لمحة تاريخية عن اخلاقيات الصحافة 

ترتبط أخلاقيات الممارسة الإعلامية في دول عديدة بالتقاليد والأعراف اكثر من ارتباطها بالقوانين لذا اهتم العديد من بلدان العالم بإصدار مواثيق شرف إعلامية تحوى المعايير الأخلاقية التي يجب أن يسير على نهجها العام الإعلاميين والصحفيين لتحقيق اكبر قدر من الامانة والصدق في نقل المعلومات، يرجع ظهور مواثيق الشرف على الصعيد الدولي إلى عام 1913 لتحسين الأداء الإعلامي وتوجيهه لصالح جمهور المتلقين، حيث بذلت محاولات عديدة لوضع قواعد سلوك مهني للإعلاميين.

أقدم هذه المواثيق أطلق عليه " قواعد الأخلاق الصحفية " صدر في واشنطن عام 1926 ونشأ في ذلك العام الاتحاد الدولي للصحفيين واتخذ عدداً من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم المهنة ذاتيا بواسطة المهنيين من رجال الصحافة من بينها: إنشاء محكمة دولية للنشر في عام  1931.

في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين نوقشت لأول مره في الأمم المتحدة مسألة اصدار ميثاق أخلاقي مهني لرجال الإعلام والصحافة في عام 1953 و وافقت اللجنة الفرعية لحرية الإعلام والصحافة على مشروع ميثاق أخلاقي دولي للعاملين في مجال الإعلام أكد أهمية تقديم الحقائق والأمانة في العمل الإعلامي وقد اعتبر هذا الميثاق كقاعدة للعمل المهني لجميع المشتغلين بجمع وبث ونشر الأخبار والمعلومات والتعليق عليها لتحقيق أمانة الكلمة لدى المتلقي وكسب ثقته.

ويعد " إعلان بوردو " من الوثائق الدولية الهامة التي تناولت أخلاقيات الممارسة الإعلامية وقد صدر في عام 1954 بمدينة بوردو الفرنسية " وأكد على ضرورة المحافظة على أسرار المهنة بشأن مصادر المعلومات وبذل الجهد في تصحيح أية معلومات غير دقيقة سواء كانت منشورة أو معده للنشر.

وفى نوفمبر 1971 عقد بمدينة ميونيخ الألمانية اجتماع لممثلي ستة دول أوروبية صدر في ختامه إعلان" ميونيخ " الذي أكد على احترام الحقيقة والدفاع عن حرية الإعلام والتعليق والنقد وتوخي الأمانة في الحصول على الأخبار والصور والمستندات.

وفى عقد التسعينات من القرن العشرين تم التوقيع على أكثر من إعلان حول أخلاقيات الممارسة الإعلامية من بينها " إعلان وندهوك " في 3 مايو 1991، واعلان ألمانيا في 19 أكتوبر 1992 و " إعلان سنتياجو " في 6 مايو 1994 واعلان صنعاء في 11 يناير 1996.

 وفي الولايات المتحدة وضع الاتحاد القومي للإذاعيين الأمريكيين لائحة إرشادية تغطى كل المواد المسموعة والمرئية الإخبارية والإعلانية وبرامج الأطفال كما تتعامل مع بعض الموضوعات الهامة كالتحيز في التغطية الخبرية والتعليقات ووضع الإعلانات ضمن البرامج الإخبارية إلا أن هذه الإرشادات كانت عامة وغير ملزمة للمحطات الإذاعية وتتضمن هذه اللائحة ان تتسم التغطية الإخبارية بالحقيقة والعدالة وعدم التحيز وان يتحلى الإعلامي بحسن المظهر والأداء وأن تتم الإشارة إلى الفقرات الإعلانية التي تتخلل الأخبار باعتبارها ليست جزءاً منها وفصل الآراء عن الأخبار وتجنب تفاصيل الجرائم والجنس وابراز الفارق بين التعليق والتحليل وبين الخبر ومراعاة الجوانب الأخلاقية عند إجراء المقابلات.