أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1773
التاريخ: 19-7-2016
2864
التاريخ: 19-7-2016
1944
التاريخ: 2023-03-28
2222
|
قد ورد في الروايات الإسلامية تعبيرات كثيرة وشامخة حول الجود والسخاء يقل نظيرها بالنسبة إلى الصفات الاخرى ، ونختار منها نماذج لبيان هذا المضمون والمحتوى :
1 ـ ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «السَّخاءُ خُلْقُ اللهِ الاعْظَمُ» ([1]).
وفي الحقيقة أنّ جميع أشكال السخاء والكرم في عالم الوجود ما هو إلّا تجليات للكرم الإلهي الواسع لأن كلّ ما لدينا فهو من الله تعالى من أنواع النعم والمواهب ، الأرض والسماء ، الحياة ومتعلقاتها الكثيرة وكلّ شيء فهو من نعمه وكرمه ، وكلّ كرم فهو فرعٌ من ذلك الأصل اللامتناهي والأبدي ، لأنّه لو لم نحصل على نعمة وموهبة من الله تعالى فليس بإمكاننا بذل شيء منها ، وحتّى صفة الجود والكرم هي من مواهبه ونعمه على الإنسان.
2 ـ يقول الإمام الصادق (عليه السلام) «السَّخاءُ مِن اخْلَاقِ الْانْبِيَاءِ وَهُوَ عِمَادُ الْايْمَانِ وَلَا يَكُونُ المُؤمِنُ الّا سَخِيّاً وَلا يَكُونُ سَخِيّاً الّا ذُو يَقينٍ وَهِمَّة عَالِيَةٌ لَانَّ السَّخاءُ شُعاعُ نُورِ اليَقينِ ، وَمَنْ عَرَفَ مَا قَصَدَ هانَ عَلَيْهِ مَا بَذَلَ» ([2]).
ويستفاد من هذا الحديث أنّ هذه الصفة السامية تتمثل أوّلاً في وجود الأنبياء كصفة كريمة من الصفات الأخلاقية العالية ومن علامات الإيمان واليقين للمؤمن.
3 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «تَحَلَّ بِالسَّخاءِ وَالْوَرَعِ فَهُما حِلْيَةُ الإيمَانِ وَاشْرَفُ خَلالِكَ» ([3]).
وهذا الحديث يبين أنّ هذه الصفة الشريفة من أفضل صفات المؤمن على الاطلاق.
4 ـ وورد في حديثٍ آخر عن هذا الإمام (عليه السلام) أيضاً أنّه قال : «السَّخاءُ ثَمَرَةُ العَقْلِ وَالقَناعَةُ بُرهانُ النُبُلِ» ([4]).
فالأشخاص الّذين يمتنعون عن بذل شيءٍ ممّا لديهم إلى الآخرين ويسعون لجمع الأموال الطائلة ثمّ يتركونها ويرحلون إلى العالم الآخر ، فهم في الحقيقة ليسوا بعقلاء لأنهم لم يحصلوا من جزاء ذلك سوى على التعب والنصب ولن ينتفعوا من أموالهم على المستوى المادي والمعنوي ، فأيُّ عقلٍ يرتكب مثل هذه الحماقة؟!
5 ـ وفي تعبير آخر عن هذا الإمام في بيانه لأهمية «السخاء» يشير إلى نقطة لطيفة اخرى ويقول «غَطُّوا مَعايِبَكُم بِالسَّخاءِ فَانَّهُ سَتْرُ العُيوبِ» ([5]).
وقد ثبت بالتجربة صدق هذا الكلام الحكيم حيث نرى أشخاصاً لهم عيوب كبيرة ولكنَّ الناس مع ذلك يحترمونهم من أجلٍ كرمهم وجودهم.
6 ـ وفي تعبير آخر عن هذا الإمام (عليه السلام) يقول «السَّخاءُ يَمْحَصُ الذُّنُوبَ وَيَجْلُبُ مَحَبَّةَ الْقُلُوبِ» ([6]).
وهذا التعبير يدلّ على أنّ السخاء كفّارة للكثير من الذنوب.
7 ـ ويقول مولى الموحدين الإمام علي (عليه السلام) في بيانه للتأثير العميق للسخاء في جذب قلوب الناس ومحبتهم «مَا اسْتَجْلَبَتِ المَحَبَّةُ بِمِثلِ السَّخاءِ وَالرِّفْقِ وَحُسْنُ الخُلْقِ» ([7]).
8 ـ ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الصدد «السَّخيُّ قَريبٌ مِنَ اللهِ قَريبٌ مِنَ النّاسِ قَريبٌ مِنَ الجَنَّةِ» ([8]).
9 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «شَابٌّ سَخيٌّ مَرْهَقٌ في الذُّنُوبِ احَبُّ الَى اللهِ عَزّ وَجلّ مِنْ شَيخٍ عَابدٍ بَخيلٍ» ([9]).
ومن المعلوم أنّ «السخاء» هو يتسبب في الامدادات الإلهية للإنسان وبالتالي فإنه يفضي إلى انقاذ ذلك الشاب الملوث بالذنوب من واقعه المزري ، ولكنَّ ذلك الشيخ العابد والبخيل يغرق في الذنوب بسبب بخله.
10 ـ ونختم هذا البحث بحديثٍ شريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول «تَجَافُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخي فَانَّ اللهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّما عَثُرَ» ([10]).
ومن مجموع الأحاديث الشريفة المذكورة آنفاً تتبين الأهمية الكبيرة للسخاء في كلمات المعصومين (عليهم السلام) حيث رأينا أنّ هذه الفضيلة تتميز من بين سائر الفضائل الأخلاقية على مستوى الأهمية والفضيلة.
[1] كنز العمال ، ج 6 ، ص 337 ، ح 15926.
[2] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 355 ، ح 17.
[3] غرر الحكم ، ح 4511.
[4] غرر الحكم ، ح 2145.
[5] غرر الحكم ، ح 644.
[6] غرر الحكم ، ح 1738.
[7] غرر الحكم ، ح 9561.
[8] بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 308.
[9] بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 307.
[10] كنز العمال ، ج 6 ، ص 392 ، ح 16212.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث آلية إقامة الأسبوع الثقافي مع جامعة الموصل
|
|
|