أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2022
2434
التاريخ: 2024-12-14
231
التاريخ: 2024-12-30
201
التاريخ: 25/12/2022
2390
|
إن حال «البخل» كحال سائر الصفات الرذيلة في أنّ له درجات ومراتب ، وبعض هذه المراتب قد تكون خفية إلى درجة تخفى حتّى على الشخص نفسه وتخفى على الآخرين أيضاً ، وهناك بعض المراتب إلى درجة من الوضوح بحيث إن كلّ إنسان يدركها حتّى الأطفال.
بعض الناس يبخلون بأموالهم فحسب أي أنّهم غير مستعدين بأن ينتفع الآخرون بأموالهم بأي مقدارٍ كان ، والبعض الآخر يتجاوز هذا الحدّ فيبخل بأموال الناس أيضاً ، أي انه لو رأى أنّ شخصاً يقوم بالبذل والانفاق على الآخرين فإنه يتألم بذلك ، وبعض آخر يتجاوز هذه المرحلة أيضاً فكلما رأى كرماً من الناس حتّى على نفسه فإنه يتألم بذلك وهذا أعجب أشكال البخل.
ومن جهة اخرى فإنّ البعض يبخلون في الامور المادية ، والبعض الآخر في الامور المعنوية كمن يبخل في بذل العلم والمعرفة ، وبعض الناس يبخلون في الموضوعات المهمة من قبيل بذل الأموال الكثيرة ، في حين أنّ البعض الآخر يبخلون حتّى بالمسائل الجزئية من قبيل السلام ، والبعض قد يبخل في العطاء والانفاق المستحب في حين أنّ هناك من يبخل حتّى في الواجبات مثل أداء الخمس والزكاة ، وبعض البخلاء لا يتحركون في تبرير بخلهم وامساكهم بينما نجد البعض الآخر يتسترون على هذا الامساك والاقتار بالتمسك بعناوين ظاهرية من قبيل عدم الاسراف أو تأمين نفقات الابناء أو الابتعاد عن الرياء والتظاهر أو التشكيك في استحقاق المستحقين وأمثال ذلك.
وعلى هذا فإنّ للبخل فروع متعددة وأشكال مختلفة ، وينبغي على المؤمن المتقي مراقبة جميع هذه الاشكال والحذر منها والتصدي لها بإبعادها عن نفسه والحذر من التلوث بها كيما يحصل على مقام القرب الإلهي والكمال المعنوي في حركة الحياة.
ونجد في الروايات الإسلامية اشارات لطيفة إلى أشكال وفروع البخل هذه ومنها :
1 ـ ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «الْبُخْلُ بِاخْراجِ مَا افْتَرَضَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الامْوَالِ اقْبَحُ البُخلِ» ([1]).
2 ـ وورد في حديثٍ آخر أنّ الإمام علي (عليه السلام) بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر ... فقال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة أوساق وسق واحد ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا كثّر الله في المؤمنين ضربك ، أعطي أنا وتبخل أنت ...» ([2]).
3 ـ وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «انَّ ابْخَلَ النّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ» ([3]).
4 ـ وفي الحديث عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «الْبَخيلُ حَقّاً مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» ([4]).
5 ـ ويستفاد من بعض الروايات أنّ بعض مراحل البخل ينطوي تحت عنوان «اللئيم» وهو الّذي يعيش الدرجة الشديدة من البخل كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «الرِّجَالُ أرْبَعَةٌ سَخيٌ وَكريمٌ وَبَخيلٌ وَلَئيمٌ ، فَالسَّخيُ الّذي يَأْكُلُ وَيُعْطِي وَالكَريمُ الّذي لا يَأْكُلُ وَيُعطِيُ وَالبَخيلُ الّذي يَأكُلُ ولا يُعطِيُ واللّئيمُ الّذي لا يَأكُلُ ولا يُعطِيُ» ([5]).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|