أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-05
1050
التاريخ: 2023-07-02
1596
التاريخ: 2024-07-25
499
التاريخ: 2024-04-09
885
|
ليس لدينا معلومات عن هذا العظيم إلا لوحة تمثال عثر عليه في مكان بالقرب من «تانيس»، وعلى مسافة قليلة من «كفر صقر»، وقد باعه عبد الرحمن صادق أفندي للمتحف المصري (رقم 86125)، ونشره الأستاذ لبيب حبشي (راجع A. S. XL VII p. 261ff).
وهذا التمثال غريب بعض الشيء في صورته؛ فهو يمثل المتوفى في صورة «أوزير» واقفًا على قاعدة ومستندًا على قطعة حجر في هيئة لوحة، ويلاحظ أن التمثال نصفه غائر في اللوحة المستند عليها. وقد كان هذا تجديدًا في صناعة التماثيل مأخوذًا على ما يظهر من تأثير الفن الآسيوي (راجع مصر القديمة الجزء السادس).
ويبلغ ارتفاع التمثال حوالي 155 سنتيمترًا، وعرضه 27 سنتيمترًا، وقد مُثِّل المتوفى في صورة «أوزير» العادية مع بعض فروق بسيطة.
واللوحة التي يستند عليها التمثال قد نُقش عليها أربعة أسطر عمودية؛ كل اثنين منها على أحد جانبي التمثال، وهذه تستمر على قمة القاعدة ومقدمتها. وكذلك نقش سطران أفقيان على مقدمة القاعدة بين نهاية أربعة الأسطر الأفقية، وهاك ما جاء في هذه النصوص على يمين التمثال: «قربان يقدمه الفرعون إلى «أوزير» رئيس الغرب، سيد العرابة، الإله العظيم، حاكم الأبدية؛ لِيُهَبْ كل ما يخرج على موائده من قرب، وبخور، ونبيذ، ولبن، وقربان، ومؤن مما يعيش منه الآلهة لأوزير كاهن «وعب» «آمون رع» ملك الآلهة، والكاهن والد الإلهة «لموت» العظيمة سيدة «أشرو»، والكاهن والد الإله «خنسو»، وكاتب معبد «خنسو» والعظيم جدًّا، وبكر «آمون رع» ملك الآلهة، والمشرف على تشريفاتي الفرعون العائش والسعيد والمعافى «نسنآمون» المنتصر أمام كل آلهة «طيبة» وقد بلغ طول حياته (أي عنخفنأمون) على الأرض اثنين وسبعين عامًا وخمسة أشهر وأربعة عشر يومًا عندما وُضع في قاعة التطهير (التحنيط) تحت إشراف «أنوبيس»، وقد عُمِلَ له كل ما ينبغي أن يُعمل لشخص متوفى عظيم ممتاز، وقد أتم اثنين وسبعين يومًا في بيت التحنيط، ولما صار مرتاحًا بحالة التبجيل جُر (بزحَّافة) إلى بيت الأبدية ليثوى هناك أبديًّا».
ونقش على الجانب الآخر من التمثال ما يأتي:
قربان يقدمه الملك «لأوزير» رب «بوصير» الذي يبعث بصحة جيدة، والمقدم في مقاطعة «طينه» والإله العظيم حاكم الجبانة: لِيُهَبْ ألف رغيف، وألف إبريق جعة، وألف ماشية، وألف طائر، وألفًا من كل شيء طيب طاهر، وألفًا من كل شيء حلو، وكل القربان والخضر التي تعيش منها الآلهة إلى «أوزير» مغنية «آمون رع» ملك الآلهة، والمغنية الأولى لخنسو في «طيبة» «نفرحتب»، ومغنية جوقة «موت» العظيمة سيدة «أشرو»، والمرضع الملكية «أرموت بانفر»، والمتوفاة بنت رئيس «تشريفاتية» الفرعون «عنخفنأمون» المتوفى، وزوجة الكاهن والد الإله «لخنسو»، والمراقب على المحراب (قنت) للملك «بسوسنس» محبوب «آمون» الإله العظيم «سيا» المتوفى. ومدة حياتها (أي حياة «أرموت بانفر») على الأرض كانت ثلاثًا وأربعين سنة وتسعة أشهر وستة وعشرين يومًا، وقد عُمل لها كل ما يُعمل لكل شخص متوفًّى منعَّم ممتاز، وقد وضعت في قاعة التطهير تحت مراقبة «أنوبيس»، وقد أتمت سبعين يومًا في بيت التحنيط وهي مطمئنة آمنة سعيدة بالحالة المبجلة (التي يكون عليها المتوفى).
وعلى واجهة قاعدة التمثال نُقِشَ ما يأتي:
قربان يقدمه الملك لأوزير «وننفر» الإله العظيم حاكم الأحياء ملك الأبدية ورب الخلود الذي يمضي الأبدية بمثابة حياته، وإنه يظهر و«إزيس» على يمينه، و«نفتيس» على يساره.
تعليق: على الرغم من أن متن هذا التمثال كان الغرض منه إظهار مناقب صاحبه — كما جرت العادة — إلا أنه يكشف لنا عن بعض نقط هامة من حيث الحياة الأسرية والعادات الجنازية التي كانت تَجري في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، وكذلك مكان الآلهة الذين كانوا يُعبدون في ذلك العهد في «تانيس» و«طيبة».
ولا نزاع في أن «آمون» ملك الآلهة كان في هذا الوقت هو وأفراد أسرته لهم المكانة الأولى في عبادة القوم، وبخاصة عندما نعلم أنه في معظم الأحيان كان ملوك «تانيس» وكهنة «آمون» العظام على ود وصفاء ومصاهرة في معظم عهد الأسرة الواحدة والعشرين، ويلاحظ في خلال هذه الأسرة أن اسم «آمون» وأسرته كان يُرَكَّبُ تركيبًا مَزْجِيًّا في أسماء الأفراد، ولم يُجارِهِ في ذلك إلا اسم كبش «مندس» «بانب دد»؛ وذلك لأنه كان معبودًا شائع العبادة في جهة «تانيس».
وسنبتدئ الآن بفحص ألقاب هذا العظيم وأفراد أسرته:
ألقاب «عنخفنأمون» (= حياته ملك آمون)
(1) كاهن (وعب) آمون ملك الآلهة.
(2) الكاهن والد الإله للإلهة «موت» العظيمة سيدة «أشرو».
(3) الكاهن والد الإله (لخنسو) وكاتب معبد «خنسو» والبكر العظيم ابن «آمون رع» ملك الآلهة.
(4) رئيس «تشريفاتية» الفرعون، له الحياة والفلاح والصحة.
(5) كاهن بيت «آمون» في «خابو».
ومن هذه الألقاب نلحظ علاقة «عنخفنأمون» بثالوث «طيبة». أما اللقب الثالث فليس له علاقة بالأمور الدينية بل كان لقبًا حكوميًّا؛ مما يدل على أن الكهنة كانوا يجمعون بين الألقاب الدينية والألقاب الدنيوية وبخاصة كهنة الإله «آمون» كما نوَّهنا عن ذلك في مواضع كثيرة في الأجزاء السالفة، وقد قال البعض عن هذا اللقب: إنه كان يعطاه الكاهن الذي يقوم بالإشراف على معبد الملك الجنازي، غير أن الأستاذ «جاردنر» ترجمه أخيرًا بأن حامله كان رئيس التشريفات في القصر الملكي، كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
واللقب الأخير يشير إلى أن «عنخفنأمون» كان خادم الإله (أي الكاهن) لبيت «آمون» في «خابو»، وهو اسم مكان لم يرد من قبل في النقوش المكشوفة حتى الآن.
ألقاب والده «نسنأمون»: (معنى الاسم: من يملكه آمون)
(1) رئيس تشريفاتي الفرعون له الحياة والفلاح والصحة. وقد ورث هذا اللقب ابنه «عنخفنأمون» صاحب التمثال عن والده، وتلك كانت عادة شائعة عند المصريين في وراثة الألقاب والوظائف الدينية بنوع خاص.
(2) المنتصر أمام كل آلهة طيبة. ومن المدهش أننا لا نجده يحمل هنا ألقابًا تظهر لنا علاقته بآلهة ثالوث طيبة، وعلى أية حال فإن اللقب الذي أبرزه لنا يعد من أعظم الألقاب في الدولة.
ألقاب «أرموت بانفر» بنت «عنخفنأمون»: (معنى الاسم: الإلهة «موت» توجد السعادة)
(1) مغنية «آمون رع» ملك الآلهة.
(2) المغنية الأولى «لخنسو» في طيبة «نفرحتب».
(3) مغنية الجوقة للإلهة «موت» العظيمة سيدة «أشرو».
(4) المرضع الملكية.
ونفهم من الألقاب الثلاثة الأولى أن «أرموت بانفر» كانت تشغل وظائف كهانة هامة لها علاقة بثالوث «طيبة»، وهذا ما يلاحَظ في مقابر عظماء القوم في تلك الفترة؛ إذ نجد أن لمعظم نساء الأسرة وظائف دينية، يضاف إلى هذا أن المرأة قد أخذت تلعب دورًا هامًّا حتى في سياسة البلاد، كما ألمحنا إلى ذلك من قبل عند التحدث عن نساء الكهنة العظام لآمون.
أما لقب مرضع فرعون فكان من أعظم الألقاب وأهمها في خلال الأسرة الثامنة عشرة؛ إذ كان لمرضعات الفراعنة مكانة ممتازة في نفوس الفراعنة، وكان أولادهن يعينون في أكبر مناصب الدولة، كما كانت بناتهن يتزوجن من الفراعنة (راجع مصر القديمة الجزء الخامس)؛ ولذلك فإنه لا يبعد أن ابنة «عنخفنأمون» الذي شغل مكانة ممتازة، كانت تحمل هذا اللقب بحق، أو كان لقبَ شرفٍ وحسب.
أما زوج «أرموت بانفر» المسمى «سيا» (الصقر المقدس) فكان يحمل الألقاب التالية:
(1) الكاهن والد الإله للإله «آمون».
(2) الكاتب الملكي.
(3) المشرف على مخازن غلال الفرعون.
(4) الكاهن والد الإله للإله «خنسو».
(5) المراقب على محراب «قنت» للملك «بسوسنس» محبوب آمون الإله العظيم.
وتدل ألقاب هذا الموظف على أنه كان صاحب مكانة عظيمة في الدولة، وبخاصة أنه كان يحمل لقب المشرف على مخازن غلال الدولة، وهي تعد أكبر وظيفة في البلاد بعد الوزارة، وكذلك نجد أن الفرعون قد خصه بمراقبة شئون محرابه الجنازي، فكان لذلك من المقربين لدى الفرعون مثل صهره «عنخفنأمون».
وتدل شواهد الأحوال على أن هذا المحراب الجنازي لم يكن بعيدًا عن عاصمة الملك، وبخاصة أننا لم نجد لهذا الفرعون ولا لغيره من الملوك الذين دُفنوا معه محاريب جنازية بجوار مقابرهم، وإن كانوا قد دفنوا في داخل أسوار المعبد الكبير، وعلى ذلك نستنبط أن «خابو» هذه التي كان فيها معبد «بسوسنس» الجنازي لا بد أنها كانت قريبة جدًّا من مكان دفن الفرعون، كما يقول الأستاذ «لبيب حبشي» في مقاله الممتع عن «عنخفنأمون».
ولا نزاع في أن هذا التمثال قد عُمل في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، ومن المحتمل أنه عمل في عهد الفرعون «بسوسنس الأول».
ومن أهم النقط التي أشار إليها متن تمثال «عنخفنآمون» عدد الأيام التي كان يتم في خلالها تحنيط المومية في بيت التحنيط؛ فقد جاء على هذا التمثال أن مومية هذا العظيم قد أنجز تحنيطها في اثنين وسبعين يومًا، على حين أن تحنيط ابنته لم يستمر أكثر من سبعين يومًا. والعدد الأخير يذكرنا بما ذكره «هيرودوت» عن طرق التحنيط الثلاث التي كان يجريها المصريون في أجسامهم بعد الموت، وأن أحسن طريقة كان يلزم لإنجازها سبعون يومًا (راجع A. S. XL VII. p. 273). ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن كثيرًا من المتون المصرية الخاصة بالعصر الذي نحن بصدده قد تحدثت عن تجهيز الجسم للدفن، فمثلًا نجد على لوحة عظيم يدعى «تحوتي» (قبر رقم 110 في طيبة الغربية) أنه قد خوطب بالعبارة التالية: «إن دفنًا جميلًا سيحدث لك في سلام، والأيام السبعون الخاصة بك قد أنجزت في مكان تحنيطك.» وقد جاء نفس هذا المتن في مقبرة «انتف» (المقبرة رقم 164 بطيبة الغربية( وهذان القبران من عهد الأسرة الثامنة عشرة، غير أن هذين المثلين وغيرهما لا يعنيان أن عدد الأيام هذا كان محددًا، بل كان قابلًا للزيادة والنقصان، فمثلًا نجد في حالة أن الكاهن الأكبر لمنف المسمى «بشر دنبتاح» قد مكث في الجبانة مائتي يوم قبل الدفن، وفي حالة أخرى نجد أن الملكة «مريس عنخ الثالثة» إحدى حفيدات «سنفرو» قد دفنت بعد مضي 272 يومًا من موتها، ولكن في حالات أخرى نجد أن عدد الأيام لا يعدو الأيام السبعين بكثير؛ فمثلًا على لوحة «بولوني رقم 1042» نجد أن المتوفى قد دُفِنَ بعد ثمانين يومًا.
وفي ورقة بالمتحف البريطاني خطاب هام من محنط يقول فيه لعميله: إنه سيحنط جسم ابنه في مدة اثنين وسبعين يومًا (وهي المدة التي كانت لازمة لتحنيط جسم «عنخفنأمون» على شرط أن يمده بالنطرون والمواد الأخرى) (راجع A. Z. 54, p. 111–4)
ولكن في أحوال أخرى نجد أن عدد هذه الأيام كان أقل بكثير، فمثلًا نجد على لوحة من العهد الصاوي لكاهن يدعى «بسمتيك» بن «أعح وين» قد أمضى اثنين وثلاثين يومًا تحت يد «أنوبيس» رئيس الجبانة (و«أنوبيس» هو إله التحنيط). ومن ذلك نعلم أن مدة التحنيط كانت تختلف على حسب الأحوال، ولكن يظهر أن مدة الأيام السبعين كانت متوسط المعتاد عند علية القوم.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة السيدة الزهراء (عليها السلام) في محافظة واسط
|
|
|