو المحبة
الجزء والصفحة : ص 188 ــ 192
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

من المحتمل أن يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية والذي لا يغيب عن البال عند اختيار بيوت التربية المؤقتة هو دوافع الآباء بالتربية المنتظرين. وقد تم تأكيد هذا أيضاً عن بحث موضوع اختيار بيوت للتبني الدائم.

ومن الطبيعي أنه إذا كان الإيواء المؤقت هو المقصود، وإذ كان الطفل سيستمر متصلا بأبويه اللذين سيشجعان على زيارته، فإن الدوافع إذن تختلف عن دوافع الأبوين بالتبني. ولكن الأخصائي الاجتماعي يجب أن يلم بطبيعتهما على السواء، وسيجد أن طرق الاستعلام عنهما متطابقة. ولا يصلح الزوجان، اللذان لم ينجبا أطفالا عادة، لأن يكونا أبوين بالتربية بصفة مؤقتة لأنهما يكونان على الأرجح شديدي الرغبة في التملك. ويكون النجاح أكثر شيوعا بين الآباء الذين بدأ أطفالهم يكبرون. ومن ناحية أخرى فإن الآباء بالتربية الذين تجاوزوا سن الستين يكونون على الأرجح أقل نجاحاً ممن هم أصغر سناً. ولكن ربما كانت الحاجة إلى اختيار آباء بالتربية - قادرين على العمل في ارتباط وثيق مع الأخصائي الاجتماعي ولا يتعففون عن السؤال ويتقبلون المساعدة - أكثر أهمية من كل هذه الأسس.

وإلى جانب البحث فيما إذا كان ينبغي الالتجاء إلى بيوت تربية معينة تبدو أهمية موضوع الملاءمة بين الطفل وبين الأبوين بالتربية. وقد لوحظ أنه كان من الممكن تجنب قدر كبير من صعوبات الإسكان إبان الحرب لو أن العلاقات الإنسانية التي يتضمنها الإيواء نالت نصيباً من التفكير كما نالت العلاقات الإنسانية التي تضمنتها إجراءات الحكومة.

ومن بين الظروف الملائمة في بيوت الإيواء:

(أ) وجود أطفال آخرين في البيت، وبخاصة أخوة وأخوات الابن بالتربية. وقد وجد أنه من المهم بصفة خاصة أن توضع البنات إذا كن فوق الثانية عشرة من أعمارهن مع أطفال آخرين.

(ب) وجود فرق يبلغ أربع سنوات في السن (أكثر أو أقل قليلا) بين الابن بالتربية وبين أطفال الآباء بالتربية من نفس الجنس.

(ج) إن وضع طفل من الجنس الآخر من نفس السن مع الابن بالتربية يكون من صالحه.

(د) من الأفضل أن يوضع الأطفال العصبيون القلقون في بيوت هادئة عادية. بينما يوضع الأطفال ذوي النشاط العدواني مع رفاق في بيوت حرة مريحة. ولو أن هذا النوع من الأطفال، أينما وضعوا، هم مصدر معظم المشاكل.

والحالات التي يجب تجنبها كلما كان ذلك ممكناً تشمل ما يأتي:

(أ) كلما كان الطفل أكبر سناً كان أقل صلاحية للبقاء في بيوت التربية. ويصدق هذا بصفة خاصة مع الأطفال الذين تجاوزوا سن الثالثة عشرة.

(ب) صغار الأطفال (أقل من عشر سنوات) لا يلائمون الآباء بالتربية المتقدمين في السن (فوق الخامسة والأربعين).

(ج) الابن بالتربية من نفس عمر وجنس الابن الحقيقي للوالدين بالتربية يثير وجوده الاحتكاك. فكثيراً ما يكون التفكير في مثل هذا الطفل على أساس فائدته كرفيق للعب، ونادراً ما يفكر فيه لذاته. وفضلا عن ذلك فمواقف الحسد والمنافسة يمكن غالباً أن تثور أكثر مما لو اختلف العمر والجنس.

(د) الفروق الكبيرة في مستويات المعيشة والطبقة الاجتماعية بين الأسرة المربية والأسرة الحقيقية قد وجد أحياناً أنها تحدث توتراً للطفل أو حسداً من الوالدين الحقيقيين.

 

(هـ) من الخطأ الواضح أن يوضع الأطفال سيئوا التربية إلى درجة خطيرة في بيوت التربية قبل أن يتماثلوا للشفاء. وقد وجد مراراً أن وضع مثل هؤلاء الأطفال في بيوت للتربية قد أدى إلى الفشل، وبخاصة الأطفال الذين ظهر قلقهم في هيئة خشونة وميل للاعتداء. أما الطفل المحب للعزلة فإنه أقرب إلى النجاح.

وتقدم هذه الاستنتاجات المحددة كدليل لممارسة العمل وكصور لما يمكن أن يقرر أو يكتشف في دراسات علمية دقيقة.

ولقد قال أحد المراقبين في هولندا عن الأطفال الذين درس حالاتهم ما يأتي:

(لقد ظهر حتى مع أفضل اختيار وأعداد لكل من الطفل والوالدين، أن 20 ٪ من الأطفال واجهوا صعوبات في التكيف مع العائلة الجديدة. وقد لوحظت هذه الصعوبات بصفة خاصة عند الأطفال الذين لم يكن لهم اتصال بأسرهم أو علاقة قوية بأمهاتهم في باكورة حياتهم).

ولقد كان الشخص غير المختص يصادف صعوبة كبيرة في قبول آراء الإخصائيين في أمور الصحة العقلية في السنوات الأخيرة والقائلة بأن جانباً كبيراً من الأطفال الموضوعين تحت الرعاية غير متكيفين عاطفياً. ويشكو من أن أطباء الصحة العقلية ونظراءهم يرون اضطرابات لا وجود لها على الإطلاق، ويقيمون الحجة على أن الزمن كفيل، في جميع ما يعرض من الحالات، بإزالة متاعب أمثال أولئك الأطفال إذا وجدوا رعاية وعطفاً. وليس من الممكن الإمعان في التأكيد بأن المدربين في أمور الصحة العقلية لا يشاركون في هذا التفاؤل. فالواقع أن الأطفال المحتاجين إلى إيواء طويل الأجل في وقت السلم هم الأطفال المنحرفون على الأرجح، وما لم تعرف طبيعة هذا الانحراف عند وضع الخطط المناسبة لإيوائهم فإن مأساة انتقالهم من بيت للتربية فشلوا في الاستقرار فيه إلى بيت آخر ستتكرر. فلا تستطيع الأمهات بالتربية الاستمرار في منح رعاية قلبية لطفل يفشل تماماً في الاستجابة لذلك.

ومع أنه من المتفق عليه بوجه عام أن الرعاية في بيوت التربية أفضل بكثير من الرعاية الجماعية، إلا أن عدم استقرار بعض الأطفال في هذه البيوت يجعل من الضروري وضعهم تحت رعاية جماعية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.