الصحافة العلمية

ظهرت الصحافة العلمية نتيجة للتطور الحضاري للمجتمعات، وكأي نوع من الصحافة المتخصصة تخاطب فئة معينة من المجتمع وتلبي احتياجاتها وتستجيب لرغباتها، فقد ارتبطت الصحافة العلمية بالتطور العلمي وأخذت المؤسسات العلمية والأكاديمية شخصيتها المستقلة بعد التطور الكبير في العلوم والتقدم الهائل للتكنولوجيا، فقد تأسست الجامعات والمعاهد ومؤسسات البحث العلمي لرعاية الاختراعات والأبحاث العلمية.

إن التقدم الكبير للاكتشافات وتنوعها أفرز الحاجة الى اطلاع المتخصصين والمهتمين بآخر المستجدات في هذه العلوم والاختراعات وكانت هذه بداية الصحافة العلمية التي حملت آخر أخبار الابحاث والعلماء إضافة الى انجازات مراكز البحث ومؤسساته.

الصحافة العلمية ونموها

تغيرت المفاهيم الاجتماعية للعلوم ومكانتها في عصر النهضة في أوروبا وقد شهد القرن الخامس عشر ذروة النهضة في العالم القديم (أوروبا) وكان ظهور الصناعة والاقتصاد الصناعي الذي تطلب رعاية العلوم والتقدم العلمي في الصناعة فظهرت الاختراعات العلمية وكان أهمها ظهور الطباعة كصناعة آلية وتطور تقنياتها مما مهد لسهولة الطباعة والتداول للمطبوعات مما أفسح المجال لطباعة الدوريات والنشرات المختلفة.

كانت أخبار العلوم والتقدم العلمي أحد أهم الأبواب الثابتة في الصحف العامة منذ بدايات ظهورها حيث لم تكد تخل مجلة أو صحيفة من أخبار ومقالات علمية.

في مجالات الحياة المختلفة وخصوصاً في مجال مكننة الزراعة ومقاومة الآفات الزراعية إضافة للعلوم الطبية والعلوم الأخرى.

شهد القرن السابع عشر طفرة كبيرة في مجال الاكتشافات العلمية وتقدم غير مسبوق في الاختراعات فقد شهدت أوروبا بداية لظهور الصحافة العلمية فقد صدر في فرنسا عام 1925 أول صحيفة علمية باسم «الصحيفة الفرنسية» وقد شجع هذا مجموعة من العلماء والمفكرين لإصدار «العلماء» وهي علمية متخصصة لتؤسس لوجود صحافة علمية رصينة وكانت رائدة في مجالاتها مما دفع تجمعات علمية الى تأسيس صحفها في الدول الاوروبية المختلفة.

وقد كانت «العلماء» فعلاً قدوة حيث اهتمت بالأبحاث العلمية والاختراعات، ونشرت المقالات المتخصصة في مجالات الفلسفة والعلوم والتاريخ والأدب وتناولت الاختراعات العلمية والنظريات الفلسفية وعلم الاجتماع والتربية، وقد صنفها البعض على انها أدبية ولكن سمتها العلمية طغت عليها.

ويقول د. على شلش إن التطور المتنامي للعلوم المختلفة الانسانية والعلمية البحتة جعل الصحافة العلمية تتربع على رأس قائمة الصحافة المتخصصة في العالم أجمع، ولا أدل من ذلك ما نشر في دليل الدوريات العالمية حيث جاء أن الدوريات والمجلات العلمية في العالم قد زاد عددها عن 7500 دورية تغطى مختلف التخصصات العلمية.