المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

وصف الإمام صادق (عليه السلام) على لسان ملحد
1-8-2020
مساكن الدجاج للمشاريع الصغيرة
20-4-2016
الشيخ محمد حسين ابن الشيخ هاشم العاملي
30-1-2018
Nature of Time Series
17-3-2021
الراوّن عن الرضا
27-7-2016
رسالة على لسان الأمير سعد الغني بالله
2024-12-09


مخاطبة ليحيى ابن رحّو  
  
131   02:11 صباحاً   التاريخ: 2024-12-10
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:386
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2023 1352
التاريخ: 2024-01-15 1130
التاريخ: 27-8-2022 2140
التاريخ: 22-3-2022 2213

مخاطبة ليحيى ابن رحّو

ومما خاطب به لسان الدين رحمه الله تعالى شيخ الدولة يحيى بن رحّو قوله : ( سيدي الذي له المزية العظمى، والمحل الأسمى ، شيخ قبيل بني مرين ، وقطب مدار الأحرار على الإجمال والتعيين ، والمتميز بالدهاء والرجاحة ، والمعرفة الفسيحة الساحة ، والصدقة المباحة ، وشروط الصوفية من ترك الأذى ووجود الراحة ، أُسلّم على ذاتكم الطاهرة التي بخلت الأزمان والله أن تأتي بنظيرها ، وتنافست الدول في تكبيرها ، وسارت المواكب الملوكية بمسيرها ، وأثنت الألسن بفضلها وخيرها ، وأقرر لديها أني أعددت من معرفتها بالأندلس كنز ألم أنفق منه إلى اليوم وزناً ، إعداداً له وخزناً ، إذ لا يخرج العتاد الكبير إلا عن حاجة وفاقة ، ولا ترد اليد إلى الذخيرة إلا في إضاقة وعجز طاقة ، وما كانت الوصلة بمثلها ليهملها مثلي جهلاً بقيمتها العالية ، وإزراء بجهتها الكافلة الكافية ، . لكن نابت عن يدها أيد ، وكفى عن ابتذالها ما كف الله تعالى من عمرو وزيد ، والآن أقرر أني قد كادت حاجتي إلى ذلك العتاد أن تتمحض ، وزبدته أن تتمخض ، إذ هو حظي من رعي ذلك القبيل الذي قصرت عليه رياسته ، والوزير

                                         386

الذي من رأيه تستمد سياسته ، وإذا وفد خاصة هذه المدينة مهنين ، وبشكر إيالته الكريمة مثنين ، فخيمته ظل ظليل ، ومشاركته معتمدي في الكثير فكيف ولا غرض لي إلا في القليل ، وعندي أن رعيه لمثلي لا يفتقر إلى وسيلة تجلب ، ولا ذمام يحسب ، فمثله من قدر قدر الهناء ، وشد أعلام الحمد والثناء ، سامية البناء ، وعرف أن الدنيا على الله تعالى أحقر الأشياء ، وقد رفعت أمري كله

بعد الله تعالى إلى رأيك ، وغنيت عن سعيي لنفسي بجميل سعيك ، و ، والسلام

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.